المرحوم / أحمد الخضر لجدل من مواليد منطقة قاع حبيبات عام 1930م ,و يعتبر رمز من رموز أسرة ال لجدل له مكانته العليا في قلوب الأسرة وله المحبة من أبناء منطقته ومناطق العين خاصة ومنطقه لودر عامة. عاش المرحوم / أحمد الخضر لجدل فترة حياته متنقلاَ في المناطق راعياَ للأغنام كما عاش معظم حياته يرفع صوت الأذان كل يوم. وذلك من خلال مسجد منطقته لمدة 35 عام حتى توفاه الله عزوجل . كان المرحوم / احمد الخضر لجدل يرفع أذان الصلوات المكتوبة في منطقته ، حيث يبعد مقر اقامته عن المسجد , و لتجشمه ومشقته بهذه الطريقة يسعى من خلالها لرفع الآذان للصلوات الخمس . كما يعد المرحوم / أحمد الخضر لجدل ، من أشهر المؤذنين في مناطق لودر ، كما يعتبر اطولهم مدة قضاها في أداء هذه المهمة ، حيث ظل حوالي 35 عاما يؤدي مهمة الاذان متنقلاَ بين المساجد ، وقد اشتهر المرحوم / احمد الخضر لجدل بصوته المميز، ولعل لحظات الإفطار في رمضان طوال العقود الماضية، تحمل ذكرى مع هذا المؤذن، حيث كان سكان مناطق " قاع " بلودر التي توافق مدينة عدن في توقيتها تفطر على صوت اذانه، بسماع صوته مباشرة ، حيث ينقل الاذان من عبر مكبرات الصوت . كما كان الناس في العقود الماضية يضبطون ساعاتهم على اذان المرحوم / احمد الخضر لجدل عندما كان التوقيت الغروبي هو المعمول به، حيث يؤذن المغرب الساعة 12، ليبدأ حاملو الساعات في جيوبهم ومعاصمهم، ثم يستعينون بها في إدارة مؤشر عقارب الساعة إلى الاتجاه المعاكس بسرعة بعد اربع وعشرين ساعة من الحركة ليعود الزنبرك بالدوران في الاتجاه المعاكس، حيث كان تشغيل الساعات في ذلك الوقت يتم بهذه الطريقة، إذ لا وجود للبطاريات التي تحرك الساعة وتشغلها. وقد غيب الموت المرحوم/ أحمد الخضر لجدل عن تكملة مشواره مع الاذان في المساجد ,وقد ارتبط صوت المرحوم / "لجدل " بصوت دقات ساعة الذي كان يسمع صوته في أرجاء مناطق القاع والقرى المجاورة لها، حيث لم يعد يسمع صوت المؤذن أو صوت دقات الساعة، نظراً لاتساع مساحة المناطق .. ومن خلال تعلقه بالاذان في المسجد وسماع صوته لمناداة الناس للصلاة يذكر ان المرحوم / أحمد الخضر لجدل قبل توفر اجهزة مكبرات الصوت كان الاذان في المساجد يعتمد على صعود بجوار المآذن لرفع الاذان في كل صلاة فيما ترفع الاقامة من جوار الامام. وكان مستمراَ بالطلوع والنزول للماذنة لأذان الصلوات الخمس ذكريات من حياته : منذ أن بدأنا نسترجل بالصيام.. لننعتق من وحل الطفولة التي طالت إ بهاء الفحولة التي طال انتظارها، منذ ذلك الحين الانتقالي ونحن نراكم الأسئلة الرمضانية فوق بعضها أمام والدينا منذ بداية الإمساك حتى نهاية الانساك. كنا نسأل: يا باه، نسيت أني صائم وشربت! يا باه , نسيت أني صائم وأكلت! ياماه، نسيت أني صائم وذقت التمر! ياماه، نسيت أني صائم وذقت اللقيمات! ياباه متى يؤذن المغرب؟ ياماه، كم بقي على أذان المغرب؟! كانت مناسك الصوم تبدأ عندما يؤذن مسجد منطقتنا، وتنتهي عندما يؤذن ( المرحوم / احمد الخضر لجدل) ولذلك فقد ارتبط في أذهاننا الطفولية صوت المرحوم / لجدل بأنه صوت الخلاص من عناء الجوع وعناء العطش، صوت يجعلنا نشعر بأننا ارتوينا قبل أن نشرب وشبعنا قبل أن نأكل. هكذا أحببنا.. صغارا.. المرحوم / احمد الخضر لجدل بكل براءة. ثم أحببناه.. كبارا.. بكل قناعه. لأنه رجل نذر نفسه مناديا الناس إلى فعل الخير. ونذر صوته مجلجلا بالأذان إلى الآذان.. ونذر حياته وقفا اماذن المساجد ..هذه نكهة المرحوم / "لجدل " الذي اعياه الهرم وضعف بصره وخف نشاط الحركة ،ولم تذهب نكهته! داهم جسده الهرم والشيخوخة ، لكن أبى أن يهرم صوته ,.فما أقسى أن يغيب الموت عنا رجل بهذا الموقع من. ما أقسى أن تتلاشى قيمه القيم أمام تهافت التوافه! وما أجمل أن يأتي الوفاء بعد الصد.. والالتفاتة إليه بعد الالتفاتة عنه! ثم.. ما أجمل أن يكون للمرحوم / المؤذن احمد لجدل ولمئذنته المعشوقة حيز وحضور في أذهاننا وحياتنا ..