بعد ايام معدودات تمر علينا ذكرى غالية على قلب كل جنوبي هي ذكرى ثورة 14 اكتوبر والشارع الجنوبي منقسم بين من يؤيد قيام مليونية في العاصمة (عدن) وبين من يعارض قيام هذه المليونية وهناك رأي اخر لا يعارض ولكنه يقرأ الواقع ويفضل أن يتم الاحتفال بطرق اخرى في جميع محافظات ومدن الجنوب لأن الواقع اليوم مختلف تماما والناجح هو من يساير الواقع دون التخلي عن هدفه وعدم خسارته لمن يقف في صفه يأتي هذا العيد هذه المرة والجنوب قد تحرر من اكبر ثكنة عسكرية شهدها الجنوب في تاريخه وهي جحافل جيش المخلوع صالح ومليشيات الحوثي حيث تم بعون الله وصمود المقاومة الجنوبية ومساعدة التحالف العربي بقيادة (مملكة عاصفة الحزم) من طرد اخر جندي من الغزو الشمالي الثاني للجنوب. الذين يعارضون قيام المليونية يعتبرون أن الدعاة الى قيام المليونية هم مدفوعين من جهات خارجية والذين يؤيدون ويدعون الى قيام المليونية يرون أن الاحتفال بهذه المناسبة فرض عين على كل جنوبي بحكم أن الرئيس الشرعي للجنوب كما يسموه قد دعا الى قيام هذه المليونية وفي اعتقادي أن كلا الاثنين مخطئان تماما , ولأبد من رأي ثالث يكون وسط لا يلغي أحقية الاحتفال الجنوبي بهذه المناسبة في حالة توفر المناخ الملائم لقيامها ولو بشكل من الاشكال الرمزية التي تلفت الانظار بأن شعب الجنوب في يوم عيد أكتوبري, في أعتقادي أن المناخ الحالي غير ملائم ولاسيما من ناحية امنية فهل يستطيع من يدعي الى احتشاد مليوني أن يؤمن أرواح الناس ونحن نشهد ونرى أن عدن مازالت في مرحلة النقاهة بعد الام الحرب الوحشية التي دمرت كل جميل فيها لو كانت الامور الأمنية مستقرة ولدينا الأمن والجيش الذي يستطيع تأمين المليونية لكانت المقاومة الجنوبية بجميع مكوناتها مجمعه على ضرورة الاحتفال بهذه المليونية ولكن لسان الحال يقول غير ذلك . أن افضل طريقة للاحتفال بهذه المناسبة هذا العام هو بإطلاق الالعاب النارية في سماء المدن والقرى الجنوبية مزينة بعلم الجنوب ويرفع علم الجنوب فوق كل بيت وفي كل الشوارع وعلى كل مركبة وهنا نوصل للتحالف رسالتنا بأننا لا نريد احراجهم بأي حشود او مسيرات في الوقت الراهن وأننا حريصين على أن لا يستغل البعض هذه الاحتفالية لدس الفتنة وإثارة الفوضى بين الجنوبيين ويستفيد منها الاعداء الذين مازالوا يتربصون بناء الدوائر علينا أن ندرس الأمور بعقلانية بعيدا عن العواطف والشعارات الرنانة (فالعقل روح الحرية) كما قال لينتز لست معارض لإقامة المليونية ولكن هذه هي الحقيقة في الوضع الاستثنائي والحق كما قال جبران خليل جبران يحتاج إلى رجلين: رجل ينطق به ورجل يفهمه. هناك من يريد ان يحتفل وهناك من يعارض وثالث يلزم الصمت .اما انا لست مع او ضد ولكني لن الزم الصمت وسوف اقدم التساؤلات عن واقع الاحتفال بهذه المناسبة هذا العام. - هل الناحية الامنية تسمح بحضور مليونية في عدن وهل هناك من مستعد لحماية المتظاهرين . انا شخصيا لا اعتقد ان الوضع يسمح بذلك لان هناك من سوف يستغل الظرف لتفجير الوضع بين الجنوبيين لغرض اثارة الفوضى ولتحقيق مارب سياسية من يفترض ان يدعي لإحياء هذه المليونية . انا ارى انه لو كانت الامور الامنية مستقرة ان قيادات المقاومة الجنوبية هي التي يجب ان تدعي لذلك هل العالم معترف بشرعية الرئيس البيض حتى يدعمنا في حال دعاء البيض الى اقامة الفعالية . لا اعتقد ان اي دولة بما فيها ايران تعترف علنا بان الريئس البيض رئيس شرعي للجنوب الاقرب للواقع هو ان يرفع العلم الجنوبي فوق كل بيت في هذه الذكرى ونوصل الرسالة برفع مليون علم جنوبي كلا في مكانه وبالتالي نعطي للأشقاء في التحالف الفرصة للتفكير جيدا في مطلبنا وان لا نربكهم في الوقت الحالي باي مظاهرات او احتجاجات يكون مصيرها الفشل ويستفيد من وراءها اعداء الجنوب الذين ما زالوا يتربصون به الدوائر !