المطرب الكبير الراحل محمد صالح عزاني "رحمه الله " هو أحد عمالقة الغناء اليمني الأصيل .. روائعه الغنائية الجميلة ، مُفعمة بالإحساس الذائب بالكلمة ، ورقّة الصوت الممزوج بروائع الأنغام .. إنها واحة زهور فوّاحة بعطر الورد ورائحة البخور والفل والياسمين والحنا ، تغذي الروح وتطرب الوجدان .. هو مطرب : يحرك المشاعر بصوت مثقف وحساس ليس فيه فخامة الصوت التعبيري المسرحي، المفعم بالجلجلة والقوة والصّخب، لكنه صوت فريد بقدرته على التأثير المباشر على القلوب لمطرب يُغني بجوانحه حين يفرح وحين يتألم. مطرب : ذو صوت حلو شجي عذب النبرات، صوت مرهف بأدائه الصادق وذوبان روحه ووجدانه ومشاعره .. مطرب : صنع لنفسه اسماً فنياً كبيراً في مجال الغناء منذ ستينيات القرن الماضي، العصر الذهبي للأغنية اليمنية في عدن، بين كبار فناني ومطربي اليمن في ذلك الحين والى اليوم . مطرب : مضى على رحيله أكثر من ثلاثة عقود .. مات جسداً ولكنه حي بيننا بصوته العذب الجميل وألحانه الشجية .. قلب نابض تدق وتخفق له قلوبنا على نفس دقات إيقاعاته وتُطرب له مسامعنا وتبتهج له احتفالاتنا.. بدأ الفنان الراحل العزاني مشوار حياته الفنية متأثراً بالفنان الكبير محمد مرشد ناجي، مردداً بعض أغانيه آنذاك، وبعدها أعجب المرشدي بالعزاني أشد الإعجاب وهذا ما دفع المرشدي إلى تلحين أغانٍ خاصة ليغنيها العزاني بصوته العذب الجميل، ولفترة قصيرة من الزمن، وبعدها يأبى العزاني أن يكون مغنياً لغيره وشدّ العزم على التفرّد بموهبته وإبرازها على الساحة الفنية آنذاك رغم كل التحديات والصعوبات لأنه جاء في زمن العمالقة الكبار. ظهر الفنان المتميّز الراحل محمد صالح عزاني موهبة فذة في وقت مبكر جداً من حياته الفنية وقد سبقه بالظهور كثيراً من المطربين وأيضا رافقه بفترة ظهوره العديد من زملائه وأترابه في المهنة، وبطبيعة الحال جاء من بعده آخرين، ولكن العزاني رغم قصر عمره الفني أستطاع أن يختط طريقاً ومسلكاً يخصه بل أنه نحت في الصخر ليؤسس لنفسه مكانة فنية مرموقة أستطاع بها أن يختزل سنوات طويلة من عمره الفني الحافل ليجعل من تجربته الغنائية والموسيقية مثلاً يحتذى به ويشار إليه بالبنان.. من روائعه (مستحيل أنساك والله مستحيل أنت لي وحدك ولا غيرك بديل ) وهي من كلمات: عبدالصمد عبدالجبار وتلحين الراحل : محمد محسن أحمد (المحسني) و(سرى الليلة وا نايم ) و (أحب فيك الورد ) ، و(ضن إني نسيته ) ، ومن ألحان العطروش (تسألني كيف الحال يا سائل عن أحوالي ) وللشاعر الجابري (ناقش الحناء).. ومن كلمات محمد سعد عبدالله (فين التقينا) ومن روائع الراحل العملاق المرشدي (يا نجم ياسامر) و(قلي ليش التعب) كلمات : لطفي جعفر أمان تلحين: محمد مُرشد ناجي، و (إيش السبب) كلمات لطفي جعفر أمان لحن: محمد مُرشد ناجي ، و(ساعة ما أنا نظرتك) كلمات علي محمد حسن ألحان الفنان الكبير محمد مُحسن عطروش ، (حبيب قلبي نكرني) كلمات عُمر عبدالله نُسير لحن : محمد مُحسن عطروش ، (بعد إيه ترجع لقلبي) كلمات : علي محمد حسن .. تلحين وأداء : محمد صالح عزاني، و(خلاص بنساك) كلمات حسين عبدالباري لحن / محمد محسن احمد ، و(همس الجفون) كلمات محسن بن بريك لحن / فيصل حمود ،و (يعيش الحب) كلمات سعيد نايف لحن وغناء / محمد صالح العزاني ،و أشتقت لك كلمات محسن علي بريك ألحان: محمد مُرشد ناجي ، و(أتفقنا أننا ما نتفق ) كلمات مصطفى خضر تلحين وأداء العزاني ،و (مثل الأمل وأكثر ) كلمات محمد عبدالله بامطرف تلحين: فيصل عبدالعزيز حمود ، ورائعة (قال بوزيد) من أجمل الروائع اليافعية . ومن كلمات الشاعر الغنائي الرائع أحمد بو مهدي رحمه الله، (ألا ياطير يا لخضر فين ممساك الليلة ) ، فقد شكّل الفنان محمد صالح عزاني ( ثنائية ناجحة ) مع الشاعر الغنائي الرائع أحمد بو مهدي رحمه الله، في عدد من الأغاني العاطفية والوطنية : شلني يا دريول - ألا ياطير يا لخضر فين ممساك الليلة - (ظن أني نسيته) و (ظبي شفته على السوم عابر) (ألا ياهل ذي الساكن ) وغيرها من الأغنيات .. لقد كان العمل الفني المشترك للثنائي بومهدي والعزاني حديقة ورود ولكن الفنان العزاني لم يكتف بها ، بل قام بتجميلها أكثر وأكثر عندما غنّ من كلمات الجابري (ناقش الحناء).. وغيرها الكثير والكثير كانت بمثابة زهور تجميلية مثل الفل والكاذي والياسمين تفوح بشذاها إلى يومنا هذا. غرّد المطرب الكبير محمد صالح عزاني بعدد كبير من الأغنيات وأثرى تراثنا الفني بكثير من أروع الأغاني الشعبية والعاطفية والوطنية الحماسية ،و من الاغاني الوطنية : بلادي الى المجد وبالنار والحديد .. توفيّ الفنان محمد صالح العزاني في 18 مارس 1980م رحمه الله ، وبرغم قُصر عمره الفني إلا أنه استطاع أن يجعل من تجربته الغنائية والموسيقية مثالا يحتذى وأصبح الرقم الصعب في سماء الغناء اليمني، الذي عجز عن تحقيقه الكثيرون من فناني زماننا، وستبقى أغانيه وألحانه خالدة في الوجدان وفي عقول ونفوس كل محبيه وكل محبي الفن الأصيل.