المعروف والبديهي أن الخطاب الرسمي لقيادة أي تنظيم أو حزب هو بمثابة وضع خطوط عريضة لمسار الأجنحة التابعة له الإعلامية والسياسية والميدانية. وما جاء في خطاب الرئيس السابق رئيس حزب المؤتمر الاخ/علي عبدالله صالح في خطابه الرسمي الأخير وبصفته الرسمية ،كان بمثابة وضع خطوط عريضة لمسارات الحزب ومؤسساته وخصوصا الإعلامية . وكان من تلك الخطوط العريضة التي تكلم عنها بوضوح تشخيص أطراف العدوان على اليمن وخص بالحرف أمريكا وإسرائيل من تعتدي على اليمن أرضا وإنسانا. و في نقاش على شبكة التواصل تويتر جمع الأستاذ عبدا لله الحضرمي رئيس تحرير صحيفة اليمن اليوم و الإعلامية القديرة الأستاذة رحمة حجيرة حول تشخيص وتوصيف أطراف العدوان. مما أدهشني فعلا أن رئيس تحرير صحيفة اليمن اليوم المعبرة بلسان حال المؤتمر الشعبي إصراره على ان العدوان على اليمن هو سعودي فقط ،وان أمريكا ليست شريكا مباشرا في العدوان على اليمن ورافض بشكل عجيب وضعها في خانة الاتهام المباشر بسفك دماء اليمنيين وتدمير اليمن ومقدراته التاريخية وبنيته التحتية. كان النقاش في سياق فكرة وضع هاشتاق ثابت للحملات الشعبية على تويتر والمقترحة من الأستاذة رحمة حجيرة بعنوان "جرائم أمريكا والسعودية في اليمن"وهذا هو التوصيف الطبيعي ببعده القانوني والإنساني والواقعي. العجيب في الأمر أن الأستاذ عبدالله الحضرمي هاجم مصطلح "جرائم أمريكا والسعودية في اليمن " رافضا وضع اسم أمريكا في خانة الاتهام المباشر ،ناسيا أو متناسيا لخطاب الزعيم الذي وضع وحدد الخطوط العريضة والتي كانت بمثابة توجيهات واضحة ورسمية لا لبس فيها لكل إعلاميي المؤتمر الشعبي ومنهم الحضرمي ،انه عدوان أمريكي مباشر واجهته وأداته السعودية . وهنا نقطه يجب الإشارة إليها انه والى اليوم لم يتبنى كثير من إعلاميو المؤتمر المتحكمون بوسائل الحزب الإعلامية أو يظهروا أي استجابة لخطاب رئيس المؤتمر حول وصف وتشخيص العدوان على اليمن بأنه أمريكي سعودي والتزموا بالسقف الأدنى من ذلك باختزال الطرف المعتدي على اليمن في السعودية فقط، في مشهد تعبوي لقواعد المؤتمر خلاف لتوجهات الحزب الرسمية . إلى جانب التوصيف السياسي لادوار العدوان ودور أمريكا وحلفائها الغربيين في توفير الغطاء السياسي و التسليح واللوجستي . فان التشخيص القانوني بالبعد جنائي يجعل أمريكا أمام القانون شريكه رئيسية ومباشرة الى جانب السعودية في ارتكاب كل جرائم الحرب بحق الشعب اليمني ، كونها من تحدد الأهداف للطائرات السعودية التي تقوم بالقصف ،وهذا الأمر اعترفت به دوائر الإدارة الأمريكي المختلفة بشكل رسمي وعلني وكررتها خارجية ونطاق الجيش السعودي ، كما أن هذه المنطلقات والحيثيات لم يغفلها رئيس المؤتمر ،و لا اعتقد أنها غائبة عنه بالإضافة إلى حقائق ودلائل وقرائن جنائية أخرى. فلماذا يتزمت كثير من إعلاميو المؤتمر و منهم الصحفي الحضرمي على موقف يمثل تجاهلا للتوجه الرسمي للمؤتمر و يعتبر تجاوزاً لخطاب رئيسهم التنظيمي،وذلك بإصرارهم على استبعاد الولاياتالمتحدة من دائرة الاتهام المباشر والواضح .؟ وخصوصا أن يقوموا بتعبئة الشارع الموالي والمناصر للمؤتمر بعكس توجه ومسار وسياق سياسيات القيادة العليا الرسمية، بعد اكتمال دائرة التوافق بين القوى السياسية والنخب الثقافية والقانونية والفعالية الشعبية والمجتمعية بإجماع عام حول تشخيص وتوصيف أطراف العدوان المتمثلة في السعودية والولاياتالمتحدة المباشرين للجرائم بحق الشعب اليمني.
فهل هو استهداف مباشر لمصداقية مواقف "الزعيم" رئيس المؤتمر؟ وتصوير أن خطاب الزعيم وخصوصا تشخيصه للعدوان بأنه أمريكي سعودي ليس موقفاً حقيقي نابع من منطلق مبدئي وقيمي وإنما مجرد كلام للاستهلاك والمزايدة لكسب النقاط كحملة انتخابية دعائية مبكرة ؟ هذه مفاد الرسائل التي أوصلها إعلاميو المؤتمر الشعبي العام بموقفهم المتزمت للشارع وهكذا قرأها الشارع مستدلين لقياس ذلك على حيثيات خطاب رئيس المؤتمر. غير أن الشارع الموالي والمناصر للمؤتمر والزعيم أضاف إلى ذلك تفسيرا أخر لتبرير سلوك الجناح الإعلامي للمؤتمر المجافي لخطاب الزعيم والمحرج لمصداقية مواقفه، انه ربما يكون الجناح الإعلامي متمرداً جزئيا على قيادة المؤتمر أي خارج سيطرة رئيس المؤتمر وهذا بدوره يهدد ثقة قواعد المؤتمر في قيادتهم. هذا ما نقلته بصوت الشارع وإدراك النخب حول هذا الموضوع بالذات إلى من يهمه الأمر، بعيدا عن تقرير الأمن مستتب والخير من كل جانب". ختاما ثقتنا كبيرة في القيادة الوطنية الشريفة واخص قيادة المؤتمر الشرفاء وقواعده الأوفياء للوطن ضد العدوان والإجرام الأمريكي السعودي، كما أن الرهان الحقيقي لشعبنا المظلوم هو على الله ثم على وعي وصمود وتلاحم وتكاتف ابناءه بمكوناته ونخبه الوطنية ضد هذا العدوان والخطر المصيري الذي يستهدف الجميع دون استثناء.