هو اعتدال يحصل عادة إما يوم 20، 21، 22 سبتمبر أو 23 سبتمبر وتكون الشمس في هذا اليوم منطبقة تماما على خط الاستواء قادمة من نصفها الشمالي باتجاه النصف الجنوبي من الأرض .. يتساوى الليل والنهار تماما في هذا اليوم واللافت فيه كذلك أن الشمس تشرق في الدرجة 90° اي انها تشرق من قلب الشرق الجهوي وتعتدل حتى تستقر في قلب المشرق كما انها تغرب تماما في نقطة الغرب الحقيقية .. وهنا يبدو الاعتدال مليئا بعبر أحوج ما نكون اليها الآن ونحن بين يدي الانقلابين الصيفي والشتوي ، الخريف يعود لكي يخبرنا عن قصة مرت بين لفافة سبتمبر التي حوت متناقصات الكون لكنها ظلت لفافة محكمة انغلقت على ما تحتوي لتلقي درسا في التآخي في جو متناقصات لا يترجم إلى في أرض الحكمة والتعقل .. في اليمن فقط يحتوي سبتمبر على ثورة ثم ثورة ضد الثورة ثم ثائرة دولية حطت رحالها في رد الرئيس هادي إلى عدن بعد أن تركها مرغما بسبب تداعيات 21 سبتمبر 2014م .. في الخريف فقط يعلم اليمنيون كم هو مقيت منطق سبتمبر كم هو متمرد وعاق لمنطق الاعتدال الخريفي كم هو متنافر مع هبوط الشمس على منتصف الأفق وقدوم الشرق من درجة الكمال الممكنة في الزاوية 360 درجة مئوية .. فهنا سبتمبر الأرض والبشر يتعارض مع سبتمبر السماء وتزداد كثافة التعارض في الأيام الأخيرة منه خصوصا الحادي والعشرين والثالث والعشرين والسادس والعشرين .. ولعل هذا التعارض هو المنشأ الطبيعي للعناد اليمني الذي فضل في مناسبات سبتمبر الاقصائية أن يعيش وحده ويصر على مطالبه ويبرز للمناخ العالمي العام متحد مطلق في ثنائية الملك فيليب الصفرية وهو يصيح " أنا الدولة والدولة انا" .. أيلول هو الابن غير البار للاعتدال الخريفي حينما تستحوذ عليه فكرة الإرغام الكلي في حقل متعارضات مرن كحقل العمل السياسي المعرف بفن الممكن ، الممكن وليس الكل هو مذهب أيلول السماء وايلول الخريفي الذي يؤمن بالمنتصف ويتقرب إلى الحقائق المتعارضة باعتدال حاد يبتعد بمسافات متساوية عن استحقاقات تتبارز فيما بينها .. ومع ذلك فإن أيلول اليمن يحتاج لكي يكف عن عناده إلى إطلالة عادلة من الشرق تفضل أن تكون عامل اعتدال يشبه دور الشمس وهي تشرق من منتصف الشرق ، فالشرق إذن يظل شريك في الاعتدال في خلطة الخريف العادلة حينما يؤمن بالوسط ويقف على مسافة عادلة من مختلف فرقاء الأزمة المملة في جنوب الجزيرة العربية .. اليمن اليوم وبكل عناصره الداخلية والدولية سيتدحرج مثل كرة الثلج اذا مر على الاعتدال الخريفي دون الاستفادة من أيلول الخريف اذا تولى بركته ورفض الإذعان لدرس الوسطية وهو يتمثل حقائق كونية مناخية في أواخر سبتمبر المبقع بالصفرة. .. إذا ادلف على الشتاء القادم بموازيين معيبة تصور له المقاربات بحدة الانقلابيين الصيفيين التي ترسم معادلا لها في صورة انقلابيين شتويين ، ستكون النتائج متشابهة اذا وجهنا الانقلاب بالانقلاب وواجهنا الشتاء بالصيف والهجير بالزمهرير .. ستكون نتائج كارثية تلك الحقائق التي تتجاوز في منطقها منطق الاعتدال الخريفي ، وستكون حقائق عنيدة للغاية تلك الجهود التي تصر على إذلال الآخر وتمضي في فرض ما تريد بطريقة عسكرية صرفة لا تصغي إلى علامات الدمار المنذرة بعواقب وخيمة ستعصف باليمن وقد لا تتوقف تداعياتها عند الحدود السياسية لدولة الجمهورية اليمنية .. ان الاعتدال الخريفي يمتلك بدائل وحلول تأتي في تبادل جهوي يضع التبادلية في الحلحلة بين الشرق والغرب وكذلك في التناوب شمالا وجنوبا ، فالجنوب الأرضي الشامل للدول العربية اذا لم يتداخل مع دورة الخريف المناخية ويتقدم كجهة شمال للجمهورية اليمنية فيهديها السلام من مفرق خط الاستواء الوسطي فإنه أن لم يفعل سيتحول معها إلى جنوب واحد ينتظر الفرج من الشمال الأرضي المتمدد بين دول أوروبا وروسيا وأمريكا .. واذا لم تثمر جهود الشرق الصغير المتمثل في جهود حلحلة الأزمة اليمنية التي تحتضنها سلطنة عمان في تفكيك عقد الأزمة المستفحلة فإن المشارق والمغارب في أبعادها البعيدة قد تتداخل في صراع اليمن ليستحيل بها إلى شتاء أو صيف بعيدا كل البعد عن الخريف المعتدل الذي يستصنع في سلطنة عمان .. الحرب دون أفق سياسي - كما هي حال حربا اليوم - تتحول الى حالة دوران ميكانيكي يستهلك حتى الأهداف السياسية النبيلة الي قامت من أجلها تلك الحرب ، وحين تتحول تلك الحرب من حرب داخلية إلى حرب بين دولتين فان كل الأهداف السياسية الداخلية للاطراف المتنازعة في الداخل مهما كانت حقه تستحيل بالضرورة إلى مجرد توابع وملاحق لحالة الدوران العسكري الاستنزافي الشامل للبلدين على جانبي الحدود .. وهنا تستعير الحرب صورة أيلول اليمن وتتناءى في البعد عن أيلول الخريف وهي تتمايل بين مداري الجدي والسرطان ، وان كان من موقف شجاع يستعيد اليمنيين من أتون حماقتهم فإنه يستحسن ان يصدر الآن فالمناخ مناسب وسبتمبر مستعد أكثر من ذي قبل لأن يكون سبتمبر خط الاستواء وسبتمبر الاعتدال الخريفي ،،،