1// حتى اللحظة ، لاتزال عدن تدار باَلية مابعد الحرب! فماانفكت ماتسمى بالمقاومة الجنوبية متشبثة بحضورها الطاغي في المفصل الأمني ، وهذا لافت ولاشك، وخصوصا بعد تسنم الزبيدي وشلال لمنصبي المحافظ ومدير الامن، بل وبدء خطوات هيمنة الدولة على بعض المرافق الحيوية ، وان كان ذلك يحدث ببطئ ، وأيضا بكلفة باهظة كما نلاحظ جميعا.. وهذا يفرض تساؤلا محيرا لماذا يحدث مثل هذا ؟! 2// واضح جدا ان بعض ماتسمى بالمقاومة الجنوبية اليوم تحتكم على أجندةٍ ما، وهذا له خلفياته وارتباطاته ولاشك .. ودعونا نقول وبكل صراحة ان هناك كيانات من المقاومة تحمل صفة الضد على الدولة والجنوب عموما ، وتقف ضد تطبيع الأوضاع والأمن في عدن ، بل وواضح أنها تتبع الخصم وحاشيته، وهذا لايغيب عن عين الحصيف ، وهنا تتبدًى حقيقة مقاومة حضور الدولة في الجنوب ، وعلى ذلك تظهر حقيقة المتفجرات والسلاح المتلفع بثوب المقاومة الذي يوجه ضدا على الدولة وأجهزتها وشعب الجنوب بالخصوص..
3// لانميل إلى تشويه الأخر ولا إلى قلب الحقائق مطلقا، لكن تجليات الأداء الظاهر للمقاومة --تحديدا في الجانب الأمني -- يظهر بشاعة أداء الميليشيات الفوضوية المنفلتة العقال ، والسبب انه أداء يفتقر إلى المؤسسية المتعارف عليها ، ويفتقر إلى الانضباطية الصارمة والجدية في الأداء العسكري المعهود.. وتخيلوا ، وانا هنا أتحدث عن واقعة مرورنا انا وشخص أخر في سيارته وبجوارنا كلاشنكوف شخصي ظاهر للعيان ، وقد مررنا نهار الخميس 28/1/2016م من تسع نقاط أمنية للمقاومة بين الشيخ عثمان إلى خور مكسر ولم يسأل أحدا في كل هذه النقاط عن هذا الكلاشنكوف! ! وقد كُثفت النقاط يومها بعد حوادث القتل في رابعة النهار في كل من المنصورة والبساتين في اليوم الذي سبقه، ولذلك لم يعد من المجدي ان نسأل كيف يمر القتلة والمفجرين الذين يرهبون البلاد من كل هذه النقاط الأمنية! !
4// حتى اللحظة ترفض المقاومة تسليم الكثير من مراكز الشرطة والمقرات الحكومية والمدارس..الخ ، وهذا مثير للاستغراب ولاشك ، وبطبيعة الحال هذا يقود إلى بقاء المظاهر المسلحة في شوارع عدن ، وبين ذلك المصفحات وسيارات نصف النقل بالرشاشات المتوسطة، ووسط هذا المشهد تجوب الميليشيات المسلحة الشوارع بكثافة ، ولذلك من الطبيعي ان تظل الاغتيالات وخطف السيارات عنوة في الشوارع وبدون ضابط، لان الكل مسلح، وسياسة الخطوة خطوه غير مجدية مطلقا في التعاطي مع مثل هكذا وضعية! ! وهذا بديهي ولاشك أيضا..
5// إذا.. إذا كانت هذه المقاومة جنوبية كما يفصحُ لسانها، وإذا كانت تسعى إلى تثبيت الاستقرار كما تدعي ، فالأولى بها الانضواء في إطار مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية وتثبيت كل هذه الأمور عبرها وبواسطة أجهزتها الرسمية وضوابطها، وإذا كانت تسعى كما تتشدق إلى تثبيت حقوق الشهداء والجرحى وكل مايخص المقاومين ، فمن الممكن قبول إدارة بهذه الأمور وفي إطار مكتب محافظ المحافظة ، وهذا هو الوضع الطبيعي.. إذا إلى ماذا تصبوا الكيانات المقاومة المنتصبة كعصا غليظة في دواليب حركة الدولة وسيرها نحو تطبيع الأوضاع؟! ولاتعليق هنا..
6// يظهر المشهد الجنوبي بتجلياته المرتبكة اليوم ان ثمة خبايا مبيتة ولاشك ، وهذا لايغيب عن عين الحصيف ، وتظهر بعض الكيانات المتلفعة زورا بثوب المقاومة أنها تتحدث بلسان الخصم وتمارس دوره وأدائه بدون لبسٍ ، وهي بين ظهرانينا وفي عقر دارنا ، ولاعجب من ان تمارس ذلك وهي تدعي جنوبيتها وبصوتٍ عالٍ ! وهنا مبعث عدم لجوء السلطة إلى استخدام العصا الغليظة معها تحسبا للتبعات المأساوية لمثل هذا المسلك ، ومراعاةً للمشهد الجنوبي المأزوم اليوم .. فهل سيطول أمد مثل هذا المسلك المهادن وبالتالي تفاقم قتلى التفجيرات والاغتيالات وغيرها من مظاهر الاختلال الأمني السائد ، أو هل سيفيق هؤلاء من غيهم ويقطعوا الحبل السري الذي يربطهم بالخصم الطاغي الذي ينفذ بهم مخططا خارجيا جهنميا على بلادنا وشعبها ويوقفون التعاطي معه ؟! وهل .. وهل .. أسئلة نضعها على طاولة المعنيين بها في جنوبنا ولنرى مالديهم بصددها..