حضور البخيتي إلى الرياض , وإلى ما وراء أكمتها , لها مآلها من أبعاد وإعداد ,حيث لم يجد التحالف إلى اليوم من بين القادمين من إسطبل عفاش جواد يكسب عليه الرهان ولو مرحليا . وكان لقائه المدوي بعلي محسن الأحمر, عجوز الكهانة الذي كان أمين سر ما تحت الأسرار لعفاش اليمن ولما حل باليمن من دمار , كيف لا وقد ظلا وما زالا وجهان للعملة الزيدية (الصعبة باليمني والأجنبي معنى ومضمون ) ألتي تداولتها كل قوى الشر والإرهاب من الحوثية إلى القاعدة بالأمس القريب , وداعش اليمني الدحباشي اليوم . (وهما من صنًع ولا زالت مصانعهم تنتج تلك الأدوات القذرة القاتلة , وهما متعهديها في بلاد اليمن السعيد) . أنه لقاء بين ثنائي اللسان الزيدية الحوثية ويد الزيدية الطولى , مثلا فيها ( التقية ) الشيعية الزيدية بكل تجلياتها وبأوضح صورها , اجتمعا على طاولة الانتهازية السياسة وتناولنا نخب النفاق وكان حاضر في لقائهما وهو المهم , الخبث والدهاء السياسي الزيدي المحنك المتربص بامتياز . لقاء كانت أهم رسائله العاجلة لرموز الضياع والتصالح والتسامح الجنوبي ' القادة الأخوة الأعداء الألداء الذين لا يجيدون إلى التشتت والضياع ولم يتعضوا إلى اليوم . لقاء مثلا فيه عينة قوية للتصالح والتسامح الشمالي الإصلاحي الزيدي القادم , والذي لا نستبعد فيه العناق الحار القريب بين أساطين المكر والغدر والخداع , بكل سماتهم وأطيافهم وسيماهم الوحدوية التي لا تخطئها عين . والحقيقة إن كل أصحاب الشمال وما أصحاب الشمال , لا يحتاجون للتصالح والتسامح البيني , فهم في لعبة تبادل الأدوار متصالحين ومتسامحين ومتفقين على كل شيء , موحدين فكرهم ولحمهم وعظامهم ومجمعين على (خداع التحالف العربي ), والأهم على ركنهم السادس وقبلتهم الأولى ,الجنوب وأرضه والتنكيل بشعبه , فالجنوب بالنسبة لهم هي الكعكة اللذيذة والمائدة الدسمة التي يسيلون عليها دمائنا قبل لعابهم إلى اليوم , إذا لم يتوحد الصف الجنوبي ويغنم آخر فرصة . فبعد أول ليلة ولقاء ودي حار من انفراد علي البخيتي الحوثي , بعلي محسن الأحمر الزيدي عدو الأمس اللدود , يفتتح علي البخيتي سلسلة المقالات الإعتذارية ألتي يكشف فيها ظاهريا سوءته وباطنيا تقيته, وقد ذكرنا مشكورا في أول مقال اعتذاري باعتذارات النابغة الذبياني للمنذر بن ماء السماء !!. والحقيقة فقد قال علي البخيتي وشنع في عدو الأمس ما لم يقله النابغة الذبياني في قصته المشهورة مع المنذر بن ماء السماء . وفي القصة المشهورة بعد تعريض النابغة في قصيدة المتجردة المشهورة , والتي يقال إن حساد مكانة النابغة عند المنذر بن ماء السماء هم من زادوا ما زاد بها من تعريض وتشنيع , والتي على أثرها وبعد أن سمعها المنذر بن ماء السماء ( أهدر دم النابغة الذبياني ) , فهرب الأخير إلى عند ملوك بني غسان ( حلفاء الروم ) وهم الأعداء الألداء للمناذرة , وبالمناسبة كان المناذرة ( حلفاء فارس ) والصفوف المتقدمة لها , خاصة بعد ضعفهم وصاروا مرتزقتها وخاضوا مع فارس الحروب ضد أخوانهم العرب , ودفاعا عن الفرس . وما أشبه الليلة بالبارحة وما للعرق المجوسي من دسائس تطل علينا بها جيناتها المزروعة في بلاد اليمن السعيد . ورغم هروب النابغة الذبياني إلى أنه ظل خائف يترقب سطوة المنذر بن ماء السماء , فكان يقض مضجعه ولا يسكن له بال, وكتب وهو أحد شعراء المعلقات الفحول , أسفار من الاعتذار , وكان بيته المشهور في وصف ظفر المنذر به مهما كان بعده وفراره عنه , وهو البيت الذي عُد من أشهر أبيات الشعر العربي على الإطلاق , حيث يقول : فإنك كالليل الذي هو مدركي وإن خلت إن المنتأى عنك وأسع فمن كان عدوه الليل ومال لليل من رهبة عند الخائف , لا محالة يدركه في أي مكان كان . فهل أدرك ( نابغة مران ) البخيتي يقينا لا ( تقية ) إن عاصفة الحزم وجبروتها هو مدركه وقومه لا محالة وبالتالي فقدومه إلى الرياض عن فطنة ودهاء , أم أنه ليل على محسن الذي أفصح عنه في أول مقال اعتذاري وهو بالتالي ما يخشاه , عندما قال أن علي محسن هو المشرًع الأبواب والفاتح الصدور , وهو الجواد الذي سوف يكسب به أصحاب الشمال الرهان , متناسيا أو عن غشاوة عاطفية لحظية , أن المارثون طويل على عجوز بلغ به الكبر عتيا . إلا إذا أرتضى علي محسن بأن يكون الفارس الذي يمتطيه هو ( علي البخيتي ) الحوثي , وقال وقالوا ( تم ) ! , فحينها محتاجين إلى عقول رياضية وفيزيائية , لشرح وتوضيح قانون الازدواج , وإلى الشيخ عبد المجيد الزنداني صاحب فتوى زواج ( الجيرل فرند ) خاصة إذا أتضح إن البخيتي جاء خاطباً , حتى يفتي جزاه الله خير عن كيفية تحليل عقد القران القادم ومن يمثل ولي الأمر بالنسبة للأب الإصلاحي والأب الحوثي وما يترتب على ذلك من إشهار المخفي وراء الستار بين حزب الإصلاح اليمني وأنصار إيران , الذين سماهم حسن نصر الله ( أنصار الله ) تيمنا بحزبه .!!! كل ما نخشاه هو ما يترتب على ذلك اللقاء من فرز وإفرازات ربما تؤثر مرحليا على قضيتنا الجنوبية , ولن تطالها حتماً. ختاماً : لقاء البخيتي وعلي محسن وتصالحهم في لحظات , هي رسالة ينفطر لها قلب كل جنوبي , رسالة إلى قياداتنا وقوانا المشتتة وإلى تلك العجائز التي استمرئه التنافر والشقاق , رسالة إلى المقاومة الجنوبية وقيادتها , وإلى شعب الجنوب العربي , وكيف يفتح فمه وهو الجائع المعوز والكتف الجنوبي الناضج اليوم يقدم لمن يهمهم أمر الجنوب على طبق مذهب من الكرامة الجنوبية , ويخشى أن يسبقنا إليه الكلب الضال قبل أن تصل إليه أيادينا . !!!