تلك الوجوه نفسها والاشخاص انفسهم التي مارست فساد من نوع اخر فساد اشد خطورة وفتكآ من الفساد الحكومي الا وهو الفساد الثوري طوال سنوات الحراك الجنوبي السلمي في الشعيب، حيث عملت تلك الشخصيات الانهزامية وكرست جل وقتها آنذاك في زرع بذور الفرقة والشتات بين ابناء المديرة الواحدة (الشعيب) لاسيما منجزاتها القبيحة في تفريخ وتقسيم المكونات الثورية الشبابية في المديرية وسعت جاهدة الى ايجاد شرخ شبابي فضيع فقط لتقدم ولو جزء بسيط من نواة الشباب كهدية دسمة لصالح احزاب سياسية وشخصيات عتيقة قد عفها الزمن واصبحت في دكة الاحتياط بعد ان فشلت في مواكبة ركب الثورة الجنوبية وتطلعات شعب الجنوب المتعارضة مع اهدافها الحزبية والذاتية الضيقة الغير أبهة بنضالات وتضحيات شرفاء واحرار الجنوب في الشعيب على وجه الخصوص والجنوب بشكل عام.. هاهي اليوم تلك الابواق المشبوهة تحاول جاهدة الوقوف حجر عثرة في وجه صحوة المجتمع الذي حمل على عاتقه هموم المواطن وتطلعاته في مكافحة الفساد المستشري في جل المرافق الخدمية خاصة كانت او عامة ذلك الوباء الخبيث الذي استجلبه نظام الاحتلال اليمني ابان حرب الاجتياح على الجنوب صيف عام 1994م. ليلقي بكل قاذوراته ومساوئه على مجتمع تعود على النظام والقانون وهو المجتمع الجنوبي رائد الحضارة والتقدم والازدهار، هاهي تلك الاصوات الانهزامية تعمل وبخبث وحقد مبيت على زرع القلاقل بين اوساط المجتمع الرافض لكل اشكال الفساد وتبعاته المقيتة والشي المعيب بهذا الامر يسوق اولئك الرعيع حججهم تحت مظلة ويافطة ان محاربة الفساد اليوم يعرقل مشروع وتقدم عجلة التحرير للشعب الجنوبي تلك الاسطوانة المشروخة التي دأبت في الماضي القريب على تمزيق وحدة الصف الجنوبي تعيد نفسها اليوم وبأدواتها المعروفة الى الواجهة لتقف مع الفساد والفاسدين متعلقة كعادتها بمبادئ واهداف ثورة الجنوب التحررية محاولة اقناعنا بالوهم المفضوح بأن الفساد بكل اشكاله وصورة القبيحة جزء لا يتجزأ من اهداف الحركة الوطنية التحررية الجنوبية محاولة من قبلهم الى ضرب عصفورين بطلقة واحدة اولآ ايقاف عجلة التحرر للوعي المجتمعي في الجنوب وثانيآ اظهار بأن من اهداف الثورة الجنوبية السامية الابقاء على عنصر الفساد ذلك الشي الذي لا يقبله العقل او المنطق والذي يتنافا تمامآ مع كل القوانين الدولية المعروفة ومع الشريعة الدينية لإسلامنا الحنيف..
اننا اليوم وفي مديرية الشعيب على وجه الخصوص نقف جميعآ امام مفارقة عجيبة ينتهجها اصحاب ورواد ذلك الفكر الشمولي الساعي الى تغليب مصلحته الشخصية على حساب مصالح وتطلعات المجتمع ككل ببراهين وحجج واهية تتنافى وتتعارض مع كل انسان يمتلك من الوعي والادراك ولو الشي اليسير عبر سياسة عتيقة ومتجردة تمامآ من مبادئ ومضامين كل شعوب العالم التي تنادي بالحرية والانعتاق من انظمة الاحتلال الخبيثة بشقيها العسكرية والادارية والتي لا تجلب للمجتمع البشري غير الانبطاح والخنوع لآلة القتل والاجرام والفساد المعروفة..
من هنا واستنادآ الى مسبق شرحة في طرحنا هذا نصل واياك اخي القارئ الى حقيقة دامغة وهي الايمان والتصديق بالمقولة الشهيرة التي اطلقها ومن على منصة الاعدام الرجل اليمني الحر الثلايا حين قال "لعنة الله على شعب اردت له الحياة واراد لي الموت" رحم الله الثلايا وسدد خطئ كل من تبعه وسار على نهجه التحرري العظيم.