نعم يقال ان السلطة الحاكمة في عدن قد خفضت جناح التقريب لفصيل الحراك الجنوبي المتزعم لخيار التحرير والاستقلال واسترسل القوم في ترقب خطوات تلك السلطات الحاملة لمعنى ذاك التقريب في صورة تعيينات منتظرة لفصيل الحراك الجنوبي في مناصب محافظين لمحافظات أبين ولحج وشبوة وحضرموت .. ولكن يقال دائما أن السياسة خبث ولؤم وتدبير وقد اثبت التجربة بطريقة لا تدع مجالا للشك أن طاقم الحراك الجنوبي هو اسذج الطواقم العاملة في حياض سياسة الازمات المنتعشة منذ مدة في الواقع السياسي اليمني الحديث ، فبعد ان امتلئت جيوب السياسة في اليمن بدفعات كبيرة من يوميات السياسة وحوادث التقلبات الدراماتيكية فيها كان الحراك الجنوبي ومسيريه في موقع المتلقي لمفاعيل تلك اليوميات والمعادلات التي تفرضها في رزمة التلاعب باوراق التناقضات الفتية التي تحفل مجريات الحالة السياسية اليمنية كثيرة التشعبات وكثيرة التداخل فيما بينها .. لذلك يتعين على الجنوبيين أن يستفيدوا من حالة الفشل التي لازمتهم كمتلازمة اتصلت بهم وحولتهم في حوادث السياسة اليمنية إلى متأثرين ، لا مؤثرين ، إلى مسرح للتلاعب بورقة الحراك الجنوبي بين حشد من الحيل السياسية اللئمية التي كان الجنوبيين فيها جرحا مستعملا لتصفية الحسابات الخاصة بين افرقاء ازمة فبراير 2011م .. عليهم في هذه المرحلة الدقيقة بالذات أن يتخذوا من سوء الظن منهجا للتعاطي مع محاولات السلطات المريبة في عدن التي تقول المعلومات ان هدفها هو الزج بهم أتون تفسخ سياسي متعدد التركيب ينتظر أن يقودهم إلى نقطة التفكيك التي تبرع هذه السلطات المتخصصة في إدارة مقتضياتها بنجاح فوق المعتاد .. تاتي تلك النوايا المشبوهة تجاه مخطط استدراج رموز الحراك باستغلال نزعة المسئولية التي سيطرت على أولئك مؤخرا في الوقت الذي تدار عليهم في مطابخ الرئاسة أوراق اللعبة القذرة التي تقوم على سياسة ضرب الكل في الكل من خلال خلط الأوراق وانتظار نتيجة التصارع المفتعل بين استراتيجيات القوى المتنافسة "تحت القصر" ، بينما توزع السكاكين بين المتصارعين على قدر الأهداف التكتيكية الموزعة على حصص زمنية متباينة تحمل كل حصة فيها مستوعبا يتسع للؤوس المطلوبة للتصفية كل فترة .. تقول المعلومات شبه المؤكدة أن إعادة إنتاج " صنعاء يناير 2015م " هي المشهد المركب بجزيئيات الصراع الذي تعكف دار الرئاسة بعدن على إنتاجه من جديد لتفكيك مقومات القضية الجنوبية وإلى الأبد ، يراد للحراك الجنوبي أن يبلغ طعم الحوثيين في يناير 2015م ، ولكن ربما في يناير 2016م ؛ لتكون المحصلة تشبه فصول محاولة الاستيلاء على السلطة التي أوقعت الحوثيين في فخ العاصفة مع تغيير بسيط في السيناريو لصالح خلع أضلاع الحراك قبل أن تكتمل له صورة الاستيلاء على قصر معاشيق ومقدرات السلطة التي سينتحر تحت اسوارها هنا .. على الحصيفين من أبناء الجنوب الوطنيين أن يعلموا أن وراء الاكمة ما وراءها بل عليهم واجب الحيطة والتوثب بعد ان رشحت عناوين من بنية الخطة الاجمالية في شكل "تصريحات" من هنا وهناك تتصمن جحد الطابع الجنوبي الوطني للمقاومة الشعبية المسلحة التي تصدت لجموع الحوثيين في عاصمة الجنوب عدن ، وستتصل حلقات المخطط الاثيم في فقرات متوسطة منه الى ان تبلغ مستوى إنشاء مداخل تقاسمية على "حق" التسمي بالمقاومة تتصدر المشهد فيه مطالبات الجماعات المتشددة بحقوق الادراج لتصل الى المطالبة بحق الاستراك في اقتسام الحامل السياسي للبنية الحاكمة في الجنوب باعتبارها شريكا في مشهد النصر الذي تحقق بمساهمتها الفاعلة في التحرير ، ولن تكون حقوق الشراكة هي النهاية في مطالبات تلك الجماعات بل للأسف لن تكون إلا غطاء ومبرر لأحداث تصادم دامي يستنزف الحراك الجنوبي ويتم ستره بعناوين سياسية مضللة تتضمن التبرير الأخلاقي لهذا الاستهداف تحت مظلة التصارعات البينية على حق الشراكة في السلطة .. بالإضافة إلى ما تخلعه تلك المزاحمات المصطنعة من وصف مشين لمضمون القضية الجنوبية حيث ستتحول بترسيخ هذا التنافس إلى معنى الغنيمة بدلا من وصفها الحقيقي كقضية وطنية مركزية تلتف عليها الجماهير الجنوبية قاطبة دون استثناء .. على الجنوبيين ان يدركوا أن الشر المخبوء لهم قد أصبح اكبر من الاكمة التي اريد له أن يستتر بما تخفيه ويستطيع العقلاء من الجنوبيين الشرفاء ممن تجنبوا درن الاتساخ بوعود سلطة المبادرة الخليجية ، يستطيعوا الان أن يروا رأس جبل الثلج من بنية الخدعة التي تنصب للقضية الجنوبية بتذويب حاملها الساسي الاساسي والشرعي وعليهم وفقا لذلك ان يستنيروا من واقع معرفتهم تلك خطوات الوقاية اللازمة من هذا المخطط الاثيم بإجراء المراجعات العقلانية على استراتيجية الحراك فيما يخص مرحلة ما بعد التحرير ويتكئوا على ما تفرزه تلك المراجعات لبناء استراتيحية الرد ويكونوا في مستوى التخطيط الذي يدبر عليهم مع الاعتراف بتقدم مستوى الخبرة في الدوائر التي تكيد لهم وهي التي تملك سجلا حافلا في خفايا التدمير الذي لطالما نجحت فيه ومزقت به كثير من القوى الشعبية والمجتمعية والسياسية التي وقفت في طريق غريزتها التي لا تنضب في حب البقاء على هرم السلطة .. ان شق تجاويف الحراك الجنوبي من الداخل أصبح جزءا مرئيا وهدفا واضحا للنوايا المتأبطة شرا بمقدرات الحراك الجنوبي الشعبية والتنظيمية والقيادية بعد أن دلت قرارات التعيين الأخيرة أن استهداف الحراك يتضمن الوقيعة بين المجلس الثوري للحراك السلمي والهيئة الوطنية المؤقتة للتحرير والاستقلال حيث يتضمن المخطط خلق استقطاب حاد بين المكونيين يصنع بجاذبية السلطة فوارق يصعب ردمها بعد أن تتحول الخلافات بينهما على الجماهيرية والمسيرات والخطب إلى خلافات جادة على حقوق ومزايا ملموسة تقوم على أرضية سلطة وتعيينات ومناصب .. وقريبا من مخطط التفتيت من الداخل تجري المساعي والخطط لتكوين شكل الجبهة الخارجية التي ستتكون قوى جنوبية صاعدة كالسلفيين على سبيل المثال إضافة إلى قوى جنوبية تقليدية ترتهن لقياداتها في الشمال وتعتاش على خيار الوحدة كبقايا المؤتمر ووحزب الإصلاح إضافة إلى الإسلاميين الراديكاليين الذين تتقاطع مصالحهم مع مخطط افشال الحراك الجنوبي في نقاط ترتبط بايدلوجيتها كمشروع أممي يتجاوز مفهوم الوطن ويتجاوز الحدود الجغرافية ، كل هؤلاء يتجمعون في تحالف حربي تحت مظلة الشرعية التي تعيش على الأزمات وتحيا في ظروف سياسية يصارع فيها الكل ضد الكل .. ولكن ماذا عن خيارات الصراع المتاحة بيد الحراك الجنوبي ؟ واين تكمن التعادلات الميدانية التي قد تتسنى من حليف مقترح يمكن ان يساهم في ترجيح كفة التوازن في هذا التكالب المتقن ضد الحراك الجنوبي وضد القضية الحنوبية ؟ ،،،