كم هو ساذج، بل كم هو حقير ذلك الدور الذي تلعبه الأممالمتحدة في اليمن, فهذه الهيئة الأممية والتي يفترض أن تكون لها اليد الطولى في حسم الصراعات وإحلال السلام في العالم, تحولت الى دمية في يد قوى الهيمنة العظمى؛ توجهها بريموت القوة لتحقيق مصالحها بأسم السلام وحقوق الأنسان. وفي الشرق الأوسط تبرز الصورة الحقيقية لهذه المنظمة التي تعمل كجزء من لوبي الدول العظمى, فلم نسمع او نشاهد أي دور لهذه الهيئة لنصرة الشعب الفلسطيني الذي يُرتكب في حقه أبشع الجرائم من قبل الاحتلال الصهيوني. لكن الدور المتناقض يظهر في اليمن، فكلما بدأت الأمور تتجه نحو الحسم، أطلت الأممالمتحدة بوجهها القبيح تحاول بأستماتة، إنقاذ المليشيات الإرهابية وقائدها المخلوع, بل أنها رمت بكل ثقلها لإعاقة التقدم الذي أحرزته دول التحالف العربي باتجاه صنعاء، فهي عمياء عندما احتلت المليشيات اليمن بالقوة، وهي البصيرة عندما أوشكت المقاومة والتحالف على القضاء عليهم. إنها المهمة القذرة التي غالباً ما تقوم بها هذه المنظمة بوجهها الاّخر، فعندما يتعلق الأمر بإحدى دول الشرق الأوسط وبالذات الدول العربية نرى هيئة الأممالمتحدة تحشر نفسها في كل صغيرة وكبيرة وتبذل كل ما في وسعها لأجل إطالة أمد الأزمات والمشاكل في هذه الدول، في تواطؤ واضح خدمةً لأجندات الدول العظمى وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل، لكن المخزي والمبكي أن الأممالمتحدة تتوارى في شرنقة الصمت وتدفن رأسها كالنعامة عندما يكون الأمر متعلق بجرائم الاحتلال الصهيوني أو الجرائم التي يرتكبها الأمريكان أو الروس في العالم العربي فكل ما يصدر عن هذه الهيئة حينها هو عدد من التصريحات والتي تجعل من يسمعها او يشاهدها يدخل في نوبة من الضحك الهستيري. ف"بان كي مون" يشعر بالقلق تارة ويشعر بالأسف تارة أخرى عندما تقصف إسرائيل أطفال غزة بالسلاح المحرم دولياً، وهكذا مرت عقود من الزمن... أطفال فلسطين وسوريا والعراق واليمن يقتلون بنفس السلاح والأمين العام للأمم المتحدة يشعر بالقلق والتوتر . إنها العصا الصهيوأمريكية الغليظة التي ستظل تقرع رؤوس العبيد ممن يدعون الدفاع عن حرية الإنسان وكرامته، وهكذا أثبت التاريخ أنه أينما وُجدت الأممالمتحدة، وُجدت الحرائق التي لن تنطفي، و أنه، متى ما تدخلت الأممالمتحدة في شؤون بلد أدخلته في صراع سحيق.