كل عام يمرّ تنهي دولة الإمارات عاماً من العمل الجاد والمخلص من أجل رفعة الوطن وتنميته وتقدمه، وتبدأ عاماً جديداً بطموحات جديدة لا تحدها سقوف ولا تحصرها حدود، لأن المسيرة الإماراتية حلقات متصلة من النجاحات التي لا تتوقف.. وكل ذلك لا يأتي ولم يأت من فراغ، وإنما من قيادة مخلصة لها رؤيتها الواضحة للحاضر والمستقبل وتضع مصلحة بلدها وشعبها في قمة أولوياتها ومن تفاعل خلاق بين القيادة والشعب يعتبر إحدى السمات الرئيسة لدولة الإمارات العربية المتحدة ومصدر استقرارها وأمنها وتنميتها، ومن إيمان مطلق بالوحدة التي أرسى دعائمها القائد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومن تخطيط علمي دقيق واستشراف مستمر للمستقبل في إطار هدف التنمية المستدامة، الذي تعمل قيادتنا الرشيدة على تحقيقه. 44 عاماً مرّت على تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة شهدت خلالها سلسلة قفزات نوعية نهضوية على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية.. وقد بدأت المرحلة الأولى من الصفر تقريباً وشملت تنفيذ خطط عاجلة وبرامج تنموية طموحة طالت كل مناحي الحياة ومجالاتها وتمثلت في المئات من مشاريع البنية التحتية والخدمات الأساسية من كهرباء وماء وطرق ومستشفيات ومدارس ومطارات وموانئ ومواصلات واتصالات ومشاريع عمرانية وإسكانية وغيرها من المشاريع، التي أرست لبنات متينة في مسيرة التقدم والازدهار، التي عمت كافة أرجاء الإمارات يعززها ويشد أواصرها اتحاد دولة الإمارات.
ونحن نحتفل بهذه المناسبة الوطنية الغالية نتذكر بكل الفخر والاعتزاز تضحيات شهداءنا الأبرار الذين رسمت تضحياتهم صورة للمستقبل المشرق لبلادنا ولأولادنا والأجيال القادمة من بعدنا.
ان يوم الثلاثين من نوفمبر والثاني من ديسمبر ، تاريخين سيبقيان عظيما لشعب الإمارات وقيادتها الرشيدة نتذكر به شهداؤنا الأبرار ونحدث الأجيال القادمة عن بطولاتهم وتضحياتهم من أجل الوطن والدفاع عن مكتسباته ومستقبل أبناءه.
رحم الله شهدائنا الأبرار وأسكنهم فسيح جناته مع الصديقين الصالحين وحفظ جنودنا البواسل في اليمن وسدد خطى قيادتنا الرشيدة وأبقاها سنداً وذخراً للإمارات وشعبها وتحية اعزاز وإكبار لسيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة حفظه الله ولصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله ولصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ولأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.
ويمكن القول إن دولة الإمارات تصنف اليوم كواحدة من أفضل الدول من حيث كفاءة الخدمات والسياسات العامة ومن حيث مصداقية الحكومة تجاه المجتمع وتحسب ضمن الدول الأكثر أمناً وأماناً واستقراراً، والأكثر استثماراً في الإنسان تعليماً وتأهيلاً.
الثاني من ديسمبر يوم للاعتزاز بماضي هذا الوطن وللفخر بحاضره الجميل ولتجديد العهد على المضي قدماً نحو الأهداف السامية على أسس وثوابت لا تزعزعها ترهات الحاقدين ولا أراجيفهم التي تكسرت على لحمة وطن وإيمان شعب وضع بين عينيه حب وطنه والالتفاف حول قيادته في ظل ما يشهده هذا العالم من حولنا من فتن وقلاقل.
فهنيئا لنا ولقيادتنا وشعبنا باليوم الوطني 44 ، وكل عام ودولة الإمارات تحتل المراكز الأولى على الصعيدين العربي والعالمي.