قالت الحكومة اليمنية، إن الجرائم التي ترتكبها "مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية في تعز، تؤكد عدم جديتهم في التعاطي مع جهود المبعوث الأممي، ومساعيه لعقد مشاورات الحل السياسي، المقرر عقدها نهاية أكتوبر/تشرين الأول الجاري. جاء ذلك في رسالة بعثت بها الحكومة اليمنية، اليوم الخميس، إلى أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون، بشأن "جرائم الحرب التي ترتكبها ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية بحق المدنيين في محافظة تعز". وطالبت الحكومة اليمنية في رسالتها، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية "سبأ"، مجلس الأمن الدولي "بالوقوف بقوة وبشكل عاجل أمام جرائم الحرب والإبادة الجماعية، التي يرتكبها الحوثيون"، محملة المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه "التهاون في التعاطي مع هذه الجرائم". وحثت الحكومة مندوب اليمن الدائم لدى الأممالمتحدة، الذي قدم الرسالة، بتعميمها على جميع الدول الأعضاء بالمنظمة الدولية، وخصوصًا أعضاء مجلس الأمن الدولي، "وذلك للوقوف يدًا واحدة أمام الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، والقانون الدولي". وقال وزير حقوق الإنسان عزالدين الإصبحي، لوكالة "سبأ"، إن الرسالة تضمنت إيضاحات بشأن "المجازر البشعة التي ترتكبها الميليشيا الانقلابية بحق المدنيين العزل في محافظة تعز، والتي كان آخرها قصف أحياء سكنية في المدينة أمس، راح ضحيتها نحو 30 شهيدًا، و70 جريحًا معظمهم من النساء والأطفال". وقالت قوات موالية للحكومة اليمنية إن 20 على الأقل من قوات الحوثيين قتلوا في اشتباكات ضارية في تعز ثالث أكبر المدن اليمنية الخميس بعد يوم من قصفهم إياها بالصواريخ. وشهدت تعز التي تعتبر العاصمة الثقافية لليمن دمارا شديدا منذ ان أصبحت ميدان معركة رئيسيا في الصراع بين مؤيدي الحكومة والحوثيين المتحالفين مع إيران الذين تدعمهم قوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح. والمدينة مقسمة الآن بين الجانبين. وتدور معارك بين الحوثيين وقوات صالح من جانب وتحالف تقوده السعودية يحاول أن يعيد إلى السلطة حكومة الرئيس الحالي لليمن عبد ربه منصور هادي الذي يقيم الآن في مدينة عدن بجنوب البلاد. وقال قادة قوات موالية لهادي إن قواتهم قتلت 20 حوثيا ومواليا لصالح على الأقل في تعز. ولم يتسن الاتصال بأحد من الحوثيين لتأكيد حصيلة القتلى. وقال أنطوان غراند رئيس بعثة الصليب الأحمر في اليمن إن "الوضع في تعز مزر بشدة حتى وفق مقاييس الظروف المروعة التي تعم اليمن وسط اقفال نحو نصف المستشفيات وتدفق جرحى بحاجة ماسة للعلاج". وهرب الآلاف من أعمال العنف ويواجه من تبقوا في تعز نقصا حادا في المياه والغذاء والكهرباء والغاز والوقود.