هؤلاء المقاتلون هم مجموعة المدفعية في جبهة كالتكس بقيادة محمد عبدالقوي الشفرة. لقد كانت هذه المجموعة من أوائل مجموعات المقاومين التي تشكلت في مواجهة الغزاة الزيود والروافض. وكانت أول مجموعة تتسلح بالسلاح الثقيل (مدفعية الميدان د30) بعد أن حصلوا على ثلاثة مدافع خارجة عن الجاهزية القتالية من معسكر بير أحمد. وقد عملوا بجهد بالغ حتى تمكنوا من إيجاد قطع غيار لهذه المدافع وإعادتها للجاهزية ومن ثم دعم المقاومة بالنيران الثقيلة التي كانت في أمَسّ الحاجة اليها في وقف تمدد قطعان الزيود والروافض في أحياء عدن. ولقد ظلت بطارية المدفعية هذه عماد المقاومة في جبهات الجسر والسوزوكي وحتى بير أحمد وجعولة ودارسعد. ولقد كانت هذه البطارية تلبي كل ما يطلب منها من مهام مثل التمهيد لأي هجوم والدعم للمتقدمين واسكات أعشاش القناصة والرشاشات ومنعت بالتعاون مع غيرها من المجاميع زحف قطعان الزيود والرافضة على المنصورة أيام كنا نفتقر للسلاح والمؤونة وقطعان الحوافش كانت تنطلق في أرجاء اليمن بزخم كبير. ولقد واجه هؤلاء الأبطال في سبيل تحقيق هذه المهام مصاعب جمة في هذا الموقع. أحدها أنهم كانوا تحت مرأى رُصاد العدو في جزيرة العمال وفي مدى نيران الهاون. ولقد كان موقعهم بجانب مصب مياه الصرف الصحي لمدينة المنصورة فكانوا ولا زالوا إلى اليوم يعانون من هجمات اسراب الناموس الكثيفة. فضلا عن ذلك ما زالوا إلى اليوم لا يجدون رواتب ولم يُضموا بعد إلى الجيش ولا يستلمون أي مستحقات. نرجو من قيادة المحافظة وقيادة الجيش بعد النصر المبين أن لا يتناسوا الأبطال الذين ركبوا المخاطر العظام ووضعوا ارواحهم على أكفهم أيام أن كان الروافض والزيود يطبقون على المدينة حصارا حديديا ويتقدمون في أحشائها بيد من حديد ونار. ترك المقاتلين دون عناية يولد لديهم إحباطات كثيرة ونقمة قد تثمر ثمارا مرة لا تحمد عقباها.