بعد ان مني الحوثيون بالهزيمة العسكرية في عدن ومعظم المحافظات الجنوبية ، بدأوا ينهجون حرباً اخرى تتعلق بالعملة اليمنية (الريال) حيث انتهزوا فرصة هيمنتهم على العاصمة (صنعاء) واستحوذوا على الاصول والممتلكات والعملات النقدية لدى البنك المركزي (صنعاء) كي يدارون هزيمتهم في عدن ، وتحولوا الى عصابات تمنع تدفق الاموال المتعلقة بالمرتبات الخاصة بالموظفين والمتقاعدين في عدن وهذه سياسة خبيثة لا يرجى منها ان تحقق تعاطفاً جنوبياً ناحيتهم بل ستزيد الجنوبيون صموداً حتى هزيمتهم الاخرى المتعلقة بالحرب النقدية التي كانوا يرونها انها سوف تجبر اهل الجنوب على الاستسلام وهذا خطاء منهم ، لان النقد وجد للتداول وليس للاستثمار به من قبل جماعة دون اخرى وسيشمل ضرراً عليهم اكثر من الضرر الذي كانوا يرجوا منه ان ينعكس على عدن فكيف يمكن ان نتغلب على هذه الحرب النقدية التي يشنها الحوثي ضد موظفي الجنوب ومتقاعديه واليكم بعض الاليات للتغلب على هذه المشكلة . اولاً : على البنك المركزي في عدن تغيير اليات سحب الاموال التي من خلالها يدفع البنك المركزي صنعاء هي السائدة الى الآت فأن معظم مدخرات البنك المركز بعدن ستتحول اوتوماتيكياً الى صنعاء . تانياً : البنك المركزي عدن ، يطلب من التجار الذين عليهم مبالغ نقدية بموجب رسائل الضمان البنكية ان يسددوا عليهم من مديونية للبنك ، لأن رسائل الضمان البنكية وقعت عليها مسائل متعلقة بالفساد ، اذ ان المعني بالامر في البنك المركزي عدن يحاول الاستفادة النقدية في التجار الذين يطلبون تأجيل سداد ديونهم لمبالغ نقدية كرشوة ويظلوا يتاجروا بحسب رسائل الضمان السابقة وهذا التأجيل في سداد الديون ادى الى تراكم رسائل الضمان البنكية لدى البنك المركزي بعدن . ولو طلب البنك سداد تلك الديون ولم يتوان في طلب تسديدها ، لكانت المبلغ المرصودة في رسائل الضمان كافية لتغطية المصروفات المتعلقة بمرتبات الموظفين والتقاعدين جميعاً وافراداً . ثالثاً : اعطاء الصلاحيات لمكتب وزارة المالية بصرف مرتبات الموظفين في عدن ، كذا اعطاء الصلاحيات لمكاتب التأمين بعدن بصرف رواتب المتقاعدين . فالأموال تجبى في عدن وليس في صنعاء ، وما البنك المركزي بصنعاء الا متلقي للنقود المرسلة له من عدن . رابعاً : يمكن ان تقوم الحكومة الشرعية بطلب توريد الاموال المستحقات على المشركات البترولية مباشرة الى (عدن) العاصمة المؤقتة للحكومة الشرعية .. ومن حقها ذلك ، لأنها هي الحكومة الشرعية المتواجدة في عدن ، وعدم السماح الاموال المستحقة للحكومة الشرعية ان تذهب الى صنعاء . اما الاحتمال اخيرة فأنه يحتاج الى ارادة قوية لتنفيذه والاحتمال هذا يتعلق بإصدار عملة جديدة مؤقته في الجنوب تكون هي العملة المتداولة بها رسمياً ، والغاء العملة السابقة الريال وما دام الامور (حربية) وصراع ارادات ، فأن الحرب النقدية يمكن ان بشنها الجنوب على جماعات الحوثي والمخلوع صالح ، وليس العكس . ومن فائد وجود عملة جديدة معترف بها رسمياً وصادره من حكومة شرعية انه اذا فرغت خزائن البنك المركزي صنعاء من الامور اما بسبب النهب او الحريق او غيرة ، مع عدم وجود ونقود كافية في الجنوب ، فان هذا الوضع اشبه ما يكون بوجود (فراغ نقدي ) سيؤدي الى كوارث اجتماعية . اما واذا سلبت الاموال المرصودة في البنك المركزية صنعاء فأن العملة الصادرة في الجنوب ستكون هي الواقية من اية تدهور امني او اجتماعي . وستكون العملة الجديدة في الجنوب ضربة مؤلمة لمن لديهم الاموال (الريالية) والتي ينفقونها في تصعيد وتطويل امد الحرب الدائرة في اليمن وستنتصر العملة الجديدة وسوف تطرد اشباح العملة القديمة وسيكون مركز الضغط في عدن ، وسوف يتحول البنك المركزي في صنعاء (فرعاً) للبنك الرئيسي بعدن .
