في لقاء قصير وجرئ مع الشخصية الاجتماعية البارزة والقيادي في المقاومة الشعبية الجنوبية ، الشيخ "مهدي العقربي" يتحدث وبكل صراحة وشفافية عن حقيقة الأوضاع بعدن بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على بدء عاصفة الحزم، حيث قال : - # الأوضاع في عدن لم تستقر بعد، واستقرارها يتطلب توحيد الصفوف وتكاتف الجميع.. - # جميع أبناء عدن الشرفاء وقيادة المقاومة الشعبية الجنوبية سيحافظون على الانتصارات التي حققوها في تحرير مدينة عدن وبقية المحافظات الجنوبية من مليشيات الحوثي والمخلوع صالح.. - # تم ترشيحنا من قبل قيادة المقاومة الشعبية الجنوبية بعدن، لمنصب وكيل محافظ، وذلك خلال اجتماع عقد مؤخراً بعدن قبل ذهابهم للرياض..
س1) برايكم إلى أين تتجه الأوضاع العامة في مدينة عدن، خصوصا بعد إقالة المحافظ نايف البكري...؟
= حقيقة الأوضاع في عدن لم تستقر بعد، واستقرارها يتطلب توحيد الصفوف وتكاتف الجميع..أما بالنسبة لإقالة المحافظ البكري كان قرار غير صائب في الوقت الراهن..فالأستاذ نايف البكري كان رجل الدولة الوحيد الذي صمد بعدن أثناء فترة الحرب ودعم المقاومة الشعبية الجنوبية مادياً ومعنوياً ولم يترك أبناء عدن لحظة واحدة، وتواجد معنا في جبهات القتال.وعند إقالته كنا نحن أول من اصدر بيان للتضامن معه .. ولكن الآن وبعد أن تم تعيينه كوزير للشباب والرياضة، نقول له شكراً أستاذنا نايف البكري، لقد كفيت ووفيت وعدن لن تنسى دورك وجهودك العظيمة..كما نتمنى لك التوفيق والنجاح في مهام عملكم كوزير للشباب والرياضة .. وللعودة إلى الفقرة الأولى من سؤالكم، نؤكد لكم بأن جميع أبناء عدن الشرفاء وقيادة المقاومة الشعبية الجنوبية سيحافظون على الانتصار الذي حققوه في تحرير مدينة عدن وبقية المحافظات الجنوبية من مليشيات الحوثي والمخلوع صالح..وأن الجميع لن يرضى باستمرار تردي الأوضاع بالمدينة، فالكل يعمل من موقعه لانتشال عدن من لانفلات الأمني الذي كاد ينتهي بفضل الله سبحانه وتعالى وجهود قيادة ورجال المقاومة والإخوة الأشقاء في دول التحالف العربي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات الشقيقة ..
س2) إثر حديثكم عن الانفلات الأمني بعدن..من وجهة نظركم..ماهي أسباب الانفلات، وماهي الحلول العملية لكبح عجلة هذا الإفلات ..؟
= نحن نعيش الآن في وقت عصيب جداً، إذ يمكن أي شعب الانتصار على أي عدوان غاشم متى ما توفرت لدى هذا الشعب كافة الإمكانيات..ولكن يبقى الحفاظ على هذا الانتصار مرحلة مهمة جداً، وهذا ما نعيشه حالياً (مرحلة الحفاظ على الانتصار)..وأعتقد بأن أسباب الانفلات الأمني بعدن كثيرة منها "عدم وجود خطة أمنية تكون جديرة بوضع حد لهذا الانفلات، وكذا عدم تفعيل دور أقسام الشرطة بالإضافة الى وتيرة العمل البطيئة جداً والتي تعمل بها قيادة السلطة المحلية وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة لأجل ترتيب أوضاع شباب المقاومة في إطار وزارتي الداخلية والدفاع حسب قرار رئيس الجمهورية ..فكل هذه الأسباب جعلت قيادة المقاومة أن تكون البديل لرجال الأمن، حيث فعلت معظم أقسام الشرطة وتم العمل في بعض المرافق الخدمية ..
س3) كيف تنظرون لعودة الرئيس هادي وبحاح والوزراء إلى عدن في الوضع الراهن..؟
= منذ بداية عاصفة الحزم والكل في عدن يستبشر خيراً في الجهود العربية التي قدمتها دول التحالف العربي ولا زالت تقدمها حتى اللحظة وعلى رأسها دولة الإمارات العربية الشقيقة والمملكة العربية السعودية.. والمرحلة التي تعيشها عدن في الوضع الراهن يتطلب وجود القيادة السياسية لتعمل يداً بيد مع المقاومة الشعبية الجنوبية لتسوية الأمور وحل كل القضايا العالقة وكذا للعمل من أجل أمن واستقرار عدن.. اليوم وبعد أكثر من 5 أشهر على عاصفة الحزم بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها في محافظة عدن وما حولها، مع تزايد الضغط على الحوثيين في تعز ومأرب والبيضاء، وعودتهم في هذه المرحلة أمر مهم جداً ومرحب بهم على أمل عدم تهميش دور المقاومة الشعبية وعدم إقصائها.
س4) حسنا أين هو دوركم كشخصيات اجتماعية بارزة وقيادات للمقاومة الشعبية أمام كل مايحدث في عدن من عمليات قتل واغتيالات ...ألخ ..؟ وهل تعتقدون بأنه حان الوقت لمنع حمل السلاح وإنهاء المظاهر المسلحة بالمدينة..؟
= المقاومة الشعبية قيادة وأفراد، جميعهم يعملون يداً بيد لأجل حفظ الأمن واستقرار الأوضاع بعدن، والكل يبذل جهود كبيرة لأجل ذلك، ولا ننكر تلك الجهود بل يجب علينا الوقوف إلى جانبهم والعمل معهم للحد من من عمليات القتل والأعمال الإجرامية التي تحدث بين الحين والآخر بعدن على يد جماعات مسلحة مجهولة. وننوه إلى أن قيادات المقاومة عقدوا عدة اجتماعات حول هذا الشأن، فليس الانفلات الأمني وحده المشكلة التي تواجهها قيادة المقاومة الشعبية الجنوبية بعدن...فهناك العديد من القضايا نسعى لإيجاد الحلول العاجلة لها منها قضية دمج شباب المقاومة في الجيش والداخلية وكذا ملف الشهداء والجرحى وأيضا ملف الأعمار وتعويض المتضررين....ألخ.. وإن شاء الله سيكون القادم أفضل... بالنسبة لمنع السلاح وإنهاء المظاهر المسلحة بالمدينة، لقد بذلت جهود طيبة لأجل ذلك، والدليل على ذلك منع بيع وشراء الأسلحة بمختلف أنواعها وإغلاق سوق السلاح بمديرية الشيخ عثمان، الذي كان يشكل خطورة كبيرة ويساعد على توسع الانفلات الأمني بعدن..
س5) بالنسبة الى عملية دمج شباب المقاومة بقوات الجيش والشرطة..الا تعتقدون بأنها تسير ببطئ شديد..؟
= قريبا جداً إن شاء الله سيتم الانتهاء من عملية دمج شباب المقاومة بالجيش والشرطة، وسيتم ترتيب أوضاعهم وتوزيعهم على المعسكرات والمرافق العسكرية والأمنية..فاللجان المكلفة بعملية الدمج تعمل ليل نهار للانتهاء منها..بعد أن تم توزيع الاستمارات وصرف المرتبات لهم.. فعلا عملية الدمج تسير يبطئ شديد وذلك يعود للعديد من العوامل والظروف التي تجعل العملية بطيئة جداً .. ولكننا لا ننكر الجهود التي تبذلها اللجان المكلفة بعملية الدمج وكذا جهود قيادة المنطقة العسكرية الرابعة وقيادة امن عدن والإخوة الأشقاء من دولة الإمارات العربية الشقيقة والمملكة العربية السعودية والرامية إلى استتباب الأمن بعدن .
س6) وصلت إلينا معلومة من مصادر موثوقة تفيد بأنه تم ترشيحكم لمنصب وكيل محافظة عدن..هل فعلا تم ذلك..؟
= نعم تم ترشيحنا لهذا المنصب من قبل قيادة المقاومة الشعبية الجنوبية بعدن، خلال اجتماع عقد مؤخراً بعدن قبل ذهابهم للرياض ، وأجمع الكل على ترشيحنا لمنصب وكيل محافظة عدن وقدموا هذا الترشيح للسيد المحافظ البكري قبل إقالته، ونحن سبق وأن صرحنا بأننا مع كل مايخدم مدينة عدن وأبنائها الشرفاء الذين سطروا أروع البطولات وحققوا أعظم الانتصارات، ونحن رهن إشارة مايصب في المصلحة العامة..
س7) كيف تقيمون دور الهلال الأحمر الإماراتي في تقديم الدعم الإنساني والإغاثي للمواطنين والنازحين بعدن والمناطق المجاورة لها ..؟
= الهلال الأحمر الإماراتي لعب دور عظيم جداً وبذل جهود كبيرة في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية، وكان يتواجد معنا في كل مناطق مدينة عدن والمناطق المجاورة لتقديم الدعم وتوزيع المواد الغذائية للمواطنين والنازحين، ولا زال مستمر في عمله حتى اللحظة، وحقيقة لن نستطيع أن نفي الأخوة الأشقاء في دولة الإمارات حقهم نظير الدعم العسكري واللوجستي والإنساني والسياسي الذي قدموه لإخوانهم في عدن وبقية المحافظات الجنوبية..وكان لنا الشرف في تقديم المساعدة لهم أثناء عمليات توزيع المواد الغذائية على المواطنين والنازحين في مناطق بئر أحمد ومدينة الصالح وبعض المناطق الأخرى، حيث قمنا بتوفير الحراسات الأمنية لهم وتأمين مواقع التوزيع كما سهلنا لهم بعض الأمور التي ساهمت في تنظيم عمليات التوزيع الإغاثية .. ألان وبعد مرور أكثر من (5) أشهر على بدء عاصفة الحزم أصبحت المقاومة الشعبية الجنوبية والإخوة الإماراتيين والأشقاء السعوديين يعملون يداً بيد لأجل عدن السلام وحفظ الأمن والأمان فيها، خصوصاً بعد تحريرها من عدوان مليشيات الحوثي والمخلوع صالح .. ونستغل الفرصة عبركم لتقديم واجب العزاء لحكام وشعب دولة الإمارات في وفاة الشيخ راشد بن محمد آل مكتوم، ونسأل الله أن يسكنه فسيح جناته، إنا لله وإنا إليه راجعون.
س8) إلى أين وصلتم في عملية توزيع شقق مدينة الشهداء "الصالح سابقاً" لذوي أسر الشهداء..؟ وهل بإمكانكم الحديث عن تفاصيل عملية تسليم فندق القصر للأخوة الإماراتيينبعدن..؟
= أثناء شدة المعارك بعدن بين المقاومة الشعبية ومليشيات الحوثي والمخلوع صالح أضطر المواطنين للنزوح وترك منازلهم، وتم استقبال عدد كبير من النازحين في مدينة الصالح وقمنا بتوفير الخدمات لهم وتوزيع المواد الغذائية، كما قمنا أيضا بشراء مولدات كهربائية بقيمة بلغت أكثر من (11) مليون ريال يمني من حسابنا الخاص لتوفير الكهرباء للأسر النازحة بمدينة الصالح وهذا أقل واجب نقدمه لهم..وبعد عودة أغلب النازحين إلى منازلهم تقدمنا للسلطة المحلية بمقترح توزيع شقق مدينة الصالح لذوي الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم لأجل الدفاع عن عدن، وتمت الموافقة على المقترح ولكننا ننتظر صدور قرار جمهوري يقضي بتوزيع الشقق على الشهداء، ليتم العمل على تنفيذه بأسرع وقت ممكن، وننوه إلى أنه تم تشكيل لجان لحصر الشهداء وتنفيذ عملية التوزيع..
بالنسبة للحديث عن عملية تسليم فندق القصر للأخوة الإماراتيينبعدن، تمت بعد أن قمنا بعقد لقاء جمع بين الإماراتيين والشيخ مازن العقربي وحضره عدد كبير من قيادات المقاومة الشعبية الجنوبية، بعد أن كان الشيخ مازن رافض عملية تسليمهم للفندق، وقد وفقنا الله سبحانه وتعالى في إنهاء الإشكالية..
وجميعنا نعرف بأن فندق القصر كان بحوزة الشيخ مازن العقربي وقد حافظ عليه من المتنفذين، وكانت لديه بعض المطالب مقابل تسليم الفندق ، وقد تمت الموافقة على مطالبه من قبل الأخوة الإماراتيين كتقدير للجهود الذي بدلها الشيخ مازن في الحفاظ على ممتلكات الفندق وعدم تخريبه أو نهبه من قبل المتنفذين..وهنا نوضح بأنه لم تتدخل أية جهات أو شخصيات لحل إشكالية تسليم الفندق كما زعمت بعض المواقع الإخبارية..
س9) كلمة أخيرة تودون قولها..ولمن تريدون توجيهها ..؟
أولا نقول شكراً لك عزيزي الصحفي الرائع "بسام البان" على لقائكم بنا وإتاحة الفرصة لنا لتوضيح بعض الأمور، وكلمتنا الأخيرة نوجهها لكل الشرفاء الذين شاركوا معنا في جبهات القتال للدفاع عن الدين والعرض والأرض والشرف والكرامة، نقول لهم لقد انتصرنا بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل تكاتفنا ودعم دول التحالف العربي، وعلينا الآن الحفاظ على هذا الانتصار كون الحرب لم تنتهي بعد فالعدو الغريب القادم من الشمال قد حررنا المحافظات الجنوبية من شره وتخلصنا من مليشياته، وعلينا الآن القضاء على العدو الداخلي إن وجد لأجل زعزعة أمن واستقرار مدينة عدن ..