في خطوة تتقاطع مع إعلان موافقتهم على المشاركة في مشاورات سياسية ترعاها الأممالمتحدة لتنفيذ القرار الأممي 2216، بدأ المتمردون الحوثيون الإعداد لتنظيم انتخابات رئاسية في اليمن. وذكرت مصادر مقربة من الحوثيين في صنعاء، أن رئيس «اللجنة الثورية العليا»، محمد علي الحوثي، التقى رئيس اللجنة العليا للانتخابات، القاضي محمد حسين الحكيمي، وتطرقا إلى «تصحيح السجل الانتخابي والمعوقات التي ما زالت تعترض العمل الذي يعتبر الحل الأمثل للخروج من الأزمات الراهنة». واعتبر الحوثي أن الانتخابات هي «الحل الوحيد والمخرج السليم» من الأزمة اليمنية. وبدوره، أكد رئيس لجنة الانتخابات «التزام اللجنة بتحمل مسؤوليتها في إنجاح الاستحقاق الديمقراطي المتمثل بالانتخابات الرئاسية القادمة».
وجاء هذا التحرك بينما باتت المشاورات المقبلة بين الحكومة اليمنية والانقلابيين، والمرجح عقدها في جنيف، محل شكوك متزايدة. ودعا ياسين مكاوي، مستشار الرئيس عبد ربه منصور هادي، في تصريح ل«الشرق الأوسط»، إلى إعادة النظر في المفاوضات مع المتمردين الحوثيين، في ضوء «المجازر» التي يرتكبونها في تعز وغيرها من المناطق اليمنية، فيما اعتبر زميله الشيخ عبد العزيز المفلحي، مستشار الرئيس هادي، أيضا، أن المتمردين لم يثبتوا حسن النوايا، حتى اللحظة.
ميدانيًا، شن طيران التحالف العربي أمس, غارة استهدفت منزل يوسف المداني، القيادي البارز في جماعة الحوثي، في محافظة حجة شمال البلاد، حسبما أفادت مصادر مطلعة. وخلفت الغارة قتلى وجرحى في صفوف قياديين ومسلحين من الحوثيين، لكن لم يعرف على الفور ما إذا كان المداني موجودا بالمنزل حينها أم لا. ويعد المداني نائبا لعبد الملك الحوثي زعيم الجماعة، وتربطه به علاقة مصاهرة.
في سياق متصل، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة من مذكرات أرسلتها وزارة الشؤون الاجتماعية، التي تديرها الميليشيات، إلى البنوك وتقضي بتجميد أموال 22 من منظمات المجتمع المدني. وقال متابعون للشأن اليمني إن هذه الخطوة تعني إقدام الحوثيين على نهب أموال هذه المنظمات.