لا يكاد يمر يوماً، نصبح ونمسي إلا على فاجعة، لا يكاد يمر يوم الا ونحن نقتل ونستشهد في قضايا بعضها غامضة، واخرى في عصبيات قبلية، وأخرى تصفية حسابات قديمة. وآخرون يستشهدون بنيران غبيّة ضلّت طريقها وأخطأت أهدافها ، بعد أن أستيقظت من سباتها العميق، واعلنت "الجهاد" على من لا يجب أن يكونون أعدائها، فتلطخت أيديها الإجرامية بالدماء.
ما هذا الجنون ؟!، وإلى أين نسير في عدن؟!وإلى أي هاوية يا سادة!! ، فثمة من يعطّل ويُصر على ترك العاصمة عدن على هذا النحو الخطير والمخيف من الإنفلات الأمني، والشروع لتكريس حُكم قانون التناحر الذاتي بين سكانها وابنائها، وإشاعة النعرات المناطقية وتعطيل كافة خدمات المواطن لتهيئة أرض خصبة لتفعيل ذلك القانون الغابي.
هذا الوضع صار يضعنا بين خيارين إن لم توجد له الحلول المدروسة والصارمة، فإما تصفية كل المقاومين الحقيقيين من الميدان وإزاحتهم لتسوية الطرق الصعبة التي عجزت جحافل الغزو الحوثي - العفاشي من تجاوزها ، وإما أن نستمر في دوامة هذا التناحر حتى ننحل ونباد وتزول أخلاقنا وثقافتنا وهويتنا وتاريخنا ونسلنا من على وجه هذه الارض.
الهدف بات واضحا لكل المتابعين، بما لا يجعل احدنا يتغاضى ويتغافل عنه، وهو تحويل هذا القانون العابث إلى عصا مطواعة لتركيع شباب المقاومة الجنوببة وأهالي العاصمة عدن، وكل الجنوب الحي ،وكل من وقف مقاوماً بوجه الغزو او صمد في ظروف الحرب الصعبة، هذا القانون هو بوابة العودة الخلفية لقوى الإحتلال والنفوذ في صنعاء إلى الجنوب. بإختصار صار هذا القانون يضعنا جميعاً اليوم على المحك "إما أن نكون أو لا نكون".
وما صار بالأمس إلا دليلٌ على ما نقول من خسارة كوكبة أخرى من المقاومين الأبطال في ظل هذه الظروف ، الذين نسأل الله أن يرحمهم و يتقبلهم من الشهداء ، وهم الشهيد اللواء جعفر محمد سعد محافظ عدن وقائد عملية تحرير عدن وصديقه ورفيقه الشهيد زين السقاف. ومرافقيه الشباب المقاومين الذين عرفتهم جبهات عمر المختار ودارسعد وجعولة وبير فضل وبيرأحمد الشهيد المقاوم صخر عبدالعزيز العزيبي، والشهيد عنتر الباخشي ، الشهيد المقاوم طارق أحمد سالم عبيد، ويشفى الجرحى المقاومين فادي عباس العقربي، مهدي رويس الكازمي ، صالح الوحش. ويتقبّل الله الشهيد المقاوم عنتر الباخشي، الذي اغتيل أمس هو الآخر في عملية إغتيال جبانة في عدن.
ما دام يحكمنا الجنون سنرى كلاب الصيد تلتهِم الأجنة في البطون سنرى حقول القمحِ ألغاماً ونور الصبح ناراً في العيون سنرى الأبطال على المشانق في صلاة الفجرِ جهراً يصلبون وحين يحكمنا الجنون لا فرحة في عينِ طفل نام في صدر حنون لا دين.. لا إيمان.. لا حق ولا عرض مصون وتهون أقدارنا وكل شيءٍ قد يهون ما دام يحكمنا الجنون فاروق جويدة