انتهت الحرب في المحافظات الجنوبية بمرارتها ومآسيها واحزانها....! ووارينا شهدائنا الابرار الذين رووا بدمائهم الزكية والطاهرة تربة هذا الوطن الغالي... وجرحانا شفاهم الله ،منهم من تماثل للشفاء ومنهم من لايزال يعاني الم الجراح والم الإهمال...! وانصرف الجميع ليمارسوا حياتهم الطبيعية...! وفي خضم مشاغل الحياة وهمومها ،لم نعد نتذكر من نذروا انفسهم ووقتهم لخدمة الآخرين.. الاستاذ/ مسعود احمد علي البوشل من ابناء مديرية مودية محافظة ابين واحداً من الذين يعملون بصمت وبعيداً عن الرياء وضجيج الاعلام..! فأثناء الحرب ،اخذ زمام المبادرة وبجهده الذاتي ،وحزم امتعته وودع اسرته واطفاله ليتجه صوب نقطة الحدود السعودية اليمنية بمنطقة شرورة، ليعمل متطوعاً لخدمة الجرحى الواصلين من مختلف مناطق وجبهات القتال ، ليستقبلهم ويعمل على استكمال اجراءات سفرهم لتلقي العلاج في السعودية... انه الجندي المجهول الذي اقدم على هذا العمل الانساني لعله يساعد في انقاذ جريح لاتربطه به سابق معرفة ولا روابط اسرية...!! سوى رابطة الدفاع عن العرض والارض... ليبتغي ثواب الله ومرضاته، وخدمة بلده واهله... واتمثل فيه حديث رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: (ان خير عباد الله الذين اذا غابوا لم يفتقدوا واذا حضروا لم يفطن لهم، يخرجون من كل غبراء مظلمة) انه المقاوم البطل (البوشل) الذي بذل جهوداً غيرعادية وفي ظروف استثنائية واوضاع غير مستقرة، لخدمة جرحانا البواسل...! فتحية لك ايها الجندي المجهول ،الذي لم تسجل في كشوفات المقاومين.. تحية لك وانت الذي لم تستلم ريالاً واحداً نظير اعمالك الانسانية... تحية تقدير لبطن حملتك وام انجبتك وارضعتك...!" فإن تجاهلك البشر ،ولم يقيد اسمك في سجلاتهم الفانية... وان طوى التاريخ ذكر اعمالك الجليلة ونسيك الناس...! فثق بإن جهادك في سبيل انقاذ الجرحى قد قيد في سجل من لاينسى ولايغفل... قال تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).