قبيل إندلاع حرب ما بعدالتسعين بثلاثة أعوام و صيف ! قال الشاويش صالح المخلوع اليوم مخاطباً شركاء الوحدة التي كانت على شفاء جرف هار يومها ! أمامكم البحر فلتشربوا منه و الوحدة أو الموت ! و تشابهت الليلة برديفتها البارحة أي اليوم تحديداً منتصف مارس المحموم بحمى الصلف و الغطرسة و العنجهية السائدة عند صالح و قومه ليكرر خطاب الحرب و هو في حظره ثلة من أشاوس! تعز!! تعز التي تعلم فيها الشاويش و تحديداً مقر قيادة لواء تعز يومها كان ينعت بتيس الظباط! جهبذا في العربدة و البلطجة ! حتى قيل أنه كان ينحت اسمه في أواني الطعام واثق الخطى الرئيس علي عبدلله صالح !! قال مخاطباً الرئيس هادي و فريق الشرعية بعد أن نجح في الخروج و فريقه من صنعاء وكر الأفاعي التي تغنى صالح كثيراً بأنه يجيد الرقص على رؤوسها ! قال ليس أمامكم سوى البحر فارين متوعداً و واعداً بحرب ضروس على رؤوس الإشهاد! و ما إن كان معسكر القوات الخاصة بالصولبان يلفظ أنفاس الهزيمة الأخيرة في رمزية المكان الذي لطالما كان حاضراً و ماضياً بداية أيقونة إندلاع حرب الجنوب و الشمال كان الصولبان في الموعد! حتى إغارة طائرات السوخوي تقصف قصر المعاشيق الرئاسي أملاً في إغتيال الرئيس هادي حامل لواء الشرعية التي كانت المغنم المغرم على الرجل !
إلا أن تراجيديا الحرب كانت تخفي ما لم يكن بحسبان بارون صنعاء الذي و ما إن انطلقت عملية عاصفة الحزم حتى أطل علينا يطالب بإيقاف القصف مقابل الوصول إلى حل تنتهي معه الحرب ! و لم تكن إلا مراوغة لم تنطلي بل لم تكن لتصدق مع سرعة تسارع و تيرة نسق الحرب التي كان صالح على الأرض يحركها إلى يومنا هذا! و انتصرت الضالع و عدن و لحج و أبين وشبوه و سائر الجنوب حقاً وعدلاً بإسناد التحالف العربي العاصفة التي اقتلعت الآلة العسكرية الشمالية التي اجتاحت الجنوب على تعاليم نظرية أحلام الغزو التي أضحت اليوم أضغاث أحلام من ألف ليلة و ليلة ! و للتدقيق أثير في إغتصاب مثار ثلاث تساؤلات أراها تحتاج للتفكير ملياً في قادم الأيام و أهيب بتساؤلاتي كل مواطن جنوبي من ميون إلى المهرة في محاولة سندعها للتاريخ و ما تخفيه لنا جعبة ما هو مخبى في قادم مستقبل الجنوب و شعبه!
أولهما : أليس من المؤكد أن إشكالية الصراع الجنوبي الشمالي ! إشكالية أخلاقيه! بإمتياز مفادها أن لا ثقة بهولاء القوم بعد أن رأينا بأم أعيننا العجب العجاب من رأس الهرم عفاش! إلى بائع العتر! ظابط الحرس الجمهوري !
و ثانيهما : ألا ترون معي أنه و بعد إنطلاق حامل قضيتنا الحراك الجنوبي الذي طالب و يطالب بإستعادة دولته و كيف تم القمع و القتل و التنكيل بشعب أعزل طالب بإستعادة دولته سليماً ! أمام مرء و مسمع العالم و هو يقتل دون أن يحرك ساكناً ألا ترون أنهم بإجتياهم و شن حربهم من أجل أن يجددوا فترة صلاحية وحدتهم ! المقتولة سلفاً بسابق إنتهاكاتهم طيلة تسعة أعوام كانت السلمية شعارنا فيها ألا ترون أنه بات من المستحيل أن يقبل أي جنوبي بهذه الوحدة التي لم تقم إلا بالدم أو الموت !
و ثالثهما : ما الذي ذهب بالجنوبيين لإرتضاء هذه الوحدة التي لم تجلب لنا كجنوبيين سوى الموت! بحثت و استقصيت و استنتجت فلم أجد إلا مبرراً واحد عندها صعقت أتعلمون ماهيته إنه الحب ! و من الحب ما قتل !!