وحدها الإمارات من تنبه لمخطط حزب الإصلاح في اليمن فانتفضت خلال الأيام الماضية على كافة المستويات لأنها باتت تفهم تفريعات ودهاليز السياسة اليمنية . انتقاد الإمارات لحزب الإصلاح مؤخرا سببه إدراك عميق ان سياسة هذا الحزب تقوم على طرق الكسب السياسي غير المشروع . يخطئ من يظن ان الانتقادات الإماراتية الأخيرة لحزب الإصلاح في تعز سببها حالة من العداء السياسية السابقة بين الطرفين أو مكايدات سياسية ، الأمر واضح وجلي (الإمارات) احد ابرز دول التحالف العربي ودفعت بقواتها ورجالها وأموالها إلى الأرض اليمنية لتحريرها من هيمنة الحوثيين وصالح وحينما سترى هذه القوة تخاذل أي طرف من الأطراف اليمنية فإنها ستوجه النقد له وبكل شفافية . والموقف الإماراتي لم يبنى على الوهم ولكنه بني على وقائع حقيقية على الأرض فحتى اليوم الكثير من قواعد هذا الحزب لم تشارك فعليا في الحرب والإصلاح كحزب يحاول الاحتفاظ بقوته سليمة في مواجهة الأطراف الأخرى لأنه يدرك كل الإدراك ان كل الأطراف تتعرض لعملية استنزاف قوية ستنتهي في نهاية المطاف بوجود قوى سياسية ضعيفة "مهلهلة". ترى الإمارات انه وطالما ان الإصلاح يدعي انه احد الأطراف المناوئة للحوثيين وصالح فعليه ان يدفع بما يملك من قوة إلى الأرض والى الميدان وتدرك ايضا انه في نهاية المطاف سيذهب الجميع صوب تسوية سياسية ومن سيصل إلى طاولة المفاوضات محافظا على قواه سيكون هو اللاعب الاهم لمرحلة مابعد الحرب . لاتملك الإمارات على خلاف قوى سياسية يمنية "ذاكرة مثقوبة" وتتذكر كيف تمكن الإصلاح من حصد تضحيات القوى الشبابية في ثورة 2011 وحينما يرتفع الصوت الإماراتي اليوم فان الهدف منه لا أكثر الحرص على ان تكون كل القوى السياسية اليمنية متساوية في الجهد والفعل الحقيقي على الأرض . في ال 25 من أكتوبر الماضي نشر فرع حزب الإصلاح في محافظة حجة بيانا هدد فيه بمواجهة ميلشيا الحوثي بالسلاح .. هنا الحزب يهدد فقط وبعد أكثر من 8 أشهر على اندلاع الحرب في اليمن باللجوء إلى خيارات المقاومة المسلحة . الموقف الإماراتي الأخير في اليمن موقف ضامن وحقيقي لحضور عادل ومتساو لكل الأطراف اليمنية على الساحة المواجهة للحوثيين ولصالح ولكي لايخدع اليمنيون في الشمال والجنوب مرة أخرى مثلما خدعوا في ثورة 2011 .