لم تكن مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج تعيش في نعيم قبل مجيء الحربالأخيرة التي اتت على إلتهام ما تبقى من شبه خدمات اساسية واشباه منازل، فالحوطة منذ أكثر من عقدين من الزمن تعيش في اوضاع مأساوية تفتقر الحياة فيها الى ادنى الخدمات الضرورية، في حين شهد ملفها الأمني انهيار منسنوات عديدة. مدينة الحوطة يقطنها تقريبا عشرة الف نسمة يتوزعون داخل احياء يغلب عليها الطابع العشوائي في البناء والتخطيط، ويعتمد غالبية سكانها على وضائف حكومية يتعاطون من خلالها رواتب ضئيلة جدا، في حين يعمل بعض سكان المدينة في التجارة والاعمال الحرة وهناك نسبة لا بأس بها يعتمدون على الزراعة، لكن الأكثر معاناة هم أولئك الشباب الذين وجدوا انفسهم ملقيين على رصيف البطالة. مدينة الحوطة تفتقر لاي مشاريع تنموية في حين جرى القضاء على بعض المنشئات والمصانع الحكومية بعد احتلال الجنوب عام 1994م كمصانع الطماطم ومحلج القطن ومصنع المشروبات الغازية وغيرها من المنشئات الأخرى التي أدى تدميرها ونهبها الى فقدان عشرات العائلات لمصدر عيشها. ومع اندلاع المعارك الأخيرة نالت مدينة الحوطة نصيب الاسد من التدمير والخراب الذي طال معظم المؤسسات والمكاتب الحكومية وبعض المدارسوالمنشئات الصحية ومنازل المواطنين وغيرها. وخلال اشهر الحرب عاش ابناء الحوطة في ظروف مأساوية بالغة ما ادى الىنزوح الغالبية منهم نحو مناطق متفرقة ولكن وما ان انتهت المعارك عاد النازحين ليجدوا منازلهم وقد اصبحت حطام في حين المنازل التي لم يصلهاالدمار تعرضت للنهب والسرقة ليبدأ الجميع حياة مليئة بالمعاناة فمعظم المواطنين لم يتمكنوا من شراء الاثاث الذي تعرض للتدمير أو السرقة. اليوم تزداد وطاة المعاناة في ظل انعدام مياه الشرب التي يحصل السكان عليها بمبالغ مالية باهضة في حين انها شبه صالحة للشرب، خدمة الكهرباء هيالأخرى اصبحت مجرد ذكرى من الماضي.واجمالا الحالة النفسية للسكان متردية كتردي خدمات الحياة.. المنظمات الانسانية لم تلتفت اليها بعد ولم تطرق ابوايها في حين لا وجود لأي جهات حكومية تعمل على تلمس محتاجات السكان وتخفف من معاناتهم، ووحده الملف الامني لا يزال يشهد انهيارا مع مضي الوقت.