أستمع إلى الأسئلة الفزعة الحائرة و أشاهد الوجوه القلقة و القلوب الوجلة التي تخفق خوفا من مارد مرعب يطل من نافذة المستقبل المطلة على حاضرنا الملئ بأحداث تفتقد لكل القيم الانسانية تفرضه كل تلك الجرائم التي ترتكب بطرق خبيثة بشعة تتسابق في تنفيذها عناصر الأجرام في سباق محموم لتستعرض شيطانيتها و لتحقق هدفها في بث الرعب الى كل القلوب لتصيبنا باليأس و تجعلنا لا نملك الا رفع رآية الاستسلام. أحداث تظهر جليا أن مرتكبوها لم يعد تنطبق عليهم صفات الإنسانية و لم يعد يمتلكون مايكبح جماح شهواتهم و نزواتهم و شغفهم بالقتل و التنكيل بعباد الله! بل ان الأدهى من ذلك أن يتفاخر هولاء بالجرائم الفظيعة التي يرتكبونها و كأنها عمليات بطولية و يقومون بتبنيها بكل فخر و اعتزاز! و رغم أني أشك أن أنسان مسلم عادي يتقبل قتل أخيه المسلم حتى و لو كأن قتلا رحيما، حيث لايمكن لأي قتل أن يكون رحيما فكيف هو الحال بما يحدثه هولاء من قتل بشع بالأمنين المسلمين.. و مع أني حتى الأن محتار مثل غيري ممن لديهم ذرة عقل ما الذي دهى هولاء الانتحاريون حتى يقبلوا ان يتحولوا الى وحوش بشرية ينهشون لحم أهلهم و ذويهم و بني جنسهم و دينهم..كيف و حتى الحيوانات المتوحشة التي تمتلك فطرة القتل لا تقتل بني حنسها؟! و مالذي يحشونه في دماغهم حتى يقبلوا بلف أجسادهم بكيلوجرامات من الناسفات فيقتلون اخوانهم المسلمين و امهاتهم العابرات و أطفالهم الذي تصادف لحظة الموت حين كانوا في غفلة يلعبون.. كيف يقدمون على ذلك الجرم... و هم يعلمون بأن عملهم ذلك لا يمكن بأي حال أن يكون له جزاء غير جهنم و بئس المصير.. لا أستطيع أن أفهم أين يرأون البطولة في أن يندس مجرم بجسده المحشو بعبوات ناسفة بين أخوانه مستغلا اطمئنانهم الى إنسانيته فاذا به يحولهم الى أشلاء؟! كل تلك الأحداث و الأساليب الدنيئة و الأعمال البشعة، خلقت حالة من الهلع لدى الناس و أنستهم أن الشر ماهو الا وضع غير مستقر و غير طبيعي، و ان الشئ الغير طبيعي لا يقبل و سينتهي بالتأكيد ان شاء الله، و لن يطول و أن الله الحق سينصر الخير طال الزمن ام قصر... ثقوا أن الله عدل و أن الامور في طريقها لتستقر على الوضع الطبيعي..و ليس هناك وضع طبيعي غير وضع الخير! قريبا إن شاء الله سيفقد عناصر الشر من يمولهم و يمدهم بالمال و الرجال و المضلون الذين ينشرون أفكار مغلوطة يغسلون بها ادمغة أطفال أبرياء ليحولونهم الى ذئاب بشرية.. قريبا إن شاء الله ، سيندحرون و سيعاودون الاختباء في جحورهم و لن يتجرأوا بالخروج مرة أخرى بإذن الله... ثقوا بأنه مهما بدأ لنا الأمر صعبا و غير قابل للتحلحل و التحقيق فهناك شعاع أمل ارأه ينبثق من خلف ركأم الإحباط... فطالما أننا لا زلنا نرى جنود الله الذين لا يزالون يقدمون أنفسهم دفاعا عن الحق و منهم من غدر به امثال جعفر و الراوي و السعدي و قائمة طويلة و منهم من ينتظر أمثال اخوان لنا نعرفهم في محيطنا لا نريد ذكرهم لهم وزن أكبر ممن سبقهم.. و لا زلنا نرى صمود الأخ المحافظ و مدير الأمن و الجنود الكثر الغير معروفون.. طالما أننا لازلنا نرى الكثيرين من المحتسبين المؤمنين مثلنا أنت و أنا و جيراننا و شباب كثيرين نصادفهم كثيرا كل يوم طالما و كلما نجح الأشرار في تتفيذ عملية هنا و إغتيال هنا و خرجنا منها اكثر أيمان بالله و ثقة بنصره و إصرار على محاربة الشر، و طالما و أن قتلونا و أستمر غيرنا من عناصر الخير يصارعون الشر، إذا فأطمئنوا أننا لمنتصرون، و إن ذلك على الله ليس بكثير! اللهم انصرنا على القوم الظالمين!