معاناة وألم وإقصاء وتهميش، وحصار ساري المفعول، منذ بدء العدوان الحوثي العفاشي وحتى يومنا هذا ولم يتغير شيئا ولم يلتمس المواطن في الضالع أي تغييرات أو تحسينات تخفف ألآمه ومعاناته وتشعره بالأمان والطمأنينة ، فالأوضاع متدهورة جدا بالضالع التي تعاني وتقاسي وتتألم بصمت، وتتعرض لأبشع عمليات الابتزاز والتجاهل والإقصاء والتهميش في جميع المجالات الإنسانية والخدمية، من قبل حكومة الشرعية، وبعض المؤسسات والجمعيات الإغاثية الحزبية،
وعلى الرغم من الانتصارات العظيمة التي حققتها المقاومة الجنوبية في الضالع، بالتصدي للعدوان اليمني الفارسي الذي انكسرت شوكته أمام قلعة المجد والإباء والصمود، ونال أولى هزائمه النكرة على أيادي صناديد الضالع، وكانت أول المناطق التي أعلنت التحرير الكامل لترابها الطاهر بأيادي ابناءها وشكلت دافعاً وحافّزا قويا للانتصارات المتتالية في عموم الجنوب،
إلا إن الضالع لم تحصل على أي اهتمام من قبل حكومة الشرعية ودوّل التحالف، ومازالت تعيش أوضاعاً إنسانية مأساوية مزرية في جميع مناطق المحافظة، فالخراب والدمار الذي لحق بالضالع جراء العدوان ليس ب قليل، فقد تعرضه الضالع لأبشع أنواع القصف المدفعي والصاروخي العشوائي المكثف على مستوى الجنوب من قبل الغزاة الحوثيين الذين لم يستطيعوا اختراق حاجزها المنيع، خلاله فقدت المدينة والقرى بالضالع خيرت رجالها وفقدت الناس مصالحها ومصادر دخلها، ومدارسها ودوائرها ومؤسساتها الحكومية والبنية التحتية، وهدمة المنازل والمحلات التجارية، والطرقات، وخزانات المياه وشبكات المياه وشبكات الكهرباء والهاتف،
وقد أصبحت بعض المناطق بالضالع خاوية وغير صالحة للسكن تفتقر لأبسط المقومات المعيشية والخدمية، إلا إن أهلها اشداء أقوياء صامدون صابرون مرابطون يقاسون ويواجهون مرارة الحياة بصبرهم وصمودهم وثباتهم وعزيمتهم الصلبة كما كانوا في جبهات القتال امام الغزاة المارقين،
ورغم قلت المساعدات والإغاثات الدولية التي وصلت الى الضالع وضئالتها، وعدم توفر المشتقات النفطية بتاتا, والانقطاع التام للكهرباء، والغلاء الفاحش، إلا ان أبناء الضالع انتهجوا الصمت طوال الفترة المنصرمة يواسون بعضهم ويتقاسمون الأشياء الهامة والضرورية بالحبة وبالكيلة وبالكأس، وضلوا صابرين على مرارة وقساوة الأيام، على أمل بأن الأوضاع ستتحسن والقادم سيكون أروع وأجمل،
ولكن للأسف فمازال الوضع سيئ جدا، ويزداد سوءا يوما بعد يوم، ورغم المناشدات المستمرة لحكومة الشرعية والتحالف والأمم المتحدة، إلا إن تلك المناشدات لم تجد أذانً صاغيه، والوضع كما هو عليه وأسوى من ذلك في جميع المجالات ففي المستشفيات الحكومية بالضالع تجد الافتقار لأبسط المستلزمات والأجهزة الطبية الهامة والضرورية التي تعيدها الى نصابها لخدمة المجتمع كون الخدمة الطبية في المستشفيات شبه معدومة وخصوصا في المستشفى العام،
أيضاً المشتقات النفطية التي أصبحت كابوساً يؤرق أبناء الضالع لعدم توفرها وغلاء أسعارها، ونفاق توزيعها وكثرة السماسرة والمتاجرين فيها وفي وتهريبها وترويجها الى المناطق الشمالية، رغم حاجة الناس الماسة لها في الضالع، مما تسبب ذلك في خلافات وصراعات واقتتال أحيانا بين المواطنين في محطات البنزين، وقد راح ضحية تلك الخلافات العديد من الشباب من مختلف مناطق الضالع والسبب الرئيس هو قلت الكمية التي تصرف للضالع،
كذلك الكهرباء المدمرة والمنسية في عموم الضالع منذ بدء الحرب وحتى يومنا هذا ومازالت الكهرباء مقطوعة عن جميع مديريات المحافظة، ولا وجود لبوادر الأمل لأعدتها قريبا، ولا نعلم السبب في ذلك الإهمال !! وقد توقفت وتقطعت سبل الحياة بالناس وأصبح الأمر كارثي على المواطنين لطول فترة الصبر والانتظار !!
لذلك فإننا ندعو ونناشد حكومة الشرعية ودول التحالف وعلى رأسها المملكة العربية، والإمارات العربية، والأمم المتحدة، وجميع المنظمات الدولية لتحمل المسؤولية الكاملة تجاه ما يحدث للضالع وأبناءها ونطالبهم بسرعة إغاثة الضالع وإيصال المساعدات الإنسانية الكاملة، وتزويدهم بالمشتقات النفطية الكافية وإعادة الكهرباء والمياه الى المحافظة بأي وسيله وبأسرع وقت ممكن، وإعادة ترميم وإصلاح ما خلفته الحرب الطاحنة في الضالع، فقد ضاقت الناس ذراعا ونفذ الصبر ولم يعد بمقدورهم التحمل اكثر من ذلك .