ينطلق الدوري الصيني الممتاز لكرة القدم نهاية الأسبوع المقبل بعد إنفاق 200 مليون جنيه إسترليني على انتقال لاعبين دوليين إلى الأندية الصينية. وتضمنت قائمة اللاعبين المنتقلين إلى الدوري الصيني أسماء كبيرة في عالم كرة القدم، أهمها أليكس تيكسيرا، وجاكسون مارتينيز، راميريس، الذين من المنتظر مشاهدتهم في قمصان الأندية الصينية. وتربط تقارير بين تدفق الأموال والإنفاق الغزير على كرة القدم وانضمام أسماء كروية معروفة إلى الأندية الصينية بالخطة الكبرى للرئيس الصيني شي جيبينغ، مشجع كرة القدم، للحصول على كأس العالم خلال 15 سنة. فهل تحاول الصين أن تظهر في صورة ساحرة في عالم كرة القدم وتستعرض تلك الصورة لفترة من الزمن، أم أن لديها من المؤهلات ما يساعدها على التحول إلى قوة عالمية ضاربة في المستطيل الأخضر؟ وارتفع سقف شراء اللاعبين الدوليين من قبل الأندية الصينية أربع مرات خلال الأشهر القليلة الماضية. ويرى سيمون تشادويك، الأستاذ في العلوم الرياضية بجامعة سالفورد أن "الاهتمام بكرة القدم جديد على الثقافة الصينية". لكنه أكد أن "الصين وقعت في غرام كسر الأرقام القياسية العالمية". وأضاف أن "ملاك أندية كرة القدم في الصين يستهدفون تسجيل رقم قياسي جديد في أسعار انتقال اللاعبين إلى أنديتهم". ويؤيد ذلك المبالغ الطائلة التي سددها قطاع الكرة في الصين هذا الموسم، والذي شهد انتقال إزيكييل لافيتزي الأرجنتيني بموجب تعاقد يمتد لعامين مقابل 400 ألف جنيه إسترليني أسبوعيا وقعه مع نادي هيبي تشاينا فورتشن. I انضمت أسماء كبيرة بين لاعبين ومدربين لأندية الدوري الصيني من أهمهم المدرب السويدي سفين غوران إريكسون وضم نادي جيانغ سو المهاجمين البرازيليين أليكس تيكسيرا وراميريس مقابل مبالغ طائلة من المال. أما اللاعب الكولومبي جاكسون مارتينيز، فانتقل إلى نادي غوانغجو إفرغراند الصيني من أتليتكو مدريد الإسباني مقابل 31 مليون جنيه إسترليني. وحتى أندية الدرجة الثانية الصينية تتكالب على ضم اللاعبين من الأندية الأوروبية الكبرى، وما يشير إلى حملة صينية تستهدف إحداث طفرة في لعبة كرة القدم واستهداف صدارة اللعبة في العالم. وقال تشادويك إن "أندية كرة القدم الصينية قد تكسر الرقم القياسي العالمي لتكلفة ضم اللاعبين الدوليين إليها خلال الشهور الإثني عشر المقبلة بدءا من الآن". خطة الرئيس وأطلق شي جيبينغ خطة تستهدف الوصول بقيمة الاقتصاد الرياضي في الصين إلى 850 مليار دولار في الفترة من 2015 إلى 2025. وهي خطة طموحة، خاصة في ضوء توقف حجم الاقتصاد الرياضي العالمي عند مستوى 400 مليار دولار. واستهدفت الخطة، التي أعلنها رئيس البلاد في 2013، أيضا افتتاح 20 ألف مدرسة كرة قدم في الصين بحلول عام 2017 مع التخطيط للوصول بعدد تلك المدارس إلى 50 ألف مدرسة في 2025. n يشجع الرئيس الصيني كرة القدم ووضع خطة للنهوض بها خلال 15 سنة وقال السويدي سفين غوران إريكسون، المدير الفني لنادي شنغهاي إس آي بي جي الصيني لكرة القدم: "أنا على يقين من أن المنتخب الوطني الصيني لكرة القدم سوف ينافس على كأس العالم خلال السنوات العشرة أو الخمسة عشرة المقبلة". وتوجد الصين في المركز 96 في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بين منتخبات العالم. وتشير توقعات إلى أنها لن تتأهل لكأس العالم 2018 في روسيا. دعاية وتسويق وقال تشادويك إن "هناك صعوبات تواجه الصين في الوقت الحالي فيما يتعلق بالدعاية والتسويق لنفسها كقوة في عالم كرة القدم". وأضاف أن "المشكلات تتعلق بوضع الصين بين الدول المتميزة في كرة القدم، وصورتها، وسمعتها، ومكانتها في هذا العالم. علاوة على ذلك، لا تقدم الصين أداء جيدا في اللعبة". وأشار إلى حل هذه المشكلات التي تعانيها الصين في كرة القدم على مستوى المنتخب الوطني للعبة يمكن التغلب عليه من خلال تطوير وتحسين الأداء على مستوى الأندية وتعزيز مستواها. I يرى لاعبون أن أسلوب الحياة في الصين يصعب اتباعه ويبدو أن عملية التطوير سوف تبدأ على يد لويس فيليب سكولاري، المدرب المخضرم الذي تولى تدريب برشلونة الإسباني وعددا من أكبر الأندية في العالم والذي يتولى تدريب فريق غوانغجو إفرغراند الصيني في الوقت الحالي. كيف يفكر اللاعبون قال المهاجم السنغالي السابق لنيوكاسل وتشيلسي الإنجليزيين ديمبا با لبي بي سي: "أريد أن أعرف أكثر عن الحياة، وأريد أن أتعرف على أشياء جديدة، وأن أسافر حول العالم. وأرى أنه من الممكن أن أحقق ذلك وأنا أمارس كرة القدم". وأضاف أن "الأمر قد يستغرق من الصين سنوات طويلة حتى تصل إلى مستوى كرة القدم الأفضل في أوروبا، فالأمر لا يتعلق بكم من الملايين التي تنفق، بل هو أبعد من ذلك بكثير. ويحتاج الصينيون إلى وقت أطول لتحقيق ذلك." وانتقل اللاعب السنغالي حديثا إلى نادي شنغهاي شينخوا في الدوري الممتاز الصيني.
لازال جاريث بايل أغلى لاعب كرة قدم في العالم بعد انتقاله من توتنهام إلى ريال مدريد مقابل 85 مليون إسترليني وفي المقابل، قال كولو توريه، مدافع ليفربول، "إنها قوة المال، وسوف يكون دخول الصين سوق كرة القدم رائعا". وأضاف: "نلعب كرة القدم لأننا نحبها، لكنها مهنتنا أيضا". أما اللاعب موريس روس، أحد اللاعبين البريطانيين القلائل الذين يلعبون في الدوري الصيني، فوصف دوري كرة القدم هناك بأنه "غير حقيقي" و "يفتقد إلى المهنية". وأضاف أنه على اللاعب أن "يتبع أسلوب الحياة هناك، وهو أمر صعب لا يستطيع تحقيقه الكثيرون. لذا فهو ليس بمكان جيد للعب كرة القدم". وانتقل روس للعب لصالح نادي بكين غيوان في الدوري الصيني لأسباب اقتصادية بحتة، وفقا لما أكده لبي بي سي.