السؤال الشائع دائما ً وفي كل مناسبة هو: ما هو دور المرأة في المجتمع ؟ أو ماذا قدمت المرأة للمجتمع ؟ لكن ذلك المجتمع لم يسأل نفسه يوماً ماذا قدمتم أنتم للمرأة ؟ يقول الشاعر أحمد شوقي رحمه الله ( الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق ) والبداية يجب أن تكون في إعداد الأم والمرأة عموماً في المجتمع منذ البداية حيث على الأب أن يعلم إبنه الذكر أنه حين يبدأ بالتفكير كرجل شاب في الزواج واختياره لشريكة حياته .. وأحب فتاة عليه أن يصونها ويعاملها بحب واحترام وأن يحرص عليها حتى من رغباته وشهواته كرجل ولا يتلاعب بها وبعواطفها حتى تكون من نصيبه زوجة له وأماً صالحة لأولاده .. وكذلك بالنسبة للبنت وطريقة تعامل الأهل معها في البيت ومحيط الأسرة بالتربية الصالحة والأدب والخلق الكريم والحرص على تعليمها لبناء شخصيتها القوية والسليمة وتكون صاحبة رأي رشيد ينتفع به سواء في إطار أسرتها أو على مستوى مجتمعها ووطنها .. فأساس كل أسرة قوية أم صالحة وواعية ومثقفة ومتعلمة تنقل كل خبرتها وعلمها وثقافتها لأطفالها من بنات وأولاد .. تستطيع حمايتهم من كل الأخطار التي قد تكون موجودة حولهم وتتربص بهم أو قد يتعرضون لها من رفاق سيئين وأشرار يتواجدون في كل مكان في المجتمع سواء في الشارع أو المدرسة وحتى الجامعة فسبحان الله الذي جعل الأبناء وخصوصاً الذكور منهم أكثر تأثراً وارتباطا وحباً لأمهاتهم لهذا لزم على المجتمع إن أراد أن يبني أجيالاً قوية ومؤثرة وقادرة على بناء الوطن وتطويره وازدهاره أن يعطي المرأة المزيد من الاهتمام فهي أولا كنصف المجتمع المؤسس له تستحق كل اهتمامنا ورعايتنا وكقاعدة يرتكز عليها البناء المجتمعي السليم سواء من ذكور أو إناث يحتم علينا العناية به والحرص الشديد على سلامته وتطويره بقوة من الجميع . وليحذر الجميع ومن خلال تربية الأولاد تغليب الولد على البنت في الحقوق وتغليب البنت على الولد في الواجبات .. فإن ذلك نوع من الاضطهاد يعتقد الأهل أنه عادات وتقاليد للمجتمع يسيروا عليها منذ الأجداد والآباء لكن تلك العادات والتقاليد فيها الكثير من الخطأ ما يؤثر على شخصية الفتيات والمرأة عموما والتقليل من شأنها من خلال حرمانها من حقوقها ما ينتج عنه أمهات ضعيفات الشخصية خصوصاً في أمر تربية الأولاد اللذين سرعان ما يخرجون إلى مجتمع الرجال فيجدون كل ماهو غريب وسيء فيقومون بتقليد سلوكه واكون بالمقابل الأم ضعيفة حتى أنها لاتمتلك القدرة على التاأثير في ذلك الولد الذي سرعان ماجرفته الكثير من الآفات الخطيرة في طريقها وهذا مانراه اليوم حيث الكثير من الأطفال الذكور يقومون بتقليد الكبار في تعاطي الكثير من السلوكيات والظواهر السيئة والغريبة وبالتالي الخطيرة على حياتهم وصحتهم ومستقبلهم وأخلاقعم ساءت حتى مع أقرب الناس إليهم ( أمهاتهم ) . نتمنى هنا أن تكون قد وصلت رسالتنا وهي لنا جميعا ً ليست لفئة دون أخرى ولا لمنطقة دون سواها أننا جميعاً أهملنا في حق المرأة بالتالي كانت النتيجة خلق لنا مجتمع ضعيف فيه من الفساد الأخلاقي شيء عظيم يصل إلى درجة الخطورة على مستقبل أجيالنا ووطننا الجنوب .. سعاد علوي 11/3/2016