نحن مع روح التصالح والتسامح والسلام والمحبة والتعاون ونحن في هذه المناسبة الوطنية والإنسانية المتميزة علينا إن نفكر جيدا ونتدبر أمر أنفسنا وكيفية بلورة روح هذه المناسبة وهل البلد يحتاج فعلاً إلى مليونيات للاحتفال والرقص وإلقاء الخطب أم يحتاج إلى وحدة الصف وإلى تفعيل مقدرات الشعب في تحقيق الأمن والاستقرار وتطهير البلد من ادران التطرف والإرهاب بكل أشكالهما والوانهما والعمل على استكمال تحرير بقية مناطق الجنوب وقيام تحالف وطني لا يستثني أحد نحو مواجهة التحديات القادمة والراحة المعرقلة لإستعادة الجنوب . الشعب يحتاج إلى مليونية واقعية تتجاوز مرحلة الشعارات إلى مرحلة الفعل الحقيقي في تثبيت أقدام الحلم والطموح الجنوبي . مليونية يناير 2016م ينبغي إن تسعى لتوزيع المهام والجهود الجنوبية للدفاع عن عدن وحمايتها لما تشكله عدن من أهمية تاريخية وسياسية ومدنية وهوية وطنية للجنوب هذا على ما اعتقد يتطلع إليه المواطن البسيط فامن عدن أولوية لا مفر منها وغير ذلك فإنما يحاول قراءة الواقع بالمقلوب . لا مليونية إلا مليونية الأمن والإستقرار لعدن وإلا فاعذرونا لو قلنا إننا كجنوبين لا نجيد العمل السياسي ولا نجيد طرق ووسائل إستعادة الوطن .. وعلينا أن نجعل هذه المليونية انتصارا لدماء الشهداء ونضالات كل أفراد الشعب فالكل قاوم والمقاومة للدفاع عن الوطن ليست منه أو مكرمة بل هو واجب على كل مواطن يختار شكل النضال الذي يناسبه ويكفي الإستخدام السيئ لمعنى ومفهوم المقاومة التي نجدها اليوم أمام إمتحان صعب وتحديات معقدة في مواجهة الاختلالات الأمنية والسياسية والإدارية في عدن وغيرها من مدن الجنوب . إن صحوة الشارع الجنوبي اليوم تستوجب من الجميع تغيير أشكال المقاومة والنضال ولا مجال المزايدات والانتهازية التي اضرت الجنوب كثيراً كما إنه لا مجال لانتهاج لغة الإقصاء والتهميش والتخوين ونتمنى أن نضيف عنوان فرعي للمليونية وهي تفعيل وسائل إعلام عدن . لقد برعت صنعاء في تجهيل الجنوب وشيطنته وهذا أمر ليس بالهين عندما نجتهد في التخلص من هذه الموبقات وغيرها حتى نؤسس لجنوب جديد خالي من الجهل والإرهاب والفوضى وكل هذا لن يتم من دون وحدة الصف وتأمين عدن أولا وأخيراً.