تلقت قوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وميليشيات الحوثي خلال ال24 ساعة الماضية ضربات موجعة من مقاتلي المقاومة الشعبية والجيش الوطني الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي في محافظاتمأربوالجوفوحجة. وأكدت مصادر قبلية في الجوف ل»السياسة» أن مقاتلي المقاومة والجيش الوطني تمكنوا أمس، من استعادة السيطرة على مناطق عدة الجوف بما فيها مدينة الحزم عاصمة المحافظة، حيث تمركزوا في المجمع الحكومي وإدارة الأمن ومعسكر اللواء 115 مدرع وجميع الدوائر الحكومية الأخرى في المدينة بعد معارك محدودة مع الميليشيات الحوثية سقط فيها 15 قتيلا من الجانبين ووقع آخرون من الميليشيات في الأسر، في حين انسحب من تبقى منهم من المدينة ومواقع أخرى في محيطها. وأضافت المصادر إن المقاومة وقوات الجيش الوطني دخلت الحزم بعد أن سيطرت على معسكر اللبنات ومناطق القراين وجبال الأقشع وموقع الفريدة ومناطق جبال عدوان ومناطق أم الجنع والخسف وقرية آل مروان رغوان، بالتزامن مع فرار جماعي لمسلحي الحوثي من هذه المناطق ومن مواقعهم العسكرية التي كانوا يتمركزون فيها مخلفين وراءهم كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر التي اعتنمتها المقاومة والجيش الوطني. وجاءت سيطرة المقاومة على محافظة الجوف غداة سيطرة مقاتلي المقاومة والجيش الوطني في محافظة مأرب على معسكر ماس بمنطقة الجدعان ووادي حلحلة ومفرق الجوف وأسر نحو 50 من الميليشيات، ثم تقدموا صوب منطقة فرضة نهم القريبة من صنعاء من جهة الشمال. كما ذكرت مصادر عسكرية أن القوات التابعة للرئيس هادي مدعومة من التحالف العربي، سيطرت أول من أمس على مدينة حرض التابعة لمحافظة حجة شمال غرب البلاد في عملية انطلقت من الاراضي السعودية. وفي تطور ميداني آخر، أعلنت قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، في بيان، أمس، عن رصدها صاروخين بالستيين تم إطلاقهما من الأراضي اليمنية باتجاه السعودية، سقط الأول بعد اعتراضه من قبل قوات الدفاع الجوي داخل الأراضي اليمنية قرب مأرب، فيما سقط الثاني في منطقة صحراوية شرق مدينة نجران. وأكدت قيادة التحالف «أنها في وقت تحرص على إنجاح مفاوضات جنيف ودعم مساعي الحكومة الشرعية لإيجاد حل سلمي للقضية اليمنية لن تلتزم بالهدنة طويلاً في ظل هذا التهديد لأراضي المملكة وسترد لوقف عبثية الميليشيات الحوثية والعناصر الموالية لها من قوات المخلوع صالح». ودعت المجتمع الدولي إلى الحذر مما تقوم به الميليشيات الحوثية وقوات صالح من تهديد لأمن واستقرار المنطقة والعمل على فرض إرادة المجتمع الدولي عليهم، لأن أفعالهم تدل على عدم جديتهم في التقيد بالهدنة الحالية وإنجاح المفاوضات. على صعيد متصل، قدرت مصادر محلية في محافظة تعز ل»السياسة» عدد القتلى والجرحى من المقاومة وميليشيات صالح والحوثي في المعارك الجارية بينهما منذ سريان الهدنة الثلاثاء الماضي وحتى أمس ب150 قتيلا وجريحا، إضافة إلى مقتل 11 مدنيا وإصابة 33 آخرين. وذكرت المصادر أن المعارك تواصلت بين الجانبين في معظم جبهات القتال وخصوصاً مناطق الضباب والجامعة وثعبات والجحملية والأربعين والحصب والراهدة واليوسفيين والقبيطة والدائرتين 61 و62، بالإضافة إلى منطقة الشريجة بمحافظة لحج. من جانب آخر، قرر رجال القبائل في المقاومة الجنوبية بمحافظة شبوة شرق اليمن مساندة اللواء 19 مشاة الآتي من منطقة العبر بمحافظة حضرموت في معركة تحرير مديرية بيحان بمحافظة شبوة من قوات صالح وميليشيات الحوثي. وقال مصدر قبلي ل»السياسة» إن نحو 200 من زعماء القبائل وأفرادها اجتمعوا أول من أمس، بمنطقة عميرة في مديرية عسيلان وقرروا حشد رجال القبائل في شبوة لمساندة اللواء 19 مشاة الذي وصلت خمس كتائب منه إلى منطقة عسيلان في المعركة المرتقبة التي يعد لها اللواء لتحرير بيحان من الميليشيات. في سياق آخر، أحبطت أجهزة الأمن بمحافظة شبوة أول من أمس محاولة لتفجير عبوة ناسفة زرعت أمام البوابة الرئيسة لمنزل محافظ شبوة عبدالله علي النسي بمدينة عتق عاصمة المحافظة. وفي سويسرا تواصل تغيب وفد الحوثي-صالح عن قاعة محادثات السلام مع الوفد حكومة هادي. ونقل موقع «العربية نت» الإلكتروني عن مصدر مطلع قوله إن «وفد الحوثي-صالح اختفى من المشاورات بسويسرا معللاً ذلك بالاعتراض على صيغة بيان انقاذ تعز وبالتطورات الميدانية على الأرض». ولفت إلى أن النقاش احتدم بين وفد الحوثي-صالح من جهة، ووفد الأممالمتحدة من جهة أخرى، على خلفية اتهام الوفد الحوثي للأمم المتحدة بالتواطؤ واتهام المجتمع الدولي بالانحياز. وأوضح المصدر أن بعض أعضاء وفد الحوثي-صالح تطاولوا على الجانب الأممي، وأن عضو الوفد مهدي المشاط مدير مكتب عبدالملك الحوثي هدد فريق الأممالمتحدة وتطاول على الحاضرين. وفي وقت سابق، قال مصدر مطلع إن خلافات تشق صفوف وفد الحوثي وصالح لأن كليهما يصر على التحدث كوفد منفصل عن الآخر.