تحدث وكتب الكثيرون حول المخاطر المحدقة بالقضية الجنوبية وسبق أن كتبنا مواضيع متصلة بنفس السياق ونظراً لخطورة وحجم المؤامرة التي تحاك ضد شعب الجنوب ومقاومته الباسلة وحراكه السلمي هو ما دعاني لكتابة هذا الموضوع الهام في ظروف صعبة ومعقدة يمر بها الوطن، تعصف به الرياح من كل الاتجاهات وشعبنا يصرخ خوفاً من الغرق وسط امواج البحار المتلاطمة وضبابية المشهد السياسي، لعل وعساء أن يجد هذا النداء طريقه للتجاوب وأخذه بعين الاعتبارمن قبل قيادات المقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي السلمي وكل القوى السياسية والاجتماعية المهتمة بالقضية الجنوبية .. وسوف أختصر موضوعي بعيداً عن الاسهاب والتنظير والديماغوجية التي عادة مايلجى اليها البعض بعيداً عن تحديد الهدف بدقة وموضوعية، وهو مايستدعي منا جميعاً كتاب وصحفين وإعلامين ورجال فكر وساسة اخذ الحيطة والحذر والتنبؤ بوقوع الحدث بقراءة عميقة لمجريات الامور من حولنا في اليمن وفي المنطقة وانعكاساته على الساحة الجنوبية، وكشف الحقائق للشعب والبحث عن مخارج عملية وواقعية لتجنيب الجنوب من الوقوع في مأزق آخر وجديد ونحن على مقربة جداً من تجاوز المحنة السابقة التي حلت بشعبنا لأكثر من عقدين ونيف. هناك مكاسب كبيرة قد تحققت للجنوبين وهم اليوم على مرمى حجرمن هدفهم المنشود والطريق ليس سهلاً أومفروشاً بالورود ولكنه مازال شاقاً ومليئاً بالاشواك، والوصول الية يتطلب جهداً كبير من العمل والتضحية والعطاء والتنازل والقبول بالآخرمن قبل كل الفرقاء الجنوبين، ليضعوا جميعاً مصلحة الجنوب وشعبه فوق كل الاعتبارات الأخرى التي أخرتنا لسنوات عجاف من تحقيقه بسبب التعنت الاعمى من قبل بعض الرموز السياسية وتدني الوعي السياسي للبعض ووقوع البعض الآخر في مستنقع الفساد العفاشي، وهم من يقفون اليوم حجرعثرة إلى جانب بعض القوى المريضة والحاقدة على شعبنا ودولتنا السابقة داخلياً وخارجياً .. رغم أن المؤشرات تؤكد بأن جنوب اليوم سيختلف تماماً عن سابقه، وأن الجنوبين قد استخلصوا دروس وعبر كافية من أخطاء الماضي الأليم يستفاد منها في بناء جنوب جديد خال من العقد والامراض والتعصب، لتبقى دولة النظام والقانون والقيم والاخلاق الجميلة فقط في سلوكنا وعملنا المستقبلي، وشباب الجنوب وجيله الصاعد هم من سيقود الجنوب نحوغد افضل ومزدهر باذن الله تعالى، على اساس الشراكة الوطنية والمواطنة المتساوية والعدل والقبول بالآخر تحت سقف القانون والدستور الجديد. وهوما يتطلب من الجميع البحث عن وسائل وطرق لعمل جديد يجمع ويوحد الموقف الجنوبي وقياداته السياسية والميدانية في مواجهة التحدى وصد المؤامرات التي تحاك ضد الجنوب وإرادة شعبه الحرة .. لقد عملت القوى المضادة على اختراق وإضعاف حراكه السلمي، وتعمل اليوم على اختراق وإضعاف مقاومته الباسلة، وتسعى إلى زرع الفتن بين قيادات الحراك وقيادات المقاومة الجنوبية والشكوك بمواقف القيادات الجنوبية في السلطة، وهى لعبة مكشوفة تقف خلفها مطابخ إعلامية واستخباراتية في المركز المقدس، على الجنوبين التنبه والحذرمن تلك السموم الخطرة وكشفها والرد عليها بقوة من خلال عمل عقلاني منظم ومدروس تشرف عليه كوكبة من رجال الفكر والساسة والإعلام والاكاديمين والدبلوماسين الجنوبين، بعيداً عن التحزب والتعصب المناطقي والشك والتخوين لتنطلق بثقة عالية وإرادة قوية بآمانة واخلاص لوضع ميثاق شرف للجنوبين ومشروع سياسي واضح للجنوب وتشكيل حزب جنوبي جديد أو جبهة وطنية لقيادة المرحلة كعامل ذاتي مهم لتحقيق النصر. يتم مناقشة الميثاق والمشروع السياسي والنظام الداخلي وانتخاب القيادات والمندوبين من قبل الشعب ابتداء من المنظمات القاعدية والمديريات والمحافظات حتى عقد مؤتمرعام في الداخل أو الخارج وتكون نسبة الخارج من المندوبين كمحافظة ويتم تحديد النسب ومكان وزمان إنعقاد المؤتمر من قبل اللجنة التحضيرية المنبثقة من قبل القوى السياسية الفاعلة والمؤثرة على الأرض بقيادة المقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي ،يتمخضعن هذا المؤتمرانتخاب قيادة جديدة من اوساط الشعب ومن مقاومته وحراكه السلمي ومن مختلف الاطياف السياسية والحزبية والاجتماعية الجنوبية، وتشكيل حزباً سياسيا أوجبهة وطنية بقيادة شخصية سياسية مرموقة تمثل الجنوب في المحافل الدولية والاقليمية والعربية واليمنية، ولايحق لاي حزب أو مكون آخر يدعي تمثيله للجنوب خلال هذه الفترة حتى يتم أعداد الدستور الجديد في المرحلة الانتقالية للجنوب بعد الاستقلال وهو الذي يتيح و يحدد التعددية الحزبية وعودة نشاط الاحزاب ومزاولة عملها وفق القانون بعد التخلص من كابوس الاحتلال وتطهير الأرض من القوى الظلامية ودنس العابثين والفاسدين.