مقدمة :- منّ المولى عز وجل على الجنوب العربي بقيادات وطنية خالدة ورجال أفداد على مرّ التاريخ منذ الخمسينات من القرن العشرين وحتى يومنا هذا ،حيث ضحت هذه القيادات بالغالي والنفيس وقدمت أغلى ما لديها لنصرة شعب الجنوب العربي والدفاع عنه ، ومن هؤلاء المناضل الصلب الشيخ "عبد الرب أحمد النقيب" ،الذي بدأ نضاله في مطلع شبابه في الستينات من القرن العشرين، عندما التقى "بلجنة تقصي الحقائق" التابعة للأمم المتحدة في المملكة العربية السعودية ،قام بفضح انتهاكات السلطات البريطانية وجرائمها أتناء قصفها ليافع وردفان والضالع وقتلها للمواطنين وإحراق منازلهم ومزارعهم، وقد كانت لشهادته أمام اللجنة المذكورة وع "وأثر لدى أعضائها ، حيث أشار إليها الأخ/المناضل أ.محمد سالم باسندوة في كتابة ((القضية الجنوبية في الأممالمتحدة)) وكذلك جريدة يافع الالكترونية . للشيخ "عبد الرب النقيب" دور ولازال في النضال ضد الاحتلال الشمالي للجنوب، غذ شارك الجنوبيين فعالياتهم ومليونياتهم السلمية، وأوصل قضيتم إلى دول الخليج العربي،وكذلك دول الغرب "بريطانيا – الولاياتالمتحدةالأمريكية" وخاصة على مستوى المغتربين الجنوبيين في هذه الدول ، حيث أوجد قاعدة حاضنة مؤيده لأهاليهم في الجنوب ، فتتالت تبرعاتهم الخيرة لنصرة النضال السلمي ، وكذلك لأسر الشهداء ،ولذالك استحق الشيخ النقيب ابن يافع البار إن تكرمه قيادة الحراك السلمي باعتباره المرجعية تقديرا لدورة الوطني المجيد والرائد في الوقوف مع شعب الجنوب.وعرفانا وتقديرا للدور الرائد لهذا القائد يسرني بان أسلط الضوء على تاريخه النضالي من خلال هذه الدراسة حتى أقدم للقراء صورة للنضال الكفاحي لهذا الرجل . النشأة :- ولد الشيخ عبد الرب أحمد بن أبو بكر بن علي بن عسكر النقيب في قرية "ألقدمه" حاضرة مشيخه الموسطة يافع 1941م ،وكان ترتيبه الخامس بين أشقائه (عيدروس ،سيف،فيصل،عبد الرحمن ، عبد الرب،محسن،فضل،علي) نشأ وتربى في كنف والده وتحت رعايته مع أشقائه،وعاش طفولته في حاضره "الموسطة" وتلقى دروسه في القران الكريم والسيرة النبوية ومبادئ القراءة والكتابة والحساب في القرية- المعلامة-. أكمل نصف دينه وله من الأولاد الذكور ثلاثة ،وهاجر إلى المملكة العربية السعودية عام 1957م وعاد إلى يافع بعد استشهاد أبيه. شارك في القتال ضد القوات البريطانية وعملائها في يافع. من أهم المحطات النضالية التي عاشها الشيخ عبد الرب ، مقابلته للجنة ((تقصي الحقائق)) التابعة للأمم المتحدة في المملكة العربية السعودية ، وشهادته التي أدلى بها وشرح من خلالها معاناة الجنوبيين وانتهاكات السلطات البريطانية لهم. من إسهاماته تعاونه مع بعض مشايخ يافع في الحفاظ على الممتلكات العامة بعد الاحتلال الشمالي للجنوب في 7 يوليو 1994م. نادى بعد 7 يوليو 1994م بالقضاء على أعمال الثار القبلية ، وعدم نبش الماضي في يافع خاصة والجنوب عامة والحفاظ على ممتلكات الدولة الجنوبية. استمت شخصيته بالتواضع والبساطة وحب الخير ونجدة الغير وعُرف بالكرم والشهامة ،ووصف بأنة بشوش الوجه نبيلا مترفعا عن الأحقاد والكراهية والضغائن. عُين شيخا لمشايخ الموسطة – نقيب يافع – ولا زال حتى ألان. النضال السياسي:- إلى جانب نضاله السياسي المبكر في الستينات من القرن العرين ضد السلطات البريطانية المحتلة للجنوب العربي آنذاك ،واصل نضاله الوطني عندما أنضم إلى الحراك الجنوبي السلمي في 9 مارس 2009م. أصدر الشيخ النقيب بيان أعلن فيه انضمامه للحراك في الذكرى العاشرة للاستشهاد الشهيد "عبد السلام المرشدي " أكد فيه على ما يلي:- إن هوية الجنوبيين راسخة مهما حاول المحتلون طمسها. إن نضال الشعب الجنوبي مستمر ولن يتوقف لأنه حراك الأجيال وسيضل حتى يأذن المولى بالنصر. ان نضال الجنوبيين ضد الظلم والاستبداد هو واجب ديني ووطني،فهم لا يخشون في الله لومه لائم . أهمية وحده صف الجنوبيين وبند المنطاقيه وتفعيل التصالح والتسامح بينهم وتجديد العهد بالقضية الجنوبية. ندْد بإعمال القتل وسفك الدماء واستخدام السلاح ضد العزل من قبل القوات الشمالية ، وغيرها من إعمال البطش التي كان يمارسها المحتل الشمالي ضد فعاليات الحراك في (عدن ،الضالع،ردفان ،حضرموت،أبين، شبوه). أشاد بصمود الجنوبيين ما بعد الغزو في 1994م وحتى ألان،وانتصاراتهم التي لفتت انتباه القوى الشريفة المناصرة لنضالات الشعوب في العالم . أوضح انه مع قياده الحراك في مطلبها باسترداد الوطن الجنوبي ودولته كاملة السيادة. وجه نداء إلى مجلس التعاون الخليجي ودول الإقليم والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ،يدعوهم من خلاله بان يتحملوا مسؤولياتهم تجاه شعب الجنوب ومساعدته بإستعاده دولته المستقلة كاملة السيادة . لقي انضمام الشيخ النقيب إلى الحراك الجنوبي عام 2009م ترحيب وتقدير العديد من القيادات والنشطاء الجنوبيين ، حيث وصف رئيس تحرير (شبكة خليج عدن الإخبارية) انضمامه بأنه شكل نقله نوعيه ومهمة وانه جدير بان يكون المرجعية للحراك الجنوبي ، بما يمتاز به من صفات التواضع والحكمة والرأي السديد والرصيد الوطني النضالي. حاول نظام صنعاء الاستبدادي الضغط عليه بعدم مولاته للحراك الجنوبي عن طريق إغرائه بشيك مفتوح وراتب شهري إلا إن نفسه الابيه رفضت هذه الإغراءات القذرة،قائلا للمبعوث العسكري الكبير الذي جاء خصيصا لهذه المهمة ((اشعر رئيسك إن الشيخ عبد الرب النقيب لا يُشترى بالمال)). كان الشيخ النقيب حضور في معظم فعاليات الحراك خلال الفترة 2009-2014م وشارك بالاعتصام الجماهيري الذي شهدته ساحة الحرية – العروض- في خور مكسر بدءا من 14 أكتوبر 2014-فبراير 2010م . المصدر السابق يعيش هذا المناضل حاليا في المملكة العربية السعودية متعّه الله بالعافية والصحة الدائمة. الهامش: كاتب ومترجم وباحث في تاريخ الجنوب . عدن/ 2 مارس 2016