لم يكن (18) أكتوبر يوما عاديا كباقي الايام بالنسبة لنا كشباب رفض فهو يوماً تاريخياً ووطنياً بامتياز .. اعلنا فيه رفضنا للانقلاب الحوثي الصالحي الامامي الرجعي بثوبه الجديد.. لم يكن ميلاد حركة رفض وليدة اللحظة … وهي امتداد لائتلاف شباباليمن الوطني الحر الذي تم تأسيسه العام 2011 في ساحة الحرية بمحافظة إب، وضم اكثر من 500 شاب وشابة من خيرة شباب المحافظة ومن مختلف الاطياف والتوجهات.. وفكرة الحركة كانت تلوح في بالي منذ فترة طويلة .. كنا نرى ضرورة وجود كيان وطني شبابي مستقل بعيدا عن التجاذبات الحزبية والاستقطابات السياسية الضيقة .. *** ظلت الفكرة حبيسة الادراج لسنوات الى أن جاء سيطرة المسلحين الحوثيين يوم (21) سبتمبر على المدن بقوة السلاح وما صاحب ذلك من اعمال عنف وانتهاكات جسيمة لحقوق الانسان وغيرها من الاسباب التي دفعتنا الى التسريع والتعجيل في اخراج الحركة الى حيز الوجود . *** اسماء ومسميات كثيرة وقفنا امامها باحثين عن الاسم المناسب الحامل لتلك الاهداف الوطنية السامية ... ” حركة مستقلون لاجل الوطن” ” حركة احرار ” ” حركة رافضون” ” حركة مواطنون ضد الفساد” ” واتفقنا على اطار معين اسمه “حركة رفض ” كونها ترفض اي سلوك غير حضاري في المجتمع اليمني.. *** " رفض" اسم طار الى مخيلتي بدون شعور ووعي ..تواصل معي العزيز امجد الحجافي وهو من خيرة شباب اب ونشطائها الذين ينادون بالحرية وينشدون التغيير والديمقراطية، ويحلمون بوطن يحتوي الجميع ويتسع للجميع ..اخبرته باسم "رفض" وكان الوقت ليلاً ولدينا اول فعالية في صباح اليوم الاغر " 18" اكتوبر .. نال الاسم استحسانه واعجابه..لم تمر ساعات من تواصلي مع العزيز عبد الرحمن الميتمي وهو مصمم رغم صغر سنه الا انه مبدع ومحترف صمم شعار الحركة الاول وكانت العبارة .." معاً من أجل محافظة خالية من المليشيات المسلحة" هي العنوان البارز الذي يلخص اهداف الحركة ال (20) التي اعلن عنها في الحفل التأسيسي و تضمنتها استمارة الرفض الشعبي .. *** حركة رفض كاي مشروع وطني مرت بتحديات كبيرة، وواجهتنا معوقات جسمية، ولكننا بفضل الله وفضل شبابنا الاحرار وعلى رأسهم امين عام الحركة رفيق الروح والنضال " احمد هزاع" وجميع قيادات واعضاء الحركة تغلبنا عليها بقوة وعزيمة... *** أن تجمع حولك عددا من الشباب والفتيات يحملون افكارا ورؤى واطروحات متباينة ومختلفة ليس بالامر السهل ولا الهين، لكن حلم الجميع بيمن خالي من المليشيات والعنف والارهاب والقتل بكل صوره واشكاله ، وتخندقهم جميعاً خلف هدف واحد ساهم في نجاح الحركة وانطلاقتها والحمد لله. *** التحدي الثاني بالنسبة لنا على طريق تأسيس رفض كان بحشد الناس واقناعهم باهداف الحركة ..فكان النزول الميداني الى الشارع لجمع التوقيعات بالنسبة لي كرئيس للحركة وللشباب هو التحدي الاكبر والاخطر .. الاكبر في كيفية اقناع الناس بفكرتك واهدافك ومشروعك، والاخطر .. كوننا نعمل في بيئة ملغمة قابلة للانفجار باي لحظة...لكن للامانة لم نكن نتخيل ان الناس ستتفاعل وتتجاوب مع استمارة رفض وفكرتها بهذا الشكل الكبير والمنقطع النظير الذي لمسناه ووجدناه وقتذاك.. من خلال احتكاكنا المباشر مع الناس وجمع التوقيعات وتوزيع الاستمارات التي وصلت الى الالاف في ايام وساعات، رغم مطاردة المليشيات والملاحقات.. *** المشروع الحوثي التخريبي باليمن قوبل برفض مبكر من قبل قطاع واسع من ابناء وفئات الشعب اليمني ومكوناته ،ولم يكون وقتها قد تمعن الانقلابيون وتفننوا في فسادهم واجرامهم بحق الشعب مثلما حصل لاحقا من غزو للمدن وضرب الاحياء السكينة بشكل عشوائي، و استهداف الرموز واقتحام منازلهم والدخول لغرف نومهم وتهجير المواطنين، وملاحقة الصحفيين وسجن المعارضين والمناوئين. من قبل تتار العصر وحملة المشروع التخريبي .. لقد لمستُ ذلك الرفض من خلال عملنا الميداني المباشر، لازلت اتذكر ذلك الرجل الذي وقع استمارة رفض وسجل جميع افراد اسرته والابتسامة تملؤ محياه. .بل واخذ كمية كبيرة من الاستمارات وتعهد بطباعة كميات لتوزيعها على اهل حيه وجيرانه ومثله فعل الالاف من المواطنين الرافضين..! ***
مادا لو نزلنا اليوم من جديد ووضعنا استفتاء شعبي حول رفض وقبول المواطنين للمشروع الحوثي .. لا ابالغ اذا قلت ان 90%من ابناء الشعب يرفضونه الا اولئك الفئة من الفاسدين والمتمصلحين! *** لن اتحدث كثيراً عن انجازات رفض وما حققته ،ولكن نستطيع القول ان الحركة كان لها الدور البارز في تحريك الشارع اليمني و كسر حاجز الخوف والصمت المطبق الذي خيم على الثوار وعلى القوى السياسية وعلى الرئيس والحكومة الشرعية بعد انقلاب 21 سبتمبر ..وما تم خلاله من احداث وصولاً الى الاستيلاء الكامل على مؤسسات الدولة واسقاط رمزية الدولة المتمثلة بقصر الرئاسة.. واليوم لازال الشارع اليمني يرفض الانقلاب الحوثي ،ولن يتوقف الرفض الشعبي الا بعد تحقيق اهدافه ومطالبه الوطنية العادلة والمتمثلة باستعادة الدولة.. وخروج المسلحين من المحافظات التي يسيطرون عليها بقوة السلاح والمال الخارجي.. *** من الصعب ان يسوق المرء تعريفاً لنفسه او يكتب وصفاً لمشروعه وأكاد أجزم أن الآخرين (ذوو الإنصاف منهم تحديداً) هم الأقدر على وصفك وما حققت وليس أنت..!!