اغتيال محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد (رحمة الله عليه) فاجعة وجريمة بشعة يهتز لها الكون باكمله كما انها أكدت استمرار مسلسل الاغتيالات للكفاءات والقيادات الجنوبية منذ عام 1990م وفق خطة ضم وإلحاق الجنوب والقضاء على دولته وهويته. وقد نفذت كل تلك الاغتيالات بعهد السفاح صالح وحليفه الأبدي حزب الاصلاح، وتنفذ حاليا بعهد هادي وحليفه المزيف حزب الإصلاح. مع الفارق الكبير بينهما فالأول سخر الامكانيات ضد الجنوبيين وليس ضد أبناء وطنه الشماليين، بينما الآخر يسخر لهم الامكانيات ضد شعبه ووطنه وهويته. فماذا سيقول شعب الجنوب وماذا سيكتب التاريخ الجنوبي عن ذلك ( طوبا أم تبا )؟؟
لقد تعرض للخديعة عدد كبير من الجنوبيين الشرفاء عندما ظنوا بأن الخير سيأتي من الشرعية اليمنية المحتلة للجنوب، أو من الإصلاحيين المأجورين بأرخص ثمن لعلي محسن الأحمر، أو من يحالفهم. بينما الحقيقة تؤكد ان جميع الشماليين مشغولين بتحقيق هدف كبير يجمعهم وهو القضاء على أي عامل من عوامل قيام دولة مستقلة في الجنوب. فهم بمختلف طوائفهم من يسار ويمين، اشتراكيين واصلاحيين، ليبراليين ومتطرفين، مدنيين وقبائل، ساسة ومشائخ، سنة وشيعة.. جميعهم مجتمعين على هدف عام وهو استمرار سيطرتهم على الجنوب ففي الجنوب تكمن مصالحهم جميعا دون استثناء. ولذلك عند تمدد الحوثيين بالشمال وجدنا علي محسن الأحمر ينسحب ببراءة أمامهم ويسلم لهم معسكراته! والإصلاح يهرب منهم متجنبا" إشعال الحرب فيما بينهم في صنعاء! لأن الاحتراب بينهم في الشمال سيضعفهم وسيفتح المجال أمام الجنوبيين الشرفاء لاستعادة دولتهم. ولهذا فقد توافقوا جميعا على غزو الحوثيين لعدن لإشعال الحرب في الجنوب وليكن الخصم والضحية الجنوب الارض والإنسان.. كما أنهم لم يحركوا ساكنا ضد الحوثيين في معارك عدن والجنوب ولم يحسموا معاركهم في تعز وأب وكل الشمال تقريبا برغم الدعم الهائل من قوات التحالف لهم. هذا ما يحصل وهذا ما على قوات التحالف أن تدركه. فإلى متى العمل على إنقاذ الشمال الذي لم ولن يكن معهم.
ان المرحلة تتطلب من الجميع إحداث تغييرا جذريا سريعا في التعاطي مع المتغيرات في المنطقة وأول المعنيين بذلك هم دول التحالف العربي الذي يناديها اليوم الضمير والواجب والمنطق بأن تنقذ عدن والجنوب من خلال دعمها الجاد للمقاومة الجنوبية الباسلة التي اثبتت صدقها وإخلاصها لله وللوطن وللدين وللأمة فكانت خير حليف لدول التحالف العربي. اما استمرار التعاطي بنفس الآلية لفرض بقاء ما يسمى بالوحدة، وتجاهل المقاومة الجنوبية الباسلة والابتعاد عن إيجاد حل جاد لقضية الجنوب، لن يولد إلا مزيدا من تعقيد الوضع وسيظل صالح والحوثي يعبثون بالشمال والجنوب وسيستمرون بإستغلال ثروات الأرض الجنوبية واستخدامها لزعزعة الامن والإستقرار في المنطقة، فالجنوب يمثل 80 % من دخل ما يسمى بالجمهورية اليمنية.