لأكتوبر عند الناصريون ذكرى عزيزة, وعبره, لا تنساها قافله العطاء الناصري المتجدد كتجدد ضوء النهار, والمعدن النفيس, عندما يبلى بالاتربة وبما حوله من حساد لذلك المسار والفخار النوراني, فعندما تنقشع الغيمة تبان النجوم وقمرها وعندما ينظف التراب, وغبار المعاناة يبان ذلك المعدن النفيس, وتبلغ النفاسة منتهى لمعانها وبريق أصلها. لنا نحن الناصريون, أيام هي المجد التلبد, وهي العنوان الصريح لطريقها الذي بداء يحلم, ولأزال, يعيش الحقيقة وتعيشها نفوسنا وتبتسم أرواحنا وهي تشاهد بالعين المجردة ثمار تلك الأيام الخالدة في شهر الفرحة شهر الانتصار شهر أكتوبر العظيم. كثيراً من الغير مدركين لعظمة تلكم الأيام يتباكون في أيامنا الخالدة, وهي أيام كجبال اليمن تتعدد سمياتها وأرضها واحدة ومرتكز انطلاقها وسمو رفعتها واحدة, تلك الجبال والأيام قد تناطحها الحصى الصغيرة, ولكنها تعترف في نفس اللحظة بعظمة الجبل وطيبة التربة وسمو العطاء والتضحية. كنا نحلم أن نطعم الجائع ونأمن الخائف ونعالج المريض ونكسوا العريان, كنا نحلم بالابتسامة في كل فئة وكل ثغراً, بدأنا مشوارنا غير عابئين بشيء الا رضاء الله سبحانه وتعالى, وحق شعبنا, في الحياة الحرة والكريمة فكنا في اقليم اليمن. جذوة سبتمبر وأكتوبر المجيدين, فلا ينكر الا غافل أو متساهل عطاء ذلك المد الناصري, من ينكر قيادة الناصريون لثورة 26 سبتمبر, ومن ينكر الجبهة الناصرية, أحد فصائل الجبهة القومية والتي شكلت من حركه القوميين العرب, وجبهة الاصلاح اليافعية والجبهة الناصرية, وكثيراً يغفلون أن ممثل الجبهة الناصرية كان الشهيد البطل راجح بن غالب البوز القائد العقلي لثورة ال 14 أكتوبر 1963 م. وعندما نأتي نحصي سنوات نضالنا, فأننا أمام جبال من الخطوات المتراكمة التي تتابعت لتشكل في منظومتها, وتكامل مسارها, تلك الجبال الناصرية كثيراً وللأسف الشديد يتباكون على الناصريون في شهر أكتوبر وهذا قسمة عدم الفهم وعدم وصول المقصد, والهدف إلى طريقهم ولب عقولهم. فأيامنا في هذا الشهر قلائد يحسدنا عليه الكثير وليس محل نكباء وعويل, فبدأت تضحياتنا في يوم العاشر من أكتوبر عام 1962 م, باستشهاد قائد ثورة ال 26 من سبتمبر في منطقة صرواح بمحافظة مارب, القائد الشهيد علي عبدالمغني, ثم في ال 14 من أكتوبر استشهاد القائد البطل راجح بن غالب ليوزه قائد ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963 م. ثم كان الذي أدمن الناصريون في يوم العاشر من أكتوبر عام 1973 م, وبعد نصر أكتوبر العظيم ثم أعدام مجموعة القائد الشهيد أحمد العبد سعد ومجموعاته في مدنية عدن. وفي الحادي عشر من اكتوبر عام 1977 م, تم أغتيال القائد الشهيد إبراهيم الحمدي رئيس مجلس القيادة الثورة – رئيس الجمهورية-, وفي الخامس عشر من اكتوبر كان فشل حركة 15 أكتوبر فرصة لقوى الليل, وظلامه الدامس أن تنقض على طليعة الناصريون, فتم أعدام القائد الشهيد عيسى محمد سيف ومجموعته, بعد أن حاول هو وزملائه أن يوقفوا زحف الليل على صباح اليمن المختبئ, بعد أن طالت أحقادهم على قيادة حركه 13 يونيو التصحيحية, وقد استطاعت ليلتهم أن تناطح الجبال وتحاول أن تلطخ النجوم بوحل أدارتها ولكنها لم تستطع. اعطت لنا تلك المؤامرات, قمة الاصرار على المضيء في نفس الطريق طريق الآمل والحلم معاً, لم يطفئ لنا مصباحاً نهتدي به, ولم تكل لنا جهوداً على بلوغ أهدافنا المرجو تحقيقها, وقد شهد لنا المتأمرون, والمتلونون, بأننا من يمتلك مفتاح السفينة وسمو روح الهدف والمقصد وهي طريق سبتمبر واكتوبر وتجدد عطاءها الذي لا ينضب, ومعبرة عن حركه 13 يونيو التصحيحية وتجدد لطريقها ومسارها. وأما من الذين يقولون, أن فشل الحركة كانت ضربه قاصمه, كما يتوهمون للناصريون, فنقول لهم بل كانت قمة التضحية في طريق هو الحق والعدل والفرصة والشرف الذي جعل من الناصريون طليعة لاتبالي بالتضحية ولاتسوق بالمبدأ ولاتراهن وتخفي الحقيقة – فإنا اذا أمام مجداً و فخراً وتاجا ووقارا وليست مناسبه للتحيب والبكاء والتباكي - وكذلك ولان الناصريون وطنيون الطريق, والعمل قوميون المبدأ, أسلاميون العقيدة والمنهج, فكان تنظيمهم موحداً شمالاً وجنوب, وسيضل كذلك مهماً أشتدت عواصف الشد والحزم, فاليمن واحد مثلما العرق والاصل والم والعقيدة واحدة. اذا كانت مجموعة أحمد العبد سعد في العاشر من اكتوبر 1973 م تتقدم باتجاه سلالم المجد والرقي وهي تواجهه صلافة الجلاد, لا لشيء الا لانها مجموعة ناصرية يمنية البذل, عربية الانتماء, إسلامية المنهج والعقيدة, فكذلك كانت مجموعة عيسى محمد سيف تواجهه وشاح الرداء بالبس الجمهوري ولكنه, نفس الوشاح ونفس الحاكم قبل فجر سبتمبر وقبل سطوع شمسه. الناصريون هم طليعه, وشعله متقدة, بالعطاء والنور, مثلهم مثل القراش وتحليقه بين الورود والإزهار, يبحث عن النور, وبكرة الكذب والظلمة لايجتمع ولا بتآلف إلا مع كل لمعاناً غير خافت, وضوء غير مبصبص فليلمع عند مصلحته وبخفت ويمنع ذلك عند تضحيته. ولأننا كلنا ناصريون وطنيون العمل قوميون الانتماء إسلاميون العقيدة والمنهج, فلنا في أكتوبر تاج نهاره وشمس ضحاه, وهو يوم السادس من أكتوبر العظيم عندما توجه الجيش المصري العظيم العربي والجيش السوري, العظيم العربي, لدك خط برليف الصهيوني, واعادة الحق العربي وتحطيم أسطورة الجيش الذي لايقهر, وكان لجمال عبدالناصر, الراية خفاقة والشهادة له ببناء الجيش الذي حقق النصر وأعاد للأمة شرفها وكرامتها. لنا نحن الناصريون, شرف السبق وشرف الانتماء, طريقا جلل, قل أن يقدمه الآخرون, لهذه التربة التي نعشقها ونكاد أن نكون وقيداً الاستمرار ضرتها وشموخ بقائها. فالمجد والخلود لشهداء الثورة اليمنية وللناصريون في شهر خلودهم وشهر أمجادهم التي لا تنضب كل المجد لتعانق النجوم أرواحهم, وتستكن المبادئ لقيادتهم.