تباينت ردود الافعال الجنوبية بعد قرار تعيين الجنرال علي محسن الاحمر نائبا للقائد الاعلى للقوات المسلحة فمنها مؤيدة على استحياء على اساس ان ذلك القرار لابد منه في مثل هذه الظروف خصوصا بعد ان اصبحت معركة تحرير صنعاء على الابواب. ومنها ردود افعال ساخطه ومحذرة دول التحالف وخصوصا السعودية من ان ذلك القرار سيجلب عليها الويل والثبور . ومذكرة لها بوقوفها مع صالح وأتباعه ابان قيام ثورة التغيير وخصوصا بعد حادثة النهدين. وما حصل لها بعد ذلك وما زال يحصل من صالح وأتباعه وضربها من تحت الحزام ! كثير من اليمنيين يعتبرون محسن اخطر من صالح بكثير ف صالح وان كان يلقبه البعض بالثعلب إلا ان محسن يعد اخطر منه لقربه من مشايخ القبائل ودعمه السخي لهم ولذلك سعت السعودية لتعيينه الاخير لاعتقادها بأنه سيلعب دورا مهما في سقوط صنعاء. وهنا قد يكون القرار الاخير لابد منه الى حد ما كما يرى البعض. لكن بالمقابل ف اصحاب الرأي المتخوف من ذلك القرار يسردون دلائل كثيرة تثبت تورط الرجل في اختلاق النزاعات وليس في حلها وفي تناقض مواقفه على مدى تاريخه العسكري وفي قربه من الجماعات الارهابية وخبرته في زراعتهم في كثير من المناطق وتبنيه للكثير منهم. ويتذكر البعض الحرب الاخيرة وخصوصا عندما كان محسن مستشارا في غرفة عمليات دول التحالف العربي وكيف كانت تسير الامور على الارض من سيئ الى الأسوأ . وارتفعت اصوات جنوبية كثيرة تحذر من وجوده في غرفة العمليات ولعل ابرز اولئك المحذرين هو السياسي الجنوبي المخضرم حيدر أبوبكر العطاس حينما قال نصيحته المشهورة لدول التحالف من على الفضائيات ( لا يمكن ان يتحقق اي نصر على الارض في الجنوب ما دام علي محسن موجود في غرفة العمليات) انتهى وما ان تم تحويله حتى تغيرت الامور على الارض وتحقق النصر المؤازر في عدد من محافظات الجنوب . وبالعودة الى موضوع القبائل المحيطة بصنعاء وتأثير الجنرال العجوز عليها فهناك حقيقة تم تجاهلها من قبل الذين يقفون خلف قرار التعيين الاخير وخلف دعم الجنرال العجوز وأتباعه ! تلك الحقيقة هي ان القبائل التي يعتقد البعض انها مواليه للجنرال العجوز هي نفس القبائل التي تدين ب الولاء لعفاش وللحوثيايضا ! ولا عجب في ذلك خصوصا اذا ما عرفنا ان هناك قواعد عرفيه تتناقلها تلك القبائل جيلا بعد جيل وهي قواعد خاصة بقبائل شمال اليمن فقط وبالرغم من ان اقل ما يقال عن تلك الصفات انها صفات دنيئة ولكنهم يطبقونها في وضح النهار ودون أي خجل اذ يقول قائلهم (في النهار جمهوري وفي الليل ملكي) يعني من سيدفع أكثر فنحن معه فأصبحت هذه الصفات جزء من تاريخهم والمصيبة انهم يتفاخرون بها ! فما كان يحصل في حرب الامام والجمهوريين كما يسمون انفسهم حصل ايضا في الحروب الستة التي دارت رحاها بين عفاش ومحسن من جهه والحوثي من جهه اخرى فكانت تلك القبائل الواقعة في هذه البقعة الجغرافية ترتزق من كل الاطراف ولذلك طالت الحرب بل ان البعض منهم يحاول إذكاء الحروب وأطالت أمدها لما فيها من ارزاق حسب زعمهم بل حسب قواعدهم المبتذلة . وما يحصل في الحرب الاخيرة التي لا تزال حامية الوطيس خير دليل على ما نقول فلوا نظرنا الى الجبهات التي يفتحونها ثم ما يلبثون ان يغلقونها ليفتحون جبهات اخرى ففي مارب وحدها عدة جبها مفتوحة منذ اكثر من عام تقريبا دون أي تقدم حقيقي يذكر على الارض ثم جبهات الجوف والبقع ومقاومة ازال ومقاومة تعز وما ادراك ما مقاومة تعز . حتى قيل ان قائد المقاومة هناك الشيخ حمود قد طلب من دول التحالف تسليح افراد المقاومة التابعة له والذي يبلغ عددهم أكثر من مليون ونصف مقاوم حسب زعمه ! ولا تتعجبوا من ذلك فهناك ما هو أكبر بكثير مما نراه ونسمعه وأجزم ان دول الجوار صغيرهم قبل كبيرهم يعرفون تلك القبائل وحقيقة زيفها وكذبها وتلونها ومع ذلك يتعاملون معها بقدر ما يستطيعون حتى لا تسوء الامور اكثر مما هي سيئة ! وفي الاخير همسة لابد منها وهي ان الامتيازات التي يحصل عليها (الخبرة) بالرغم من عدم تقديمهم أي شي يذكر على الارض لربما ستغلب الامور رأسا على عقب أي من سيئ الى أسوا . وبذلك يصبح التحالف قد ادخل نفسه في الوحل ويصعب عليه الخروج منه حتى منهزم كما حصل للكتائب المصرية التي تدخلت لإنقاذ شعب اليمن من ظلم الامام الزيدي فحصلت المفاجئة حينما اكتشف الضباط المصريين انهم قد خدعوا وان هناك من يقنصهم من الخلف فخرجوا من اليمن وهم يلعنونه ويلعنون أهله ! نتمنى ان لا يتكرر ذلك مع قوات التحالف ولو ان بوادره قد بدت مع تفجير مأرب الذي راح ضحيته العشرات من قوات التحالف وخصوصا جنود الامارات والسعودية وكذلك ما حصل في باب المندب من استهداف مباشر لقائدان القوات السعودية والإماراتية . نقول ذلك ليس من باب النكاية ولكن من باب الحرص على تحقيق الاهداف المشتركة فنحن لنا قضية مع اولئك البشر وعانينا منهم ومن فسادهم على مدى اكثر من عقدين من الزمن ولذلك وجب علينا ان ننصح اخواننا الخليجيين والعرب ان يتنبهوا من بعض الامور التي قد تجلب عليهم خسائر فادحة ليس في الاموال والعتاد فحسب بل وفي الارواح لا سمح الله . ايها السادة سيروا بحذر شديد ونحن معكم فقط ينبغي عليكم ان لا تهملوا الجنوب وأهله على اساس انهم في الجيب ! حذار من ذلك حذار ..