إن قلت في شياً نعم فا تمه - فان نعم دين على الحر واجب فان لم فقل لا تسترح وترح بها - لئلا يقول الناس انك كاذب نحن لا نستطيع ان نتحدث عن المكذوب عليه دون ان نذكر الكاذب وهذا امراً ضرورياً في ميزان الصدق والعداله..فيا ترى من هو المكذوب عليه؟ومن هو الكاذب؟ لاشك ولا ريب ولا حتى اختلاف بأن المكذوب عليه هو الجنوب ارضاً وانساناً وشعباً..والكاذب هو كل من باع دينه وعرضه وارضه وشعبه بثمن بخس دراهم معدوده فاصبح سيئ الذكر منتحل الشخصيه طمست هويته ضعيف الاراده دنيئ النفس عديم الثقه ملعون في دينه ودنياه بدليل (الآ لعنة الله على الكاذبين). فأين هولاء صناع المجد والحريه والنجوميه والتاريخ للجنوب؟واين كل مازعموا وقالوا؟بل اين خطاباتهم التي اثلجت الصدور وتحليلاتهم التي صدقها وزكاها ذوي العقول وشعاراتهم الثوريه التي باتت منحوته في القلوب؟ اين هذا كله؟الاكيد وبكل تأكيد انه كذب المنجمون ولو صدقوا..فعجباً لكم يامن صدقتم المنجمون وحسرةً وندامه بعد ان اصبحنا هدفاً مدروساً ومخططاً له. وله ملفات سريه وفلسفه غير تقليديه ورؤيه مخابراتيه ممنهجه تكتيكياً تحمل في طياتها دروساً واطماعاً خارجيه اتقنت تعاملها مع الاحداث وعملياتها بسريه تامه. فهل نقتنع ان مايحصل للجنوب هو من صنع المخابرات الامريكيه ؟ وان المخلوع عفاش هو اول المستوردين من هذه الصناعه الرخيصه والرائجه في سوق السياسه المحليه وحيث انتشرت بكثره بعد ان غزاء المخلوع والمصنوع عفاش الجنوب واحتله عام 94 م وستولى على الحكم ورفع الى جواره شرذمه من المحظيين والمقربين الفاشلين واتباعه المنحطين والمصنوعين الذين عاثوا فساداً ودماراً في الجنوب فكان هذا هو الحلم الذي طالما كانت تتمناه امريكا وتحلم به وتريد تحقيقه في الجنوب ان لم يكن الاول. فها نحن اليوم نعيش في جزء من مصطلح سياسي استخباراتي تقوم عليه سياسة الولاياتالمتحدهالامريكيه في خلق عدو وهمي لمحاربته كي تجعل الجنوب غافلاً مشغولاً بعدوه متناسياً ان لم يكن متجاهلاً شرور امريكا ومكرها وحيلها التي ترى وتزعم ان مايجري في الجنوب خطراً يهدد امن الجيران وشعوب العالم اجمعين.فهل نصدق هذا ؟وكيف نصدق بعد ان رأينا قفص السياسه الامريكيه يظم الذئب والماعز والثعلب والارنب والقط والفأر كل هؤلاء يعيشون في قفص واحد..فهل يعقل هذا ؟وهل للعداوه بينهم وجود؟ انه افتراء عظيم وكذبه لن نسمع بها في الاولين ولا حتى في الاخرين. ولعبه سياسيه وسقطاً مدوياً ستظل تغرع ابواب الجنوب ويتدارسها الاجيال جيلاً بعد جيل على مر الايام والشهور والسنين. فهل رأيتم كذباً اعنف واسخف واتفه من هذا؟ فخلاصه الخلاصه كما يقول المثل( الصقر اشر له .. والثور نبح له ) فالصقر يفهم مقصدك ومرادك ولو حتى بكف الاشاره . اما الثور فهو غبي لايفهم اشاره ولا يفهم حتى ولو بالتلقين فعمر الثور مايحلب لبن ولكن من باب الرفق بالحيوان يجب علينا ان نخاطبه بلهجته المعروفه ونقول له اسمع واتعض مما اسلفنا واتبع الحق فالحق منتصراً ولو بعد حين واعلم علم اليقين ان احتلال الجنوب وماحل به من ويلات السياسه المعديه والمؤامرات التي تسعى لتهميشه وتضييعه وقطع انفاسه وتركه جثه هامده لاحول لها ولا قوه كل هذا لم يأتي من فراغ بل هو من صنع امريكا بأرجوازات وعملاء وخونه جنوبيين سولت لهم انفسهم امراً فاالله المستعان. فكيف يصبح الباطل حقاً والكاذب صادقاً والكافر مسلماً والكلمه العلياء والاخيره وحتى الاولى في الجنوب هي لأمريكا.. فاين هي كلمة الجنوبيين القائمين على قضايانا المصيريه واين هي فتاواهم التي كانوا يدلون بها في الساحات (لن نرضى الا بتحقيق المصير). فهل تحولوا وتبدلوا الى دور افتاء ساكنه وصانعه للأزمات وكذبوا في فتاواهم ؟ بماذا سيعترفون؟ انهم اكرهوا على مافعلوا وستدلوا بقوله تعالى( الا من كره وقلبه مطمئن بالايمان) او انهم اجبروا بتهديدات وضغوطات ظلت تلاحقهم حتى اصبح مشكوكاً في امرهم بانهم شركاء في ماتريده وتحيكه امريكا في الجنوب انها وصمة عاراً ابديه ستبقى ماحيينا وعاهه مزمنه في تاريخنا تشير نحو تقصيرنا وتخلفنا الفكري والعقلي وخضوعنا واستسلامنا كجنوبيين وتأجيرنا وبيعنا بالجمله في فضيحه غير مسبوقه ولا حتى يمكن ان تكون مذكوره من قبل في تاريخ الجنوب. فلا مفر لكم ولا محيص من اسئله دونها التاريخ في صفحاته امام القائمين والمنبطحين بأسم الجنوب. وباليقين سيسألهم . ماذا قدمتم للجنوب؟ هل رفعتم عنه الظلم والاباده الجماعيه من قتلاً وسفكاً للدماء وهتكاً للأعراض وتدميراً للمنازل وغيرها من الاعمال المحرمه والممنوعه في حياة البشريه؟ هل انتصرتم للشعب؟والسؤال الاخطر والأهم هو هل نجح الجنوب في اختيار رجاله؟ فمن كان لايدري فتلك مصيبهً- ومن كان يدري فالمصيبه اعظم