محمد علي الميسري صفحة فنية من ذاك الزمن الجميل زمن العطروش وبن سعد والعزاني وعوض أحمد والكثير من فناني الزمان الأولِ ، لقدم زاحم الميسري حتى وضع بصمته الفنية بين هذه الأسماء الفنية الكبيرة ، وما أن يُذكر فنانو أبين إلا ويبرز اسم الميسري ممثلاً لهذه المحافظة وسفيراً لها ، لقد قدم الميسري للساحة الفنية الكثير ، وذلك من خلال كلماته الرقيقة ولحنه الشجي وصوته العذب الذي يأسر الألباب ويطرب القلوب ، وما أغانيه التي مازلنا نتغنى بها ونطرب لسماعنا لها إلا خير دليل . لقد عاش الميسري في مودية بلدة الشعراء الشعبيين كابن حمحمة وأبو حمدي ، فتفجرت مواهبه الشعرية في ظل صفاء ونقاء هواء مودية العليل ، وبساتينها الخضراء الساحرة ، فنشأ الميسري فناناً شاملاً شاعراً وملحناً وفناناً مؤدياً ، فأصبح رمزاً لمودية وفنانيها ، لقد توقفت الحنجرة الذهبية لهذا العملاق ، وما زال هذا الفنان يشاهد بأم عينيه الجفاء الذي قوبل به من جهات الاختصاص ، ومازالت أغانيه تذكرنا بذاك الزمن الجميل الصافي صفاء أجواء مودية وأهلها الطيبين ، ومازالت كلمات يا عم منصور يا مروح البلد ، وحلا وأسمر اللون سحرني جماله ، وكيفكم يا حبايب ، وفلاحة فوق السوم ، وغيرها كثير ، يذكرنا بهذا الفنان الرقيق الذي انهكه المرض ، فهو يقضي حياته اليوم متنقلاً بين مودية والبيضاء تارةً ومودية وشبوة تارةً أخرى ، وبين مودية وعدن باحثاً عن مراكز الغسيل الكلوي في رحلتين مضنيتين خلال الأسبوع الواحد ، هاتان الرحلتان انهكتاه جسدياً ومادياً في ظل وضع اقتصادي صعب ، وفي ظل تجاهل القيادة السياسية ممثلة بوزارة الثقافة والسلطات المحلية بالمحافظة والمديرية ، وما قُدِمَ لهذا العملاق ماهو إلا القليل ، فنتمنى من جهات الاختصاص الاهتمام بهذا الإنسان وتكريمه ، حتى لا يأتي اليوم ونتباكى في الإعلام على مثل هذه القامات الفنية والإنسانية الفريدة ، والله من وراء القصد ... تكريم الميسري الإنسان