الصينيون القدماء عندما أرادوا تحصين بلادهم الصين بنوا سور الصين العظيم وظنوا بذلك أنهم حصنوا بلادهم من الغزو ولكن بعد مائة سنة من بناء سور الصين العظيم تعرضت الصين لثلاث غزوات ولم يحتاج الغازون لتسلق السور للدخول إلى الصين ولكنهم كانوا يدفعون الرشوة للحارس ويدخلون من الباب وهكذا فشل الصينيون في تحصين بلدهم ..لأنهم بنوا السور وتناسوا بناء الحارس تناسوا بناء الضمير تناسوا بناء المبادئ وبناء البشر أهم من بناء الحجر . ولأن الشيئ بالشيئ يذكر فإن النظام السابق في اليمن قد بنى جيشاً كبيراً وزوده بأفضل الأسلحة الحديثة ولكنه سقط وانهار أمام جماعة مسلحة وترك منشئات الدولة تتساقط تباعاً والسبب في ذلك لأنه لم يغرس فيه الولاء والإنتماء لهذا الوطن ولكن كان ولاءه لأسرة حاكمة فكان ذلك السقوط المهول. ومن الملاحظ أن مسلسل الولاءات للجماعات سيستمر ولن نتعلم الدرس وسيظل الولاء والإنتماء للوطن في منأىً عن سياسة الدولة وقد لمسنا ذلك في الشباب الصاعد والذي يعوّل عليه في الحفاظ على هذا الوطن والدفاع عنه لكن وللأسف أصبح الولاء للأحزاب والتيارات السياسية والرموز القيادية أكبر من الولاء للوطن وإن تلك السلبيات التي نتجت عن هذه الولاءات مايحدث في المحافظات المحررة من عمليات مخلة بالأمن والسكينة العامة وتهدف تلك العمليات للنيل من استقرار هذا الوطن الذي لو وجد الولاء له لما تم السماح لتلك العصابات النيل منه. وظهر ذلك جلياً وواضحاً في جبهات القتال فوجدنا أن كل فئة تعمل لصالح أفراد وجماعات محددة ولاننكر وجود المخلصين ولكنهم قلة فلا يستطيعون العمل لوحدهم والقيام بالمهمة على أكمل وجه. و إن ذلك جعلنا نفتقد العمل الجماعي ولعل ذلك من أسباب تأخر النصر ..لأن الهدف هو إرضاء جماعات على حساب أخرى فكان ذلك مدعاة للفرقة والإختلاف والضعف والفشل في تحقيق الغاية الأسمى وهي الدفاع عن الوطن ومما يجب التركيز عليه أن هؤلاء الشباب المرابط في الجبهات سيتم دمجه في الجيش وسيصبح هو الممثل للوطن والمدافع عنه ومن هنا فإنه يجب على القيادة عدم الاكتفاء بالتدريب القتالي فقط ولكن يجب التركيز على الجانب الوطني من خلال إعداد برنامج توجيهي وإرشادي من شأنه تعزيز روح الولاء وعدم السقوط في المستنقعات التي سقط فيها الوطن سابقاً . إن المتابع لمايجري على الأرض ليجد أن حب الوطن والولاء له يكاد ينعدم ..ومن هذا المنطلق لابد علينا من التعلم من الدروس السابقة واستدراك الأمر قبل الفشل مرة ثانية وثالثة ..ويجب على القيادة السياسية إذا أرادت بناء وطناً حصيناً متماسكاً فعليها إعادة بناء الجيش وغرس روح الإنتماء للوطن . و ما يجب علينا فعله جميعاً الشعور بمسؤوليتنا تجاه وطننا والحفاظ على أمنه واستقراره والتصدي لكل من يحاول النيل منه.. لأن الدفاع عنه واجب ديني ووطني .