أصبحت حكايات البريد وطوابيره الخرافية من القصص المأساوية والدرامية التي تشغل سيناريوهاتها أحاديث المجالس في هذه الايام .. فالمتقاعدون والموظفون الذين يستلموا رواتبهم عبر مكاتب البريد في عدن أصبحوا عرضة لابتزاز قراصنة السماسرة ( المتطهوشين ) ناهيك عن الجهاد العظيم الذي يبذلونه في رحلة البحث عن الراتب وهم يتنقلون من مكتب إلى اخر وصرف الذي معهم من نقود على المواصلات .. فان تواجدت بمكاتب البريد سيوله نقدية فبالإمكان الوقوف بالطابور لساعات طويلة وتحمل ضغط حرارة صالات الاستلام حتى الوصول إلى شباك المحاسب وإعطاءه البيانات لسحب الراتب مع هذا قد ينصدم بأحد الاخبار السيئة هذه ( الراتب موقف من صنعاء ، أو الراتب قد تم سحبه من شخص أخر ، أو لن تستلم راتبك إلا من بريد صنعاء أو الحديدة , أو الفلوس كملت والدوام انتهاء ارجعوا بكره ) .. هذه المعاناة كلها من جانب المستلم أما الجانب الاخر وهم موظفي ومحاسبي مكاتب البريد فمن يراهم يرثى لحالهم من كثرة لضغوطات التي يتحملونها سواء ضغط العمل أو ضغط مسئولية تحمل ملايين الريالات التي يصرفونها لموظفي ومتقاعدي الدولة .. - الوالدة انيسة أحمد عبدالله تبلغ من العمر 63 عام كانت تقعى الارض مع الساعة الخامسة عصرا وتدعي الله أن ينتقم من المتسبب بالعذاب الذي لحق حينما أخبرهم المحاسب في بريد الحجاز أن السيولة النقدية نفذت بعد أن قضت لساعات طويلة وهي واقفة في الطابور .. إذ تقول خدمة الوطن في السلك الامني لأكثر من خمسة وعشرين سنة منذ أن كان راتبي ثلاث مئة وخمسين شلن جنوبي ، أيام ما كانت الدولة لها احترامها وقوانينها وتقاعدت برتبة مساعد أول ، والشاهد من هذا أن الحكومة لم تراعي كبر سني ولم تقدر سنوات خدمتي أني وغيري من المتقاعدين ووكلت علينا من لا يخاف الله ولا يرحم المسلمين وصار لي إلى الان أسبوع وأنا الف وأبحث عن راتبي في مكاتب البريد ، من خور مكسر إلى المنصورة والشيخ والمكاتب أغلبها مغلقه أو ليس فيها فلوس وحينما تتوفر الفلوس نتحمل معاناة الطابور لساعات ونتفاجأ أن النقود نفذت فتنهار أحلامنا الصغيرة بالحصول على رواتبنا ، والذي يجعلنا أكثر استياء أنهم يصرفوا رواتب بعض اشخاص من وراء الستار عبر سماسرة مقابل ثلاثة الف من كل راتب والذي ظروفه صعبة يظل في الطابور لساعات بل لأيام .. أما الوالد أحمد مقبل ويبلغ من العمر 65 من المعادين للقوات المسلحة الذي أعادوهم بقرار رئاسي عام 2013م هو الاخر يخبرنا عن مشقته باستلام الراتب ويقول ضليت خمسة أيام وأنا اقف في طوابير مكاتب البريد فأذهب بعد صلاة الفجر إلى البريد العام في خور مكسر وأعود خالي الوفاق فكل يوم زوبعة وخبر جديد لانعدام العمل المؤسسي الجدا والمنظم ، ثم أعاود الذهاب في العصر إلى بريد الحجاز الذي يعتبر منظم نوعا ما ولكن لا يوجد فيه سيولة نقديه كافية ، ولا نشهد عليهم الا الله هو حسبنا ونعم الوكيل .. الاخ سالم محمد سالم متقاعد من القوات المسلحة يقول أننا نعاني من نفس المعاناة الذي يعاني منها أخوتنا المتقاعدين لأننا تركنا بيوتنا وأولادنا بدون مصاريف وحتى أصحاب البقالات موقفين الدين عنا بسبب تراكم الحساب ناهيك أن المعاشات التي نتقاضاها لا تسد رمق العيش الصعب .. بسام عوض فدعق من منتسبي الامن حالته تعبر عن عشرات المعاناة مستحقين الرواتب التي سحبت ( سرقت ) من مكاتب بريد أخرى فيقول بسام منذ بداية الحرب لم استطيع ان استلم راتبي الا لشهر واحد فقط فكل شهر كنت اذهب فيه إلى البريد وأنصدم بالمحاسب يخبرني أن الراتب قد سحب من مكتب البريد بصنعاء لأن أرقام حساباتنا نحن منتسبي الامن مخزونة عند أشخاص لا يخافون الله .. الاستاذة انتصار حسين عبدالرحيم رئيس قسم الطرود في الإدارة العامة لهيئة البريد والتوفير البريدي في خور مكسر توضح المشاكل المتسببة فيها أزمة صرف المعاشات إذ تقول أن أبرز مشكلة هي موضوع السمسرة الذي أنتشر بدرجة مخيفة جدا لأن استغلال الناس صار واضح ، وهذا بسبب رئيسي إذا تم الإسراع في حلة فأن كل المشاكل ستحل برمتها والسبب في ذلك هو قلة التعزيز المالي لمكاتب البريد الذي تعزز عملية صرف المعاشات والحساب الحكومي بشكل عام والمشكلة الرئيسية مصدرها البنك المركزي عندما نريد صرف الشيكات الواردة الينا لعملية الصرف نواجه صعوبة في صرف الشيكات من البنك لتعزيز المكاتب البريدية ولعدم وجود سيولة في البنك المركزي .. وتتحدث انتصار عن ما يلزم هيئة البريد حاليا وتقول : نطالب توفير سيولة نقدية من البنك المركزي بدرجة أساسية وبأسرع وقت لأن السيولة إذا وجدت ستخف الزحمة وتعود الأمور طبيعية كما كانت من قبل وبالتالي ستنتهي السمسرة والاختلاسات التي تحدث .. فالمكاتب تعزز في الضهر بالمبالغ حتى تتم عملية الصرف بالعصر ثم يأت اليوم التالي وقد نفذت السيولة لقلتها .. وتقدمنا بعدة اقتراحات نتمنى ان تطبق فاذا كان البنك المركزي مفلس ولا تتوفر فيه سيولة فمن الأفضل تحويل المبالغ بشيكات للبنوك الحكومية والخاصة في عدن مثل البنك الاهلي وبنك الانشاء والتعمير وبنك التضامن الاسلامي وغيرهم ... أما الاخت مريم علي ناصر رئيس قسم الحوالات تشير إلى موضوع حصر الرواتب لقوات الجيش في بريد صنعاء وأفراد القوة الجوية في بريد الحديدة وها الموضوع مهم لأن هناك أطراف أخرى تلعب فيه وتقول : تم اطلاعنا عن حصر رواتب منتسبي القوات المسلحة في صنعاء وحصر رواتب منتسبي القوة البحرية في الحديدة وهذا من الامور العجيبة في النظام المصرفي فكيف سيستلمون رواتبهم من بريد صنعاء ولا يقدرون على استلامها من بريد عدن او لحج او تعز ونحن هيئة واحدة ، فقمت بالاتصال بمدير الحوالات في الإدارة العامة لهيئة البريد والتوفير البريدي في صنعاء الاستاذ عبدالله الزبيدي وقال هذي تعليمات من وزارة الدفاع وتنص أن يتم الاستلام على هذا النحو ، فأدركت أن الموضوع خاضع لظروف سياسية .. تعليقات القراء 182986 [1] أين الدولة ؟ الأربعاء 02 ديسمبر 2015 ام ايمن | عدن الدولة ضائعة .. المسئولون مرتاحون وفي نعيم .. والفلوس عندهم بلا حساب وكل مطالبهم وأسرهم يصل إلى أبوابهم .. ، بينما المواطن مطحون ويقضي كل وقته وجهده يجري وراء الراتب ودبة الغاز ومواد الإغاثة والكهرباء والماء ومصاريف مدارس أبنائه وهلم جرا ..وجزى الله خيرا دول الخليج وخاصة الإمارات والسعودية التي حلت لنا مشاكل كثيرة بينما دولتنا إذا كان هناك دولة فعلاً مغمضة العينين .. وليس لديها عمل غير تعيين وزير خلف وزير ومسئول وراء مسئول ، ونسمع منها قعقعة ولم نرى طحينا .