الرحلة لم تنته بعد .. ست ساعات متواصلة أصبحنا نتجرعها يومياً كأنها حمى مستدامة من الطفي، من العاشرة صباحاً وحتى الرابعة عصراً تتعطل حياتنا بانفصالنا عن طاقة الحياة. من المدهش حقاً أن نتفاءل حينما يُقال لنا أن الأمور ستتحسن وستغدو حالة كهربائنا أفضل، أقبل البرد وتلاشت الحرارة نوعاً ما، وصل الزيت بكميات معقولة، بدأ الناس يدفعون قيمة الفواتير ويسددون ما تأخر بعد التخفيضات المعلنة، لكن وإلى الآن لم نرَ أية بوادر للتحسن المزعوم .. لماذا ؟؟ .. لا ندري بالضبط.
بالرغم من يقيني الكامل أن ثمة أخطاء تحدث لا نعلم كنهها بالتحديد، إلا أن الجميع لا ينفك يتحدث عن أنواع شتى من سوس الفساد الذي ينخر في أساسات مؤسساتنا، ولئن غابت الدولة أو حضرت فلا شيء يتبدل أو يتحول، وما من إنسان يجهل هذا الشعور الذي ينتابنا كافة إلا أن فينا من يكتم أوجاعه ومنا الصارخون ومنا الساكتون وهم الأكثرون لو كنتم تعلمون.
لن نستطرد في إثبات ما يزعم البسطاء السذج من الفساد بقدر ما يستدلّ العقلاء أن ما يصيبنا من تنكيل وعذاب في الخدمات التي تقدم لنا كشعب بائس وأهمها الكهرباء يدلّ دلالة قاطعة وإثبات كافٍ أن الفساد لا يزال يتغلغل، ولا عجب في هذا ما دامت الوجوه هي الوجوه، وما التغيير لا يُجرى سوى على الكفرات لا أقلّ ولا أكثر، فتحل هذه مكان هذه، والأخرى مكان أختها، وهكذا يتم الضحك علينا عاماً بعد عام، وتستمر الحكاية .
وفي خضم الشكاوى الكثيرة من طول المقالات وأن لا وقت لقراءتها، أختم بتساؤل بريء أو خالٍ من البراءة .. حسب ما تختارون أنتم .. وتساؤلي : ما العذر الجديد الذي سيطل علينا بقرنيه هذه المرة فيما يخص الكهرباء العليلة ليستمر مسلسل الطفي واللصي؟؟، لكنني أظن أن أعطال المولدات وخروجها عن العمل سيكون هو العذر الوجيه الذي في المتناول !! هل تتوقعون .. فانتظروا ..