أصدر الرئيس هادي قبل أيام قرار قضى بتعديل وزاري كبير . وقيل إن هادي لم يتشاور في الأمر مع رئيس الوزراء . وهو أمر مستحيل عقلاً بمقاييس العصر الذي نعيش فيه . ولكن في وضع تهيمن فيه آليات الذهنية القروية على الشأن العام المدني . يبقى ألامعقول معقولا . وقد أثيرت عليه ضجة إعلامية حتى وصل الأمر إلى وصف ذلك الخلاف بالصراع بين الرئيس ونائبه . وأنا هنا لست بصدد تأكيد الخبر من عدمه . فما يعنيني هو أبعاد تناول الخبر من ذوي قربى الشرعية . بعد أن لعبت سهيل وشبيهاتها دورا مميزا في الترويج له . وهي قنوات إعلامية تدعي ولاؤها للشرعية . والخبر بالمناسبة لا يندرج في سياق ما يُعرف بالموضوعية . والخبر إذا ما تم متابعته متابعة منهجية . يتبين بأنه من جنس قال الراوي . وعليه يحتمل أن يكون صناعة خبرية . لأنه مؤسس على قال مصدر مقرب من رئيس الوراء ، و قال مسؤول حكومي كبير ، وكلها مبنية على المجهول ، وكذلك على تأويل فج من حديث للرجل عند لقائه بالجالية اليمنية في فرنسا ، ومنشور له على صفحته الالكترونية . وهي قائمة على التقاط عبارات بعينها وتحميلها مقاصد ظنية غير بريئة . من خلال إلحاق العبارة بالقول ، وهي إشارة إلى هادي . ثم البناء على ذلك التأويل المتعسف إذا جاز لنا أن نسميه تأويلاً . فكان الأولى بهم تفكيك الخبر وبيان ضعفه إن كانوا منحازين للشرعية حقاً لا العكس . وقد أبانت تلك التغطية عن سقطة إعلامية كشفت معها حقيقة ما ذهب إليه حيدر العطاس رئيس الوزراء الأسبق من وجود ولاء مزدوج في قوام متن وحاشية الشرعية . وهو أمر بدأ جلياً من تلك التغطية التي عكست توجه النقيض للشرعية . وهو ازدواج تأسس بعد التطورات الميدانية على الأرض والتي لم تأت كما كانوا يريدون . فعوضاً عن ذلك الإخفاق ، ذهبوا للهيمنة على الإعلام الرسمي وغير الرسمي بهدف التأثير ، وتوجيه الأمور بالاتجاه الذي يريدونه . من خلال السيطرة على قناة عدن ، وفرض رؤيتهم عليها ، ومحاولتهم تعميم مصطلح المقاومة الشعبية ، بدلاً من المقاومة الجنوبية بهدف احتوى المصطلح ثقافياً . وبث إذاعة صنعاء من عدن ، من حجب غير معلن لصاحبة المكان إذاعة عدن . ويندرج في ذلك التوجه أيضاً حجب تلفزيون عدن ، وإصرارهم على بثه من الرياض . والعمل على تشويه المقاومة الجنوبية ووصفها بالمليشيات الحراكية . ولكنها عندما تنطلق باتجاه تعز يسمونها باسمها . و إشاعة ما يجري من أحداث هنا أو هناك في عدن ، ووصف ما يجري بأنه تعبير عن حالة فوضى المليشيات في المدينة . حتى رئيس الحكومة لم يسلم من سهامهم كونه طالب بلفته عادلة للقضية الجنوبية . وشمل تحركهم كذلك بعض المؤسسات الإعلامية العربية الكبيرة ، من خلال الإيعاز لها سراً بأن تنحو في الاتجاه الذي يعمل على تغييب القضية الجنوبية ومقاومتها إعلامياً ، وهو أمر جاء على ذكره د. قاسم المحبشي في مقال متأخر له . بل وصل تدخلهم إلى إعصار شابالا الذي ضرب حضرموت ، حيث انبروا للحديث عنه وعن حضرموت في قناة الجزيرة ، وهو أمر مثير للسخرية حقاً . إن جزءاً من هذه المخاتلة هدفها الإيقاع بين الرئيس ونائبه ، وممارسة الضغط على الأول أملاً في عزل الثاني ، وابتزاز مؤسسة الرئاسة الضعيفة . وهي في عمومها توجه يأتي في سياق ممنهج هدفه احتواء المشروع الجنوبي ومقاومته إقليمياً ، بهدف التأثير على الجوار الإقليمي وغير الإقليمي عند رسم توجهات المستقبل .