الجميع يدرك جيدا ان شعب الجنوب استبسل لإفشال الانتخابات اليمنية ومنع إقامتها على ارض الجنوب الطاهرة ورفض الحوار اليمني وعبر عن رفضه بمليونيات عظيمة شاهدها القاصي والداني وقدم في ذلك دماء الآلاف من الابطال . ولهذا فإن الكثير من أبناء الجنوب يؤمن بأن مشاركة الحراك والمقاومة بالسلطة جريمة بحق شعب الجنوب وشهدائه الأبرار. وفي حالة ان البعض يقول يجب أن نسيطر على الأرض فهذا صحيح ولكن دون أن نذوب الحراك والمقاومة في سلطة الاحتلال اليمني. فمن الممكن أن يرشح الحراك أشخاص موثوق بهم ليتسلموا سلطة المحافظات المحررة ويكون ولاء هؤلاء الأشخاص للجنوب حتى وإن انخرطوا ضمن السلطة اليمنية ويبقى الشارع الجنوبي بيد المقاومة والحراك الجنوبي. أما أن يهرول رموز الثورة والمقاومة التحررية ليكونوا هم بأنفسهم جزء من السلطة فهذا إجرام بحق الوطن، مع احترامي وثقتي الكبيرة بالقيادات الجنوبية إلا أنني اعتبر المشاركة في سلطة الاحتلال استهداف لهم وللقضية الوطنية الجنوبية العظيمة التي ناضلوا وضحوا في سبيلها منذ سنوات طويلة. لقد كان هناك تعاون بين ثوار أكتوبر وبين الجنوبيين العاملين في جيش الاحتلال البريطاني وكانوا يقدمون الكثير من المساعدات للقيادة الثورية ولكن لم يحدث مطلقا أن شارك واحدا من أبطال الثورة أو قياداتها في جيش الاحتلال أو أمنه أو سلطته المحلية. ظل الثوار ثوار حتى خرج المحتل البريطاني. أما أن يتحول قيادات الحراك إلى موظفين عند هادي وتحت الراية اليمنية ووفق دستور الوحدة فهذا أكبر وأخطر التفاف على الجنوب وشعب الجنوب. ازدواجية عقيمة .. مناضلين ضد محتل وهم جزء من شرعيته. إنها مخاتلة لم تشهدها ثورة ولم يتجرأ على فعلها ثوار. الصمت والتطبيل والترويج لمثل هذه الظواهر سيؤدي إلى تكرارها وسيصل بنا الحال ان نرى كل القيادات الجنوبية تحت راية الوحدة وفي ملعب واحد مع عبدربه منصور وعلي محسن الأحمر وسلامتكم.