ماذا بقي لحكومة خالد بحاح لتقدم استقالتها وتذهب بعد ان لازمها الفشل منذ تشكيلها بالاتفاق مع الحوثيين بعد ما اسمي اتفاق السلم والشراكة قبل الانقلاب على هادي في 21 سبتمبر. هذا ليس الا نتيجة حتمية لعدم قدرة هذه الحكومة على التعامل مع الاحداث منذ اندلاع الحرب وعودة بحاح والحكومة للعمل من الرياض فشلت هذه الحكومة في عديد أمور ويكفي ان نذكر هنا أهمها وهو فشلها في إدارة الملف الانساني والاغاثي منذ بداية الحرب بل ورافق لجنة اغاثتهم اللا وطنية الكثير من جوانب الفساد والاتجار بالام ومعاناة الناس, وما زال الجميع يتذكر كيف لم تستطيع هذه الحكومة تمرير باخرة اغاثة واحدة الى عدن في فترة حصارها من قبل الحوثيون وقوات المخلوع وكذلك اليوم في فشل هذه الحكومة في ادارة الوضع الانساني في تعز.
فشلت بعد التحرير في انجاز اي عمل في عدن والمناطق المحررة ولم يشعر الناس في تلك المناطق بوجودها بعد ان امطرت الناس بالتصريحات والقفشات الاعلامية التي اظهرت الايام انها مجرد فرقعات لا تصل الا الى آذان مريدي منافع هذه الحكومة.
كما هرب بحاح وحكومته عند اول مواجهة امنية بعد تفجير فندق القصر وتناسوا ان ملايين المواطنين الذي يتبوأ هؤلاء الوزراء في الحكومة ورئيسها مناصبهم باسمهم يعيشون ليل نهار تحت قصف العدو وظلوا صامدين , اما حكومة بحاح فكأن تفجير فندق القصر جاء هدية كي يبرر لها الهروب و البقاء في الخارج وهي التي لم تعد الى عدن حتى الان وظل اعضاؤها في فنادقهم لا يقومون بشيء الا تقديم تصريح مكتوب من تحت الحفتهم من حين لآخر ليذكروا الناس انهم موجودين.
في اعتقادي أن الامر الذي افسد سلوكيات بحاح كمسؤول وجعله في واقع الامر لا يعرف حدود عمله ولا من اين يبدأ العمل بالاضافة الى ضعف قدراته الشخصية المحدودة التي اثبتتها الايام هو الوهم الذي يعيش فيه منذ عودته لممارسة عمله كرئيس للوزراء وهو انه ينتظر المنصب الاكبر وهو رئيس الدولة الذي أوهمه بعض اطراف حلفاء هادي من اليمنيين ( الشمالين) او أوعزوا له انه هو اختيارهم ليكون رئيسا و اعتقاده ان عفاش والحوثيون كذلك لن يمانعوا بشغله لهذا المنصب ,وهو الذي جاء برضاهم كما سبق وذكرنا ولن يقفوا ضده, فقد اعتقد ان هذا يؤهله ليصبح رئيسا مؤقتا بدلا من هادي متناسيا ان هادي بقي رئيسا ليس لكفاءته وحنكته السياسية و انما كونه اصبح بمثابة الدجاجة التي باضت ذهبا لدول الاقليم لكي تعمل على انهاء مشكلة التوسع الايراني في المنطقة تحت شرعية هادي التي منحها له اليمنيون (الشماليون) كون هادي يمتلك هذه الشرعية التي سمحت له بطلب تدخل دول التحالف العربي المشروع والمدعوم بقرار دولي , وشرعية هادي ما منحتها له انتخابات او استفتاء ما بعد انتفاضة 2011 التي لم نكن نحن في الجنوب بغالبيته معها .
إن من يوهمون خالد بحاج بأنه القائد ( المهدي ) المنتظر للمرحلة القادمة يعلمون في قرارة انفسهم بل سوف يصرون و يمنعون هذه المرة على ان صنعاء لن يحكمها جنوبي بعد اليوم .