عندما نقرأ ما تعرض له الثوار على مر التاريخ وفي كل الثورات من ظلم وبطش وتعذيب ونرى كيف كان صمودهم عظيم بحجم أهدافهم العظيمة إلى درجة أن البعض منهم كان يجزم بأن النصر محقق لا محالة حتى في أشد وأصعب الأوقات. فشيخ المجاهدين والثائرين عمر المختار وهو مطارد في وطنه قال بعنفوان الأبطال "لئن كسر المدفع سيفي فلن يكسر الباطل حقي".. وقال "إنني أؤمن بحقي في الحرية، وحق بلادي في الحياة، وهذا الإيمان أقوى من كل سلاح"..!!! هكذا هي إرادة الثوار وهكذا هو الإيمان والتحدي في نفس الثائر. ومن مثل هؤلاء فقط يجب أن نتعلم. فلا ننكسر أمام اي قمع أو ظلم ولا نرتبك أمام أي تزييف او تشويش. والأهم من هذا وذاك أن نعلو ونترفع عن صغائر الأمور ونجعل عقولنا وذواتنا كبيرة كالوطن الكبير الذي نناضل من أجل استعادته. فكيف للمقاومة الجنوبية أن تصمد وتحافظ على جوهرها وقوامها في ظل تجاهل كل الأطراف سواء السلطة اليمنية ودول التحالف والأحزاب المختلفة. كيف لها أن تبقى وتمنع عملية التفتيت التي تستهدفها. كجرها نحو تعز أو قعطبة لإضعافها وإفراغها من محتواها وأهدافها. ولهذا فإن على كل مقاوم جنوبي أن يدرك بأن المقاومة الجنوبية معبرة عن شعب وليست أداة بيد فرد أو مجموعة أفراد يدعون بأن لهم الحق في المشاركة هنا أو هناك. يتجاوز المنطق كل من يدعي أن المقاومة الجنوبية كانت وليدة لحظة تواجد الحوثيين في عدن وحسب أو أنها في صدد الدفاع عن الشرعية. لأن الواقع يؤكد على ان المقاومة الجنوبية مرحلة تتوج سلسلة المراحل النضالية التي خاضها شعب الجنوب منذ الغزو البربري اليمني على ارض الجنوب الطاهرة في عام 94. إذن فهي ثمرة نجاحات ونضالات وتضحيات شعب عظيم يستميت ببسالة الأبطال من أجل استعادة دولته الحرة المستقلة. فمن أجل ماذا ولمصلحة من تعمل الشرعية اليمنية على استنزاف أبناء الجنوب ودفعهم للقتال في تعز والاستشهاد على ترابها بينما أبناء تعز يجولون ويصولون في كل أرجاء عدن. أليس من الأولى بالشرعية أن تعمل على السيطرة على مفاصل الدولة في عاصمتها اليمنية صنعاء بدلا من انشغالها في التخطيط لتمزيق المقاومة الجنوبية واستهداف الحراك الجنوبي كل يوم بحيلة جديدة. أن شعب الجنوب وبعد حربا مزلزلة وفي ظل ظروفا معقدة استطاع أن يثبت ويؤكد إرادته وأهدافه فخرجت الحشود الجنوبية في الرابع عشر من أكتوبر لتقول للعالم ها هو شعب الجنوب وها هي مقاومته الباسلة تناضل وتستبسل من أجل دولة جنوبية حرة مستقلة. وخلال الساعات القادمة باذن الله ستخرج الجماهير الجنوبية مجددا لإحياء الذكرى الثامنة والأربعين لعيد الاستقلال الثلاثين من نوفمبر وسيلتقي احرار الجنوب في عاصمة الجنوب عدن ليكشفوا قبح التزوير ويضيئوا نور الحقيقة المعطرة بدماء الشهداء الأبطال وتضحيات الشعب المظلوم وثبات وقوة الأحرار. 29/نوفمبر 2015م .