كلنا عائش أو قراء أوسمع أو شاهد قبل أيام فصول الكارثة المناخية الموسومة (تشابلا) التي ضربت عدد من محافظات الجنوب الواقعة على البحر العربي وخليج عدن وكان لمحافظة شبوة وبالتحديد المناطق الساحلية بمديرية رضوم والتي نتج عنها رياح شديدة وهيجان غير مسبوق للبحر وارتفاع أمواجه ومنسوب مياهه وكذلك هطول أمطار غزيرة متواصلة لأكثر من 72 ساعة تقريبا على معظم مناطق المديرية وتدفق سيول جارفة في كل الأودية والشعاب اجتاحت بعضها بعض المناطق مثل جلعه التي غمرتها مياه السيول تماما. كل ذلك تسبب في حدوث إضرار بالغة في ممتلكات المواطنين والمرافق والخدمات العامة. عدن الغد أستطلعت أوضاع المناطق المتضررة وأطلعت على حجم الأضرار ونوعها واستفسرت عن نوع وحجم الأعمال الاغاثية التي قدمت للمتضررين لتخفيف معاناتهم ومساعدتهم في تجاوز الموقف الصعب والحرج الذي وضعهم (تشابالا ) فيه. * عاصمة رضوم (متهارة): في جولة عدن الاستطلاعية في مناطق الشريط الساحلي بشبوة المتضررة من إعصار تشابالا بدأنها باستطلاع وضع مدينة رضوم عاصمة المديرية التي نالت أسوة بباقي مناطق المديرية نصيبا كبيرا من الإضرار شمل المنازل والخدمات العامة والممتلكات الخاصة خصوصا في القطاع الزراعي الذي يعد اكبر القطاعات الإنتاجية النشطة في المدينة . * أجزاء من مدينة كبيرة اختفت تماما : منازل طينية جميلة تشكل طراز معماري رائع وسائد في المنطقة أبدع في تشكيلها معالمه (جمع معلم) ماهرون مختلفة العدد في أدوارها يصل طول بعضها إلى أربعه أدوار بينها ما هو قديم الإنشاء والبعض الآخر حديث أي لا يتجاوز عمره خمس سنوات. كانت تلك المنازل حتى قبيل إعصار تشابالا أجزاء من مدينة كبيرة وعاصمة مديرية تحتل المركز الثاني مساحة في ترتيب مديريات الجنوب قاطبة ومديرية مكتملة المقومات الأساسية الاقتصادية والسياحية والاقتصادية. منازل طينية روعة في الطراز والتشكيل محشوة بالأنفس البشرية إذ لايقل قاطنو كل منزل عن عشرة أو خمسة عشر نسمة فيما تحتضن بعض تلك المنازل أكثر من خمسون نسمة أصبحت بين ليلة وضحاها مجرد أطلال عبارة عن أكوام من الطين فيما أضحى ساكنوها في العراء بلا مأوى يؤويهم ويحتضن آهاتهم وزفراتهم المؤلمة مأوى يتقاسم معهم المأساة ويمتص صدى آهاتهم الكفيلة باختراق كل الجدران وتخطي كل الأسوار. * أربعون منزلا طينيا تدمرت : بفعل الأمطار الغزيرة المتواصلة التي هطلت على رأس مدينة رضوم لأكثر من ثلاثة أيام متتالية أينعت شرفات وقبب معظم منازل المدينة التي تشكل المباني الطينية نسبة 95% منها وبدت أعراض السقوط على محياها مع ازدياد حدة المطر وتواصله وقوته ومع انبلاج فجر اليوم الأول من عمر المطر الشديد أعلن عن سقوط منزل طيني قديم يتبع المواطن وهكذا دواليك استمرت انهيارات وسقوط المنازل الطينية تباعا حتى بعد توقف هطول الأمطار بايأم حتى وصلت حصيلة المنازل التي انهارت وغادرها سكانها بغير رجعة نحو خمسة وأربعون منزلا فيما وصل عدد المنازل المتضررة جزئيا نحو 200 منزلا. * ضواحي رضوم إضرار بلاحدود: تتبع رضوم المدينة عدد من القرى الصغيرة التي تمثل ضواحي لها وأبرزها المشحارة وباصفاق وهيثة وحصن قسيبة والموفدة ولعرف والوجيدة والخضارية. نالت هذه القرى من أمطار وسيول تشابالا ما نالته رضوم عاصمة المديرية وربما أكثر حيث سقطت منازل وشردت أسر وأصبحت بلا مأوى ففي هذه القرى مجتمعه بلغ عدد المنازل التي سقطت منهارة تماما نحو منزلا فيما تضرر جزئيا زهى مائة منزل . * لعرف هنا كانت قرية: لعرف قرية صغيرة تبعد عن مركز المديرية 5كم تقريبا يقطنها زهى 500 نسمة يؤويهم قرابة ستون منزلا طينيا تشتهر قرية لعرف بكثرة أشجار النخيل وعيون الماء الجارية كغيرها من ضواحي رضوم ورضوم نفسها. رأس وجسد لعرف أمتص مياه أمطار ثلاث أيام متتالية سقطت بغزارة أحالت كل منازلها تقريبا إلى ركام بعد ان أخرج سكانها نازحون إلى المدارس ومنازل الأقارب والبعض منهم إلى العراء بحسب ما قاله لنا عدد من السكان هناك. * لجنة أهلية لإيصال معاناة السكان: فعلا المأساة التي حلت برضوم وضواحيها كانت وماتزال كبيرة ومؤلمة يصعب وصف تفاصيلها بدقة وعلى الرغم من ذلك كان تجاوب السلطتين المحليتين في المديرية والمحافظة قليلا ان لم يكن معدوما بحسب أحاديث سكان من المتضررين مما دفع المواطنين في مدينة رضوم وضواحيها إلى تشكيل لجنة أهلية من قبلهم تقوم بإيصال معاناتهم وتتابع كل ما فيه معالجتها وحلها ولو حلول أوليه تضمن لهم تخفيف تلك المعاناة الشديدة العائشين فيها حاليا. * رضوم خارج نطاق تغطية المغيثون : رضوم بعيدة عن عيون وقلوب السلطات الشرعية وخارج نطاق تغطية المغيثون هكذا قالها لي بمرارة الأخ احمد عمر بامعبد رئيس اللجنة الأهلية بمدينة رضوم وضواحيها عندما طلبت منه وصف الوضع الإنساني في مناطق رضوم وقال أيضا: معظم الجهات القائمة بأعمال الإغاثة للمناطق المتضررة حصرت جهدها على منطقة جلعه التي تضررت بشكل كبير هي الأخرى وأخرجت رضوم من حساباتها تماما قد تستغرب أخ احمد لماذا تحدثت مباشرة عن المنظمات والهيئات والجمعيات الخيرية والإنسانية والتي أسميتها بالجهات الاغاثية ولم أتحدث عن السلطة المحلية سوى في المديرية أو في المحافظة لأنها وباختصار شديد دورها أي السلطة المحلية غائب ولم تتواجد معنا منذ البداية ولم تزال غائبة وبالنسبة لوضع مدينة رضوم وضواحيها وضع مأساوي بكل ما تعنيه الكلمة وضع لايسر عدو ولاحبيب فبماذا أتحدث عن مدينة دمرت عشرات منازلها ونزح سكانها وقرى سقطت عن بكرة أبيها وتحولت إلى أطلال وخرج سكانها في مهمة بحث طويلة عن مساكن تأويهم ففي رضوم المدينة أكثر من 45 منزل تدمرت تماما والعدد قابل للزيادة كون المباني الطينية مشبعة بالمياه وعند تعرضها لحرارة الشمس تتعرض للتشققات ومن ثم الانهيار وهناك ما يزيد عن 260 منزل تضرر بنسب متفاوتة معظم سكان تلك المنازل نزحوا إلى مدارس المدينة مع العلم ان تلك المنازل تسكنها عدد من الأسر حيث بلغ عدد الأسر التي تركت منازلها ونزحت إلى المدارس أو لدى أقارب لها حتى الآن (250) أسرة يعيشون وضع مأساوي وحرج كون كل ما يمتلكونه من مال وزاد مايزال تحت أنقاض منازلهم. * السكن هو مطلب المتضررين: عن جهود الإغاثة قال بامعبد للأسف الكل أتجه بما لديه من مساعدات نحو منطقة جلعه التي تستحق أكثر مما قدم لها حتى الآن ونسي أو تناسى أو تجاهل ما تعرضت له مدينة رضوم وضواحيها من إضرار بسبب إعصار تشابال ومع ذلك هناك جمعيات قدمت بعض المساعدات للمتضررين وكذا جمعية الهلال الأحمر اليمني بشبوة الذين أوجه لهم كلمة شكر عبر موقعكم وصحيفتكم (عدن الغد) فالإضرار لم تقتصر على المنازل بل طالت كل شي في المنطقة تقريبا الكهرباء تضررت وانقطعت تماما بجرف السيول خط النقل كاملا الزراعة تضررت بجرف مئات الفدادين من المساحات المزروعة وجرف التربة ناهيك عن جرف وحدات الضخ الزراعية والاتصالات توقفت كل ذلك وهناك إضرار بيئية وصحية فاليوم ترى الأطفال في وضع صحي ونفسي صعب وهناك انتشار كبير للبعوض مما ينذر بقدوم أمراض وبائية الله يستر من عواقبها. وعن حاجة المتضررين الملحة والتي تعد ضمن أولويات احتياجهم قال رئيس اللجنة الأهلية برضوم حقيقة متضرري رضوم وضواحيها محتاجون في هذا الظرف العصيب لكل أنواع المساعدة من غذاء ودواء وملبس وغيره ولكن أكثر احتياجهم اليوم للسكن والإيواء الخيام مثلا فتوفير السكن ولو خياما أعتبره أمر ضروري وملح وعليه أناشد السلطة المحلية في محافظة شبوة والهلال الأحمر الإماراتي والهيئات والمنظمات والجمعيات الخيرية والإنسانية المحلية والعربية والأجنبية ورجال الأعمال وفاعلي الخير بضرورة توجيه جهودهم نحو متضرري رضوم وضواحيها.