ظل نظام صنعاء ولسنوات طويلة بالإضافة إلى مواجهة سلمية أبناء الجنوب ”بصدورهم العارية“ ”بالحديد والنار “ وارتكاب أبشع المجازر في حقهم يمارس سياسة التعتيم الإعلامي على قضية الجنوب وشعبه محاولاً فرض تعتيم إعلامي مطبق من خلال ممارسة كل الوسائل القمعية وأبشع الأساليب التعسفية في حق الوسائل الإعلامية الجنوبية وإعلاميي الجنوب والتمادي في ظلمهم وتهميشهم ومصادرة حرياتهم في التعبير محاولاً للجم أفواههم ومنعهم من أظهار الحقيقية. إلا أنه لم ينجح في ذلك فإعلاميي الجنوب ظلوا يمارسون رسالتهم الإعلامية متسلحين بحب الوطن والأيمان العميق بعدالة قضيتهم متجاوزين كل العقبات والعراقيل التي وضعها في طريقهم نظام صنعاء فاستطاعوا وبإمكانيات متواضعة أن يظهروا عدالة القضية الجنوبية وايصال صوت الشعب الجنوبي للعالم الخارجي والمجتمع الدولي. ومع الاحداث الاخيرة من خلال الحرب الظالمة على عدن وعموم الجنوب برز على السطح العديد من الإعلاميين الجنوبيين الذين استطاعوا أن يظهروا معاناة الشعب الجنوبي محاولين رفع المظلومية عنه من خلال ممارسة الرسالة الاعلامية بمهنية عالية ، ذلك التألق الكبير لإعلاميي الجنوب لفت انتباه الوسائل الاعلامية العربية والعالمية المختلفة وعلى وجه الخصوص القنوات الفضائية الخليجية فاتجهت تلك الوسائل الاعلامية والقنوات الفضائية صوب التعاقد الرسمي مع اعلاميي الجنوب واعتمادهم كمراسلين لها في عدن وفي عموم المحافظات الجنوبية. ”عدن الغد“ بدورها بحثت عن انعكاسات تلك التعاقدات الاعلامية وتجاوز إعلاميي الجنوب حدود الوسائل الاعلامية الجنوبية ومدى تأثيرها على القضية الجنوبية وخرجت بالحصيلة التالية:
في بداية استطلاعنا هذا توجهنا بالسؤال للزميل الصحفي المعروف علي سالم بن يحيى فتحدث لنا بالقول: السؤال بحد ذاته سلاح ذو حدين، فمن ناحية إقبال القنوات الفضائية وبقية الوسائل الاعلامية العربية الأخرى على الاعتماد على مراسلين جنوبيين يعد اعترافا بحقيقة اجحافهم، واعتمادهم على بعض المراسلين من العاصمة صنعاء يتلقون تعليماتهم من بوابة الأمن القومي خادم النظام السياسي السابق. وأضاف بن يحيى : من ناحية أخرى.. فالمراسل أولا واخرا يتبع سياسة وسيلته الإعلامية وينفذها بحذافيرها، وهذه السياسة أيضا مرتبطة بأجندة الدولة الأم، لذا سيتم تقييد حرية اعلاميو الجنوب من ناحية بعض المصطلحات كفك الارتباط والاستقلال خاصة مع تلك السياسات المناوئة لها، والواقفة مع وحدة اليمن أرضا وإنسانا. ومع هذا هي فرصة لكل المراسلين الجنوبيين لعرض قدراتهم، والتركيز على مبدأ الحياد والموضوعية في الطرح، وعرض مفهوم القضية الجنوبية بعدالته ووفقا للأسلوب العلمي، بعيدا عن الصراخ، والكلام الإنشائي. واختتم حديثة بالقول : حتما ستنتصر القضية الجنوبية عاجلا أم اجلا، والمهم كيف نقدمها للآخر بأسلوب مقنع، وسياسات الدول في الأخير نابعة من مصالحها، ومتى ما أيقنت أن مصالحها في الجنوب لن تتضرر فليس محالا أن تأكل (تمرة) وصنم الوحدة اليمنية !!.
أما الزميلة ولاء فريد بن عطاف قالت : تعاقد بعض الوسائل الاعلامية والقنوات الفضائية مع الاعلاميين الجنوبيين أمر سيخدم القضية الجنوبية كثيرا فمن المعروف أننا عانينا من قبل الإعلاميين الشماليين الذين كانوا يسيطروا على منابر أهم القنوات العربية كالجزيرة والعربية الحدث من تهميش تارة للقضية الجنوبية وتزوير الحقائق تارة أخرى ولم نكن نستطيع ايصال اصواتنا بالشكل المطلوب مما أدى الى ايصال القضية الجنوبية بشكل ضعيف ومهمش احيانا من قبل اولئك الإعلامين. وأصافت ولاء فريد : أما الان لدينا فرصه كبيرة بإظهار قضيتنا والتسويق والترويج لها من خلال تعاقد بعض الاعلاميين الجنوبين في قنوات عربية مهمه . ولكن المشكلة التي قد تواجهه اعلامينا التقيد بسياسة القنوات التي هي من الطبيعي تتقيد بسياسة دولها ومن جهة نظري أن على الاعلاميين الجنوبيين الالتزام بتلك السياسة مع محاولة تمرير بعض المعلومات التي ستفيد قضيتنا وعلى اقل تعبير ستنقل الاخبار باعين جنوبية محبة افضل من ان تنقل الاخبار باعين شمالية حاقدة .
وفي استطلاعنا هذا كان للزميل الاعلامي شائف الحدي حضور ومشاركة ايضا بحيث اجاب على تساؤلنا قائلا: من ناحية المراسلين الجنوبيين الذين تعاقدوا مع وسائل إعلام عربية لا أعتقد انه سيؤثر على مسيرة القضية الجنوبية. معللاً ذلك بالقول: لأن الساحة الجنوبية مليئة بالشباب المتحمس والمؤهل من الإعلاميين ، وهذا سيظهر وجوه جديدة لم يكن يعرفها أحد. وأضاف :صحيح ان هؤلاء المراسلين سيتقيدون بسياسة تلك القنوات التي يعلموا لها كمراسلين، لكن أرى ان هذا يصب لصالح القضية الجنوبية من ناحية اعتراف القنوات العربية بكفاءة هؤلاء المراسلين ومن ناحية أخرى يعطيهم العمل بهذه القنوات دورات إعلامية تأهيلية وتكسبهم الخبرة الكافية في المستقبل لخدمة وطنهم. وأختتم الحدي : ايضا يستطيع هؤلاء المراسلين اظهار عدالة قضية الجنوب ولو بجزء بسيط في هذه القنوات وهذا يعتبر انجاز كبير للقضية الجنوبية ان استطاعوا عمل ذلك.
الزميل الصحفي مختار باداس شاركنا هذه المادة بالقول : بكل تأكيد كان للإعلام الجنوبي دور كبير وفاعل في نقل المعاناة لأبناء شعب الجنوب ، وابراز القضية الجنوبية عبر وسائل الاعلام المحلي والخارجي لأنها قضية عادلة وقصة نضال شعب تواق للحرية والاستقلال واستعادة دولته. وعن تعاقدات القنوات الخارجية مع بعض اعلاميي الجنوب قال باداس: هذا أمر جيد ورائع وهذا سيصب في مصلحة هؤلئك الاعلاميين بحيث سيستفيدون ويطورون من أنفسهم كثيرا ، واكيد انه لكل قناة سياستها وخططها الخاصة ، وبالتأكيد سوف تكون التغطية للقضية الجنوبية بحسب استراتيجية القناة . وأضاف. بحسب رؤيتي سوف تكون هناك عراقيل امامهم إلا انه في الوقت ذاته ستتاح فرصة ونافذه لصالح القضية الجنوبية عبر القنوات التي يعمل لها اعلاميي الجنوب ( مراسلين ). وبتالي التحاق مراسلين جنوبيين بقنوات خارجية لن يؤثر على القضية الجنوبية .
وفي نهاية استطلاعنا هذا توجهنا بالسؤال للإعلامي الشاب احمد شلبي رئيس تحرير (موقع نبض عدن الاخباري ) بحيث كانت له رؤية مختلفة وأكد ان ذلك سيؤثر تأثير سلبي على القضية الجنوبية بحيث قال: لعب الاعلام الجنوبي دورا بارزا في نقل صورة الصمود والتضحية والمعاناة في ارجاء المناطق الجنوبية . وأضاف : القنوات التلفزيونية والوكالات العربية والعالمية كانت ثرية بكل المواد الاعلامية التي زودت بها من قبل اعلاميون جنوبيون . واستطرد : القنوات الفضائية دائما بحاجة الى مواد بحاجة الى نقل الصورة وفق سياستها الخاصة وبالرغم ان اعلاميو الجنوب تنقصهم الخبرة إلا ان تلك الوسائل الاعلامية الخارجية بحاجة الى مواد في ظل وضع أمني غير مستقر بحيث يستصعب ايفاد مراسليها المتخصصين. وعن مدى تأثير ذلك على القضية الجنوبية قال شلبي : بالتأكيد ذلك الامر سيؤثر سلباً على القضية الجنوبية. مختتماً حديثة بالتساؤل قائلا: ولكن السؤال ما دور رجال الاعمال الجنوبيون في تبني مشروع اعلامي جنوبي لإيصال صوت الشعب في الجنوب.