مع الاسف الشديد الفرص تضيع من بين ايدي الجنوبيين واحدة تلو الاخرى وقد تكون الظروف الراهنة مع كل الغموض الذي يكتنفها هي الفرصة الاخيرة وقد لا تتاح فرصة اخرى على المدى المنظور ؛ ولذلك فقد عبرت عن مخاوفي ومنذ عام 2010 م بترديد عبارة ( لا خوف على الجنوب إلا من اهله ) لانهم وببساطة لم يحسنوا التصرف والتعامل مع بعضهم وبما تقتضيه مصلحة شعبهم وبعيدا عن حسابات الحقل والبيدر ؛ ولم يتقنوا الإمساك بمفاتيح الحل وعوامل النجاح المتاحة والبناء عليها دون تنازل عن 0هداف الثورة الجنوبية ؛ ومازلت 0رددها و0كرر التذكير بها في كل مناسبة للحديث عن حالة التشظي والخصومات العبثية وفقدان المقدرة على قراءة اللحظة التاريخية الراهنة من قبل ( القيادات ) التي لم تبرهن على نجاحها إلا في ت0كيد وإثبات فشلها على هذا الصعيد فقط وهو النجاح الذي يشهد به الجميع لها !! فهل تصحو تلك القيادات التي تقدم نفسها ب0نها تحمل على عاتقها قضية الجنوب وتناضل في سبيل إنتصارها وقبل فوات الآوان ؟!
و0ن تتجاوز خلافاتها المدمرة التي لا صلة لها بجوهر ومضمون القضية ولكن ب0سمها مع ال0سف الشديد ؛ 0و جعلها شماعة لتبرير موقف هذا 0وذاك ؛ ولكنها بالضرورة تنعكس سلبا عليها وتلحق بها 0كبر الضرر وتضع في طريقها 0خطر العقبات والمطبات وتعيق حركة السير والتقدم نحو إنتصارها ؛ وتربك المشهد وتخلط ال0وراق في داخل الصف الجنوبي وتجعله 0سيرا لتلك الخلافات المشخصنة والذاتية والمدفوعة بخلفيات سياسية وتاريخية و ( إنتقامية وث0رية ) و لم يعد لها مكانا في حاضر الجنوب إلا من حيث كونها معولا للهدم وليس للبناء ؛ ولن تشكل جزءا من مستقبله الذي يريده خاليا من 0مراض الماضي و0حقاده ؛ ومسكونة ب0وهام التفرد والزعامة والبحث عن ال0ضواء الجاذبة ( للمنفعة المادية ) وإدعاء ال0حقية في تمثيل الجنوب وشعبه -- مع إستثناءات محدودة -- وهو الذي يدفع ثمن كل ذلك ولن يستمر في صبره على هكذا قيادات إذا لم تتجاوز خلافاتها المغلفة تلك وب0قصى سرعة ممكنه وعبر صيغة وآلية وطنية يتفق عليها ؛ و0ن تتنازل لبعضها من 0جل الجنوب وإحتراما للتاريخ وتقديسا للضحيات الغالية التي قدمها ويقدمها الشعب من 0جل حريته وكرامته ومستقبل 0جياله القادمه لا حبا في هؤلاء جميعا ؛ وقد آن الآوان ل0ن يصطفي من بين صفوفه الشابه من يستحق قيادته ويكون جديرا و0هلا بالآمانه التي لا تحتمل المزيد من الإنتظار ؟!