من الجميل ان ترى العيون مدينتنا الشحر بمنظر حضاري ، يسوده التعاون والتكاتف بين ابنائها ، ولعل وجود الفرق التطوعية عامل مهم لترتقي هذه المدينة العظيمة ، حينما تتكاتف الايادي في سبيل حب الارض والخير والاحسان . تتنافس الارواح الطيبة في هذه المدينة بشكل ملحوظ ورائع لتبرز الدور المهم للشباب الصاعد في الجانب التطوعي والانساني ، فقد ظهرت الكثير من الفرق التطوعية التي ان دلت على شي فأنها تدل على طيبة ابناء هذه المنطقة ، وإيمانهم الراسخ بوجوب التعاون للنهوض بمستوى المدينة انسانيا وفكريا واجتماعيا ،وقد لعبت الدور البارز في ذلك. ونظرا للأهمية الكبيرة التي يمتلكها وجود مثل هذه الفرق ، فإن للجهات المعنية دور مهم في انجاح وتسهيل الامور والعثرات التي تواجه الفرق التطوعية ، وان تكون خير معين لهؤلاء الشباب الصاعد الذي تحتاجه المدينة اشد الحاجه وخاصة في ظل الاوضاع المتعسرة التي تشهدها البلد. الفرق التطوعية في المدينة تبلي بلاء حسنا في رسم الصورة الحضارية للمدينة اولا ، ومساعدة المحتاجين ودعم جوانب كثيرة تحتاج للتعاون والتكاتف ، ناهيك عن البهجة والسرور الذي يظهر من خلال الحفلات والفعاليات الرائعة داخل المدينة . ولكننا نجد في بعض الاحيان فرق تطوعية كانت قد بدأت بداية قوية وملفته وآلت للسقوط في اخر الفترات ، او ضعف وقل مجهودها ، فلو تسائلنا لوجدنا ان السبب في الاعضاء انفسهم ، فلكل فشل سبب ،والمجتهد هو الذي يستغل فشله ويحوله لنجاح باهر ، من اهم اسباب فشل الفرق التطوعية هو الغرور ، والجهل ان التطوع هو في الاساس تواضع ، فحينما ترى فريقك ناجح حاول ان ترفع مستوى نجاحك اكثر ، ولاتغتر ، ايضا التكاسل ، ففي البداية يكون حماس ، ويقل مع الوقت ، وكذلك ضعف الدعم المادي، وارى ان فكرة المشروع البسيط للفريق التطوعي مهمة لكسب دخل مستمر ، فلو لم يحصل الفريق على دعم خارجي يستطيع ان يلجأ لصندوق الفريق من هذه المشاريع، ايضا الانانية من اسباب فشل الفرق، فالتعاون حث عليه الاسلام لما له من اثر مهم في المجتمع، وكذلك ضعف المستوى الثقافي ، فرئيس الفريق يجب ان يكون شخص ذا ثقافة وعلم وخبرة ومن حوله بقية الاعضاء ، كذلك الاعتماد على شخص واحد بحد ذاته فشل ، وكذلك ضعف العلاقات الاجتماعية للفريق تسبب بالفشل ، فالأعضاء يجب ان يوسعوا نطاق علاقاتهم بالشخصيات داخل المجتمع. وفي ذلك يقول المولى عزوجل ( وتعاونوا على البرّ والتقوى( و قوله تعالى ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) ، وتنافس ابناء الشحر بمحافظة حضرموت في طريق الخير والتطوع والإحسان اجمل انواع التنافس ، واننا لنفتخر بهم وبدورهم الفعال في هذه المدينة. نأمل من هذه الفرق بذل المزيد والتحلي بروح الصبر والإخلاص وان تقدم الاعمال خالصة لوجه الله دون انتظار شكر او ثناء . اعانهم الله ووفقهم وسدد في الدرب خطاهم ، وجعل مايقدمونه في ميازين حسناتهم .