اصدر مكتب التنسيق للمنظمات غير الحكومية والجمعيات الأهلية (SCO) تقرير عن الوضع الانساني في جنوب اليمن خلال شهر نوفمبر . وتضمن التقرير رصدا لابرز الاحداث وجاء فيه أهم الأحداث:
• في حدث نادر، السواحل الجنوبية وجزيرة سقطرى تتعرض لإعصارين مداريين متتاليين خلال أسبوع واحد • مقتل 26 شخصا وإصابة 78 آخرين في المناطق التي ضربها الإعصارين تشابالا وميج • المنظمات الدولية والمحلية تواصل تقديم المساعدات للمتضررين، ووصول نحو 43 طائرة إغاثة من دول الخليج إلى جزيرة سقطرى • استئناف محدود للرحلات من وإلى مطار عدن الدولي
صورة تظهر جانبا من الدمار الذي تعرضت له جزيرة سقطرى جراء الإعصار تشابالا. 2نوفمبر -وكالات
نظرة عامة على الوضع
ضرب إعصاران مداريان أرخبيل جزيرة سقطرى ومناطق عدة في محافظاتحضرموت، شبوة والمهرة والممتدة على طول الشريط الساحلي لبحر العرب مطلع شهر نوفمبر واستمر تأثيرهما خلال الفترة من1-12 نوفمبر. كما وصل تأثير الإعصارين إلى محافظتي عدنوأبين غربا. خلف الإعصاران دمارا كبيرا في البنية التحتية وتسببا في انهيار وقطع الطرقات وإتلاف المحاصيل الزراعية. وفقا للتقارير الحكومية فقد تسبب الإعصاران في مقتل نحو 26 شخصا وإصابة 78 آخرين في جميع المناطق المتضررة. سجلت 12 حالة وفاة منها في سقطرى، و 8 حالات في المكلا. كما تسبب الإعصاران في نزوح ما يقرب من 6000 أسرة عن منازلها في سقطرىوحضرموت وشبوة، جزيرة سقطرى كانت الأكثر تضررا إذ بلغ عدد الأسر التي نزحت نحو 3100 أسرة، الأرقام الحالية للنازحين أقل بكثير مما كانت عليه، حيث عاد الكثير منهم إلى منازلهم. لا تزال عشرات الأسر التي فقدت منازلها في أرخبيل سقطرى نازحة في محافظتي حضرموت والمهرة وتشير التقارير إلى أن نحو 1200 شخص نزحوا من جزيرة عبد الكوري إلى منطقتي الريدة وقصيعر بمحافظة حضرموت.
تقارير رفعتها منظمات محلية في سقطرى ذكرت أن نحو 700 منزل قد تعرضت للضرر بشكل كلي أو جزئي. كما أظهرت عمليات المسح التي أجريت حول الأضرار التي تعرض لها القطاع السمكي أن ما يزيد على 780 قارب صيد قد تعرضت للتدمير، ويعتمد ما يزيد على نصف سكان سقطرى على الصيد البحري كمصدر دخل رئيسي لهم، وهذا ما يعني استمرار معاناة مئات الأسر حتى بعد تحسن الظروف المناخية. لا تزال الطرق مدمرة بشكل كبير في سقطرى، كما تعاني من نقص حاد في الكهرباء والمشتقات النفطية. مصادر حكومية ذكرت أن منظومة الكهربا قد تعرضت للتدمير الكامل وتحتاج إلى تأهيل جديد بعد الأضرار التي لحقت بالشبكة جراء الإعصارين وما صاحبهما من رياح عاتية وأمطار غزيرة. كانت مديرية المكلا هي المديرية الأكثر تضررا في محافظة حضرموت، حيث غمرت مياه الأمطار والسيول شوارع المدينة وتسببت الرياح والأمطار في قطع الاتصالات والكهرباء، كما ألحقت أضرارا جسيمة بشبكة المياه في مدينة المكلا والمناطق المجاورة لها، الأمر ذاته تعرضت له المديريات الساحلية الأخرى في حضرموت، كما تسبب الإعصاران في تدمير عشرات المنازل في حضرموت وفي محافظة شبوة المجاورة، والتي كانت مديريتي ميفعة وحبان الأكثر تضررا فيها. هذا وقد عملت المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الخليجية بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية المحلية والسلطات على توزيع المساعدات للمتضررين في المناطق التي ضربها الإعصارين، وقد كانت الاستجابة سريعة، ولا تزال مستمرة حتى تاريخ كتابة التقرير. وصل إلى سواحل حضرموت منتصف نوفمبر ما يقرب من 1581لاجئا أفريقيا، معظمهم من أثيوبيا، عبروا البحر بعد تحسن الظروف المناخية. على صعيد آخر، استمرت الفرق الإنسانية العاملة في الجنوب في تقديم الخدمات الضرورية للمدنيين طوال شهر نوفمبر، يذكر أن شاحنة كانت تحمل مواد إغاثة قد تعرضت للخطف بتاريخ 17نوفمبر بمديرية رضوم بمحافظة شبوه، وتم الإفراج عنها لاحقا بعد تدخل وسطاء قبليين. أعيد افتتاح الخط الناقل للطاقة الكهربائية والواصل بين محافظتي عدنوأبين بتاريخ28 نوفمبر، بعد انقطاع دام 8 أشهر، وينقل الخط الطاقة الكهربائية لمديريتي زنجبار وخنفر من محطة الحسوة بعدن. كما تم إعادة تشغيل محطة حجيف الكهربائية في مدينة المعلا بمحافظة عدن بدعم من الهلال الأحمر الإماراتي، في الوقت ذاته تواصلت انقطاعات الكهرباء في محافظة عدن رغم وصول وتشغيل المولدات المقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة، مصادر في مؤسسة الكهرباء تحدثت عن استمرار العجز في توفير الطاقة الكهربائية في محافظة عدن، وأوضحت أن تدخل الهلال الأحمر الإماراتي كان إنقاذيا للمحافظة، ولولاه لكانت عدن غارقة في الظلام، غير أنه لم يغطي الاحتياج كاملا. مديريات الضالع وردفان لا تزال غارقة في ظلام دامس، وهذا ما انعكس على سير الحياة فيها، ويرافق هذا الانقطاع أزمة حادة في المشتقات النفطية فاقمت من معاناة السكان هناك. يشار إلى أن أزمة المشتقات النفطية لا تزال مستمرة في الجنوب رغم مرور أشهر على توقف العمليات القتالية في معظم المديريات.
استمر نزوح المدنيين من القرى الحدودية بين محافظتي لحج وتعز نتيجة المعارك التي تشهدها المنطقة، مصادر قبلية في مديرية المضاربة(رأس العارة) تحدثت عن نزوح ما يقرب من 400 أسرة.
التموين والدعم اللوجستي
• استؤنفت الرحلات الجوية بشكل محدود في مطار عدن الدولي نهاية شهر نوفمبر. • ذكرت السلطات المحلية في جزيرة سقطرى أن 43 طائرة إغاثة قدمت من دول الخليج قد وصلت إلى مطار الجزيرة، كما وصلت سفينة إماراتية تحمل نحو 700 طن متري من مواد الإغاثة والمشتقات النفطية، وتم تسجيل وصول سفينة إغاثة كويتية نهاية شهر نوفمبر. • تعرض ميناء سقطرى لأضرار كبيرة، تسببت في إعاقة إفراغ السفن لشحنات الإغاثة التي وصلت إلى الجزيرة. • وصل إلى المحافظات المتضررة من الإعصارين تشابالا وميغ نحو29 شاحنة تحمل مواد إغاثة مقدمة من منظمات الأممالمتحدة العاملة في القطاعات الإنسانية المختلفة(WHO-UNICEF-IOM-UNFPA-UNHCR). وتسببت الأضرار التي تعرضت لها الطرقات في تأخير وصول بعض مواد الإغاثة، في حين تم توزيع المواد من الشاحنات إلى سيارات أصغر لعبور بعض المناطق.
الجهود الإنسانية والإغاثية:
المياه والإصحاح البيئي والنظافة العامة:
• يواصل العاملون في مؤسسة المياه والصرف الصحي بمحافظة حضرموت جهودهم لإعادة المياه إلى جميع المناطق المتضررة، واستكمال إصلاح ما تبقى من الأضرار التي تعرضت لها شبكة المياه بسبب الإعصارين. • شارك نحو30 مشاركا في دورة تدريبية حول صحة وسلامة مياه الشرب في مدينة المكلا، بدعم مقدم من دولة الكويت.كما تم تنفيذ حملة لكلورة المياه في المدينة وعدد من مديريات الساحل. • نفذت مؤسسة نهد التنموية أربعة مشاريع لضخ المياه عن طريق الطاقة الشمسية في مناطق وادي حضرموت، في مسعى لحل مشكلة النقص الحاد في المشتقات النفطية. • تواصل منظمات دولية ومحلية توفير مياه الشرب للمتضررين من الإعصارين تشابالا وميغ في محافظاتحضرموت، شبوه والمهرة. كما تقوم بتوزيع الحقائب الصحية هناك. • شهدت مدينة الحوطه عاصمة محافظة لحج نقصا حادا في المياه مطلع شهر نوفمبر بعد توقف المضخة الرئيسية عن العمل، وطالبت مؤسسة المياه والصرف الصحي بتوفير مضختين بطاقة إنتاجية 50-60لتر/الثانية لإعادة ضخ المياه، وضمان استمرارية الضخ، وتصل تكلفة المضختين لنحو 20.000.000 (عشرون مليون ريال). • نفذت حملات شعبية لإزالة القمامة والمخلفات من شوارع مدينة الحوطة ، والتي تعاني من وضع بيئي سيء نتيجة لنقص التموين وضعف الدور الذي تقوم به السلطات المحلية هناك.
. الصحة
• وفرت منظمة الصحة العالميةWHO الدواء والمستلزمات الطبية لعشرات المرافق الصحية في محافظاتحضرموت، شبوة والمهرة.بينها 6 مستشفيات رئيسية و18 مستشفى مديرية و34 مركزا صحيا. كم قام صندوق الأممالمتحدة للطفولة UNICEF بالتعاون مع منظمات محلية بتسيير عيادات طبية متنقلة للمتضررين في محافظة حضرموت. • نفذت حملات رش لمكافحة البعوض بتمويل من دولة الكويت في مديريات ساه، الشحر، الريدة،قصيعر،ساه والديس الشرقية بمحافظة حضرموت، واستهدفت مناطق التجمعات المائية التي خلفتها السيول. • أعلنت مؤسسة صلة للتنمية بمحافظة حضرموت عن تقديمها منحة مالية بنحو 74مليون ريال، لشراء الأدوية اللازمة للمركز الوطني للأورام بوادي حضرموت، وستغطي المنحة احتياجات المركز لستة أشهر. • دشنت مكاتب الصحة في محافظاتحضرموت، عدن، الضالع، أبين، لحج والمهرة حملات تحصين ضد شلل الأطفال خلال شهر نوفمبر بدعم من الأممالمتحدة. • أعيد افتتاح مستشفى الجمهورية في عدن بعد توقف استمر نحو8 أشهر، وكان المستشفى قد شهد أعمال صيانة بعد تحرير المدنية بدعم من الهلال الأحمر الإماراتي. الذي قام أيضا بتأهيل مركز الغسيل الكلوي والذي بدأ يستقبل المرضى بعد إعادة تشغيله.
الأمن الغذائي والمعيشة
• وزع مركز الملك سلمان للإغاثة المواد الغذائية لنحو 1000 أسرة في جزيرة سقطرى. كما قامت المنظمات غير الحكومية والسلطات المحلية بتوزيع المواد الغذائية المقدمة من دول الخليج الأخرى(الإمارات، الكويت، قطروعمان). الهلال الأحمر الإماراتي أعلن عن توزيعه نحو 70 ألف سلة غذائية للمتضررين في المحافظات التي ضربها الإعصارين تشابالا وميغ. • وصلت إلى محافظة المهرة 6 قاطرات تحمل مواد غذائية مقدمة من سلطنة عمان للمتضررين من الإعصارين تشابالا وميغ، فيما حملت 6 قاطرات أخرى مواد غير غذائية. • وزع برنامج الغذاء العالمي المواد الغذائية لنحو 20 ألف شخص من المتضررين في محافظتي حضرموت والمهرة بالتعاون مع شركائه من المنظمات المحلية. • قامت المنظمة الدولية للهجرة بتوزيع المواد الغذائية على المتضررين من النزاع المسلح في مديرية مكيراس، والتي لا تزال تشهد أعمالا قتالية منذ أشهر، وتسببت بنزوح المئات من الأسر. • تواصل توزيع المواد الغذائية المقدمة من الهلال الأحمر الإماراتي في محافظاتعدن، لحج، شبوه، أبين والضالع. وأعلن الهلال الأحمر الإماراتي عن تدشين توزيع 45 ألف سلة غذائية في محافظة حضرموت. • استمرار أزمة غاز الطبخ المنزلي في الجنوب وعدن بشكل خاص، وواصلت أسعاره الارتفاع في السوق السوداء التي يتوفر بها بأسعار تزيد على 200% عن الأسعار المعتادة.
. الحماية
• تم تسجيل سقوط قتلى وجرحى نتيجة الألغام خلال شهر نوفمبر في محافظات لحج ، عدنوأبين، ولم تنشر حتى اللحظة أية إحصائيات دقيقة حول أعداد الضحايا الذين يسقطون بسبب الألغام في المحافظات الجنوبية منذ أشهر.
التعليم
• دشن الهلال الأحمر الإماراتي مطلع شهر نوفمبر توزيع 10ألف حقيبة مدرسية في محافظة عدن. • لا يزال آلاف الطلاب غير قادرين على الذهاب إلى مدارسهم في محافظتي لحج والضالع نتيجة للدمار الذي طالها أثناء الحرب ولم تقدم أية حلول لهذه المشكلة حتى اللحظة.
تنسيق جهود الإغاثة
• وصل إلى سلطنة عمان مطلع شهر نوفمبر فريق الأممالمتحدة لتقييم الكوارث والتنسيق (UNDAC)، للمساهمة في تنظيم وتنسيق جهود الإغاثة وتقديم الدعم اللوجستي في إيصال المواد الإغاثية الطارئة من الدول المجاورة إلى المتضررين من الإعصارين تشابالا وميغ. • مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية(OCHA) –مكتب عدن، لا يزال متوقفا عن العمل منذ اندلاع النزاع المسلح نهاية شهر مارس، ويغطي نشاط المكتب جميع محافظات الجنوب، وقد ساهم هذا التوقف في شح المعلومات المتوفرة عن الوضع الإنساني في المحافظات الجنوبية التي يستهدفها نشاط المكتب، كما أثر على تبادل ومشاركة البيانات بين المنظمات الدولية ومنظمات الأممالمتحدة وبقية الجهات الإنسانية العاملة في الجنوب.