إن البقاء في القمة أصعب من الوصول إليها.. وهناك أمور يجب أخذها دوما في الحسبان.. والتخطيط لما هو أبعد من المأمول.. وتوقع أسوأ الإحتمالات خاصة في الحروب والكوارث.. فمداها التدميري قد يتجاوز حدود العقل والتفكير .. وكل الإحتمالات مفتوحة على مصراعيها مهما كانت في نظر البعض لا تتجاوز مساحة معينة.. أو زمن محدود.. لذلك يجب أخذ كافة التدابير والإحتياطات اللازمة لتفادي إتساع رقعتها.. وتطاول بعدها الزمني بإذن الله بما نملكه من وسائل وإمكانيات متاحة.. وألا ندخر جهدا في سبيل تحقيق ذلك وبكل ما أوتينا من قوة.. للمحافظة بإذن الله تعالى على حياتنا وحياة الآخرين وتوفير الحياة الكريمة للجميع على حد سواء.. وحين تضع الحرب أوزارها علينا أن لا نبالغ في أفراحنا.. وتسرقنا مظاهر النصر.. فننسى ما ينتظرنا من إجراءات إحترازية.. ومهام شاقة لفرض الأمن والسكينة وإستئصال شأفة المجرمين والعابثين.. وإحباط مؤامرات المرتزقة.. ومخططاتهم.. ووأدها في مهدها وإنزال الجزاء الرادع بلا هوادة.. ليكونوا عبرة لغيرهم.. فالقادم أدهى وأمر وكل الإحتمالات مفتوحة على مصراعيها. واليوم يتنامى إلى أسماعنا قرب بدء الهجوم لتحرير العاصمة المحتلةصنعاء علينا أن ندرك أن البقاء فيها أصعب من الوصول إليها.. فهي عصية على مدى التاريخ على القادمين من خارج أسوارها .. وهي لاتنحني بسهولة للخاطبين ودها .. تستمد شموخها من شموخ الرواسي التي تحملها لتعانق السحاب.. وعلى أعتاب صنعاء ينتظر الدولة والتحالف الكثير من العمل والجهد والفكر والتخطيط والبذل والعطاء.. فدخول صنعاء ليس نهاية المطاف حتى وإن وضعت الحرب أوزارها.. فلابد من التخطيط لما بعد السيطرة ونهاية الحرب.. فصنعاء إلى جانب جغرافيتها المعقدة نعرف أن سكانها يتلونون على حسب الظروف التي تحيط بهم.. لذلك لا تعرف حقيقة انتمائهم.. ولا يمكن الوثوق بهم.. خصوصا عندما تكون الحرب موجهة إلى أرضهم.. وتستهدف وجودهم وكيانهم.. كما روج لذلك إعلام المخلوع وبكل ما أوتي من إمكانيات وعمل على إقناعهم بأنها حرب طائفية.. تهدد عقيدتهم ووجودهم.. فقد استطاع إستمالة الكثير من زعمائهم وكبرائهم وذوي المال منهم والجاه وفي كثير من المحافظات في اليمن إلى صفه وبالتالي سيكون على هؤلاء الزعماء واجب تجييش أفراد قبائلهم إلى جانبه.. من باب هل جزاء الإحسان إلا الإحسان.. ولإرتباط مصالحهم الشخصية ببقاء المخلوع.. وزواله يعني نهاية كل شيء بالنسبة لهم. استطاع إعلام المخلوع على إقناع بعض السذج من الناس على أن هذه الحرب تستهدف الوطن وبنيته التحتية.. وحينما تصل الحرب إلى أطراف صنعاء ستتحول الحرب في نظرهم إلى حرب طائفية.. ولا بد من النفير.. لمواجهة العدو والتضحية بالنفس والمال في سبيل صد العدوان.. فعلى الإعلام الحربي في دول التحالف.. والإعلام اليمني المحسوب على الشرعية.. أن يقوم بجهد مضاعف.. ودور كبير.. في بيان أهداف الحرب وحقيقتها.. وتعرية الإعلام العفاشي.. الذي يزور الحقائق ويضلل الشعب.. ليقف في صفه ويدافع عنه، لذلك عليه أن ينزع تلك الأفكار السوداوية.. التي استطاع إعلام المضاد بخبثه الإعلامي أن يزرعها في العقول عن حقيقة الحرب وأهدافها.. وأن يوصل الحقيقة كاملة بكل تفاصيلها، ومن خلال الخطاب الإعلامي النزيه والصادق والبعيد عن إظهار العداء لأي محافظة أو فئة مهما كان تصنيفها المذهبي أو العرقي أو المناطقي. ولأن أغلب المحافظات التي تم تحريرها تعاني من ويلات الحرب.. والاغتيالات والتفجيرات وتصفية الحسابات.. لذلك فإن الاجتهاد في السيطرة التامة على تلك المحافظات.. وبث الأمن والسكون فيها.. والضرب بيد من حديد على يد المجرمين والمخربين.. الذين يسعون لتعكير صفو الأمن وإرهاب الناس.. ووضع الحلول الناجعة والسريعة لحل المشاكل وتخفيف معاناة المواطنين '.. والوقوف بكل صدق على آلامهم وأحلامهم وغسل النفوس مما أصابها من هلع وترويع.. لهو عامل كبير لطمأنة الناس في المحافظات التي مازالت تحت الاحتلال وتحفيزهم لمقاومة المحتل وإعلان الولاء للشرعية ودعمها لأنهم في نهاية الأمر ينشدون الأمن والسلام والحياة الكريمة.. ولنا في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة فقد كانت أخلاقهم الحميدة وحسن تعاملهم مع شعوب البلدان التي فتحوها أكبر الأثر بعد فضل الله في دخول تلك الشعوب في الإسلام وسهولة فتح تلك البلدان. كذلك لابد من الإبتعاد عن التعصب الديني والعرقي والمناطقي لتأليف القلوب بإذن الله.. واندماج المجتمع بكل طوائفه وصهره في بوتقة واحدة.. لينهض بالوطن والمواطن من جديد.. بعيدا عن أحقاد الماضي وثارات الجاهلية.. والتصدي لمن يحاولون إثارتها وتصديرها. إقناع المقاومة بعدالة قضيتهم.. وتعزيز الإنتماء الوطني بعيدا عن المصالح الشخصية وتصفية الحسابات لتستند على قاعدة صلبة وجيش مخلص لوطنه يقدم التضحيات ويدافع عن مقدراته وترابه بكل ما أوتي من قوة.. أما تركهم بلا دراية ولا معرفة لأهدافهم والزج بالمرتزقة في معركة كسر العظم فذلك إنتحار جماعي ونسف للجهود.. على الجنوبيين أن يدركوا أن بقاء صنعاء حبيسة بيد مرتزقة إيران وزبانية المخلوع كالرقص مع الذئاب.. والشجاعة والحماس لاتكفي لتحقيق النصر.. ففي يدي عفاش ومن معه القوة والمال والخبث الفكري والتجربة السياسية. على الدولة الشرعية ودول التحالف أن تدرك أن القوة والتدمير والتقدم في الجبهات ليست كافية لتحقيق النصر إذا لم يكن هناك فكر وتخطيط وإدارة و عمل دؤوب من كافة قطاعات الدولة والتخطيط لما بعد النصر .. وتوقع المشاكل المحتملة.. وتوقع الأسوأ دائما.. وطرح الحلول الناجعة في أسوأ الظروف وأن يكون لها تصوراتها ورؤاها المستقبلية والبحث عن مصادر للدخل بعيدا عن المساعدات الخارجية ليكون العمل تكامليا وشاملا وبالتالي يكون الخروج من الأزمة بأقصى سرعة ممكنة وبأفضل النتائج.