الكلُّ يعلمُ ما يمرُّ به التعليمُ في مديرية سبّاح من حالٍ يُرثى له ومآسٍ يندى لها الجبين ونعلمُ ما يطال مستقبلَ أبنائنا من تدميرٍ ممنهج وإفسادٍ متعمّد يستهدفُ إبقاءَ شباب المديرية في ظلامٍ وجهل غير مستشعرين ما يقوم به الفاسدون من تدمير للقيم والأخلاق بغيةَ بقائهم في مناصبهم للاسترزاق والفيد . ومعروفٌ أن منصبَ مدير التربية قد فُرض لشخص غير مؤهلٍ وغير كفؤ لحمل هذه المهمة وتحملّ أمانتها ومسؤولياتها باعتبارها تمسُّ مستقبل جيل بأكمله ، علاوة على ذلك أن هذا المدير فاسدٌ من الطراز الأول جيئ به إلى هذا المنصب الحسّاس لأنه من بقايا النظام الساقط وأحدُ "طراطير" الإصلاح الذين يخدمون أسيادَهم في صنعاء وينفذون مخطاطاتِهم على أرض الجنوب ومنها سبّاحُ الأبية ، فقد عاث هذا المسؤول في مدارسِ المديريةِ فساداً جرّاء الرشاوي والأتاوات التي يفرضُها على الطلاب سيما طلاب الصفين الثالث ثانوي وتاسع ، وجراء المبالغ التي يستقطعها من مرتباتِ معلمين يسهّل لهم المدير الصلاحي التغيّبَ عن العمل وآخرين مفرقين ومنقولين إلى خارج المديرية ، فحوّلَ بذلك المدارس والطلاب إلى مصدرٍ للتكسّب الشخصي وجمع المال ضارباً بالتعليم ومستقبل أولاد الناس عرض الحائط . ولعل آخرَ ما شرفنا به هذا المسخ الشيطاني من فسادٍ هو اختلاس مرتبات نحو خمسين معلما متعاقداً على حساب مؤسسة العيسىائي سجّلهم الصلاحي على حساب المديرية لكنه لم يستدعِهم للعمل بغية الاستيلاء على مرتباتهم ، وهو ما حدث فعلا إذ أخلتس الصلاحي مرتباتِهم التي تبلغُ ستين ألف ريال لكلِّ معلم . آبائي وإخواني في مديرية سبّاح .. أن مستقبلَ أبنائكم في خطر ، وإن مدارسكم ستُحول إلى مراقصَ وشاليهاتٍ وفنادقَ يجنى إيجاراتِها مديرُ التربية إن طال سكوتُكم عن هذه الأعمال المشينة .. حقاً إن أولادَكم وفلذاتِ أكبادكم على شفا جرفٍ هار جرّاء كهذا ممارسات وكهذا حقارة ونذالة من أناسٍ لا يُفترض أن يؤتمنوا على براءة أطفال وعنفوان شباب وطهارة شابات . إخواني الأهالي وأولياء الأمور والشخصيات الاجتماعية والمهتمن والحريصين على هذه المديرية الواعدة .. إن الوضعَ جد خطير أيما خطورة تتطلبُ التعجيلَ بالوقوف إزائها وكبح جماح هذا المدير ومعاونيه وأقرانه من الفاسدين في التربية . واللهِ إننا ما كنا لنكتب بهذه اللغةِ الحارة وهذه الحدةِ في الطرح وبهذه الألفاظ المُرّة التي نصوغها ضد مسؤول هو أساسا من أبناء جلدتنا ، لكن حرقةَ الوضعِ وحرارةَ الألم التي تعتصرُ قلوبنا على مستقبل أولادنا هي التي جعلتنا نتجرّدُ من العواطف ونقولُ رأينا بكلِ صراحةٍ وجراءة وشجاعة في شخصِ بات داءً أخطر من السرطان وأبشعَ من الإيدز والطاعون انتشارا وفتكا .