النظرة المحتقرة إلى المرأة كانت واحدة من عاداتنا وتقاليدنا السيئة نحن في اليمن، شأننا شأن بلدان العالم قاطبة لدينا عادات وتقاليد منها الايجابي ومنها السلبي، على ان عاداتنا وتقاليدنا الشعبية المتوارثة الايجابية والمقبولة أكثر، بل والذين تناولوا العادات والتقاليد اليمنية في كتبهم ومؤلفاتهم ذهبوا في القول إلى ان العادات والتقاليد السيئة في اليمن لا تشكل رقماً. النظرة إلى المرأة باحتقار تشكل واحدة من عاداتنا وتقاليدنا السيئة، وهي عادة قديمة لم تعد متوارثة، وبلادنا في ذلك لا تشكل استثناء إذا ما نظرنا إلى محيطنا العربي والاسلامي وكيف كانت النظرة إلى المرأة بل ووأدها حية كما كان في العصر الجاهلي. الايجابي يتوارثه الأجيال بعكس العادات والتقاليد الشعبية السلبية وغير المقبولة والتي لا شك انها تضمحل من عهد إلى آخر بل من عام إلى آخر، تظل عاداتنا وتقاليدنا الشعبية الايجابية متوارثة وباقية وعاشت مع الإنسان اليمني في أدوار حياته المختلفة سواء في الداخل أو في المهجر، ففي الداخل حافظ عليها وجعلها في حياته اليومية نظاماً يساعده على تسيير حياته سواء في الريف أو في المدينة إلى جانب احترامه واتباعه قوانين بلاده ونظمها العامة. لا علاقة لقوانين الدولة وقوانين الدولة لا تتدخل في عادات الناس وتقاليدهم بل تحترمها وتعطيها قدرها من الحماية والصيانة إذا لزم الأمر.. فاتباع الناس عاداتهم وتقاليدهم المتوارثة قد تكفي الدولة كثيرا من العناء والمشقة. عاداتنا في المهجر وكما أن اليمني في الداخل جعل من عاداته وتقاليده سلوكاً يومياً.. فان المهاجر اليمني في البلاد الغربية التي يعمل فهيا واين ما حل وارتحل لم ينس التآلف مع إخوانه اليمنيين في المهجر، مكوناً بذلك منهم أسرة واحدة، أو كما يسمونها ب "الجالية" ويتبعون بعض عادات وتقاليد بلادهم الأم اليمن.. يستعينون بها في تسيير نظم حياتهم اليومية كجماعة وليسو كأفراد. جسدها المحضار عودة إلى ذي بدء من العادات والتقاليد السلبية وغير المقبولة تلك المتبعة قديماً مع المرأة مثل خجل الوالدين وشعورهما بالخزي في بعض المناطق إذا رزقا بنتاً، وبلادنا كما قلنا ليست استثناء، فهذه من العادات المتبعة في الوطن العربي منذ عصر الجاهلية حيث كانوا يئدون البنات. وإذا رزق الوالدان بنتا وابنا فضلا الابن على البنت، وأحباه أكثر منها باعتبار ان تلك بنت لا خير فيها، بل هي الويل بذاته كما الشاعر احمد بركات من شبام حضرموت: الله بلانا بالنساء البايدات أهلكننا.. أهلكننا يصبحن بكره بالوجوه المفلسات يوقظننا.. يوقظننا من يوم تغبش يهدونك هات هات طفرننا طفرننا تلك هي عادات القوم السيئة وفي ذلك قال الشاعر الشعبي القدير الراحل حسين ابوكر المحضار: يحفظونها في ثوب عمن دخل في ظنهم ما بغوه يسأل وامها متكولسة في خجل ومن سأل بوها توارى ما شي مرح للبنت يوم الختان لا اهل جاءوا ولا عاد جيران ووط صوتك لا تبشر فلان ما تجوز للبنت البشارة ويؤكد الشاعر المحضار العادة الشعبية السيئة التي تنم عن فهم خاطئ للمرأة في نظر مجتمعها، واجحاف شديد منه لها فلا يقولون برأيها واذا اضطروا لذكرها أعقبوا قولهم "عزك الله" فقال: ذكر النساء عند الجماعة زرى كأنهن ما حزن شهره والبعض قالوا عزك الله مره كأنها موضوع قذاره رحم الله شاعرنا القدير حسين ابوبكر المحضار وستبقى المرأة اليمنية الأم والبنت والأخت والزوجة محل احترام وتقدير.